ألمانيا : برلين تُطلق مبادرة لزيارة متاحفها مجاناً في أيام محددة للتعافي من الجائحة

تعد جزيرة المتاحف في برلين موطن أشهر المتاحف في العاصمة الألمانية وعادة ما تزدحم بالزوار، إلا أنها صارت خاوية بشكل مخيف خلال فترة جائحة كورونا.

والآن، وبفضل إطلاق مبادرة جديدة لإتاحة الدخول المجاني إلى متاحف المدينة أيام الأحد مطلع كل شهر، عادت حشود الزائرين، مع الالتزام بارتداء الكمامات، وبالتباعد الاجتماعي، وبالتزامن مع حملة التطعيم.

وبحسب بيانات وكالة “بلومبرغ” للأنباء، بدأت المبادرة، الأحد، مطلع شهر تموز الماضي، وجذبت أكثر من 20 ألف زائر لـ67 متحفاً في برلين.

وزاد عدد الزائرين أول يوم أحد في آب الجاري، حيث استقبلت المتاحف المشاركة في المبادرة ما يصل إلى 10 أضعاف العدد في يوم أحد عادي خلال الجائحة، بحسب تصريحات مالته بوندغن، من مكتب الاستشارات الثقافية “بيرو إن”، وهو مستشار للمبادرة التي تدعمها جمعية متاحف برلين والمدينة والحكومة الاتحادية كجزء محاولات إنعاش السياحة.

وقال ماركوس شارليش (40 عاماً) أحد سكان برلين، والذي زار أحد المتاحف مع شريكة حياته: “لولا مبادرة متاحف الأحد، ما كنت هنا اليوم”.

ويرى شارليش الدخول المجاني “حافزاً كبيراً” للمشاركة في الحياة العامة بعد تخفيف قيود الإغلاق.

ويتعين على المتاحف المشاركة في المبادرة تطبيق قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي.

ويقول كلاوس ليدرر، وزير الشؤون الثقافية والأوروبية المحلي في ولاية برلين، إن إتاحة الدخول المجاني للمتاحف لن يعيد وحده الحشود إلى وسط المدينة، موضحاً أن الناس تحتاج إلى الشعور بالأمان لزيارة المتاحف والأماكن العامة مرة أخرى، وأضاف ليدرر: “يجب أن يساعد هذا الحدث الزائرين في التغلب على المخاوف التي ما تزال لديهم وإقناعهم بأن منشآتنا آمنة من كورونا”.

وتم تطعيم أكثر من نصف سكان ألمانيا بشكل كامل بحلول ثاني أحد في المبادرة، بحسب بيانات وزارة الصحة الألمانية.

وفي جميع أنحاء ألمانيا، يتم تقديم حوافز لزيادة عدد من يتلقون التطعيم، بدايةً من تقديم نقانق مجانية، وصولاً إلى الاستعانة بمنسقي الأغاني في مواقع التطعيم.

وتعد المبادرة أيضاً إحدى الفعاليات الثقافية العديدة في برلين التي وجدت طريقة لجذب الزوار وسط أزمة صحية عالمية مستدامة.

وتضم هذه الأحداث، “أسبوع الفن في برلين”، وفعالية “دراوسنشتات” في الهواء الطلق، و “إعادة إطلاق ثقافة النوادي”، وهو مشروع تجريبي يجُرى في برلين هذا الصيف للوقوف على كيفية تنظيم حفلات خلال الجائحة.

وقالت كاتارينا مولر، من شركة “كولتور برويكته برلين” للمشروعات الثقافية المملوكة لولاية برلين: “نفترض أن الجائحة، بكل تحدياتها ومشكلاتها، ستكون معنا لفترة من الوقت.. سيكون من المثير بالتأكيد ملاحظة إلى أي مدى كانت الجائحة وإغلاق الفعاليات الثقافة، دوافع لابتكار صيغ جديدة وتطويرات رقمية، وما هي الأشكال الجديدة الأخرى للتبادل والتعاون التي نشأت عنها، وما مدى استدامة هذه التطورات؟”.

وكانت خطة مبادرة “متاحف الأحد” المجانية قيد التنفيذ قبل فترة طويلة من تفشي الجائحة، بهدف جذب زوار غير قادرين عادة على تحمل رسوم الدخول، بحسب الوزير المحلي ليدرر، الذي أشار أيضاً إلى أن خفض هذه العوائق المالية أصبح أكثر أهمية بعد أن أدت الجائحة إلى تفاقم عدم المساواة في المجال الثقافي.

وقال ليدرر: “لم يتأثر الجميع بالجائحة بنفس القدر”، ويسعى الوزير المحلي وحزبه “اليسار”، الذي يشارك في الائتلاف الحاكم بولاية برلين، مع الخضر والاشتراكيين، إلى جعل مبادرة “متاحف الأحد” حدثاً دائما.

وذكر ليدرر أن تمويل المبادرة متاح على مدار العامين المقبلين، إلا أن نتائج الانتخابات المحلية للولاية، التي ستُجرى بالتزامن مع الانتخابات العامة في 26 أيلول المقبل، ستؤثر على القرار النهائي بشأن استمرار هذه المبادرة.

ويستمتع سكان برلين حالياً بالمجموعة الضخمة من الأعمال الفنية والتحف في المدينة.

وقالت بوسرا ديكباس (30 عاماً)، التي تعيش في برلين، والتي زارت أحد المتاحف في إطار المبادرة مع عائلتها: “شعرنا بحماسة شديدة للغاية لزيارة متحف أخيراً بعد هذا الوقت الطويل وبدون مخاوف”. (DPA)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها