ألمانيا : سيُسمح للأفغان الذين يجرى إجلاؤهم بالدخول إلى البلاد
أكدت وزارة الداخلية الألمانية، الاثنين، أنه سيُسمح للأشخاص الذين يُجرى إجلاؤهم بسبب سيطرة حركة “طالبان” على السلطة في أفغانستان، بالدخول إلى ألمانيا، وذلك بعدما ذكر وزير الداخلية هورست زيهوفر أنه يمكن إصدار تأشيرات لهؤلاء الأفراد أيضاً عقب دخولهم إلى ألمانيا.
وقالت متحدثة باسم وزير الداخلية في برلين، رداً على استفسار عن سبب عدم إصدار هذا البيان في وقت سابق، إن زيهوفر أوضح على نحو متكرر في الأسابيع الماضية أنه سيفعل كل شيء لضمان مغادرة الموظفين المحليين من أفغانستان.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب-كارنباور، أكدت أنه منذ صباح الاثنين تم إرسال ثلاث طائرات من طراز “إيه 400 إم” إلى كابول أو بالقرب منها، مضيفةً أنه من المقرر نقل المزيد من القوات بعد ظهر الاثنين إلى هناك، وقالت الوزيرة إنه عبر تفويض سريع سيخرج الجيش الألماني “أكبر عدد ممكن من الناس من كابول وأفغانستان، ما دامت هناك فرص لذلك.. هذا تكليف الجيش الألماني”، موضحًا أن هذا يعتمد بشكل كبير على الدعم من الجانب الأمريكي.
وأشارت كرامب-كارنباور إلى أن هناك جزءا من المجموعة التي تم تحديدها من المعاونين المحليين للجيش الألماني موجودة في المطار الآن ولم تغادر البلاد بعد، مضيفةً أن هناك أيضاً قوائم لموظفين محليين قدموا العون لوزارات أخرى تابعة للحكومة الألمانية إلى جانب الموظفين المحليين في السفارة الألمانية، وأوضحت الوزيرة أنه بالإضافة إلى ذلك هناك قوائم لأشخاص تم تصنيفهم على أنهم داعمين للمهمة الألمانية، موضحةً أن هذه القوائم يُجرى إعدادها في الموقع.
ومن المقرر أن تنقل الطائرات في البداية الأفراد الذين سيُجرى إجلاؤهم من أفغانستان إلى طشقند في دولة أوزبكستان المجاورة، حيث تواصل الطائرات المدنية رحلاتها إلى ألمانيا.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: “هدفنا هو جلب أكبر عدد ممكن من الأشخاص المعوزين للحماية إلى ألمانيا في أسرع وقت ممكن”.
ولم يرغب متحدث باسم وزارة الخارجية في تقديم أي تنبؤات حول المدة التي يمكن أن تستغرقها مثل هذه العملية، وقال: “طالما كان ذلك ممكنا، وطالما سمحت به الظروف بطريقة ما، فسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدة هؤلاء الأشخاص”، مضيفاً أنهم على اتصال بمنظمات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة للتمكن من توسيع المساعدات بشكل سريع وكبير لإمداد اللاجئين الأفغان في الدول المجاورة، إيران وباكستان.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية مزاعم رئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، أرمين لاشيت، السبت، بأن وزير الخارجية هايكو ماس كان متردداً للغاية في إجلاء الموظفين المحليين منذ شهور، وقال المتحدث: “لا أرى أي أساس من الصحة على ذلك مطلقاً”، مؤكداً التعاون الوثيق بين وزارتي الخارجية والدفاع في هذا الأمر.
وأكدت الحكومة الألمانية أن لديها اتصالات مع طالبان، لكنها لا تريد الإدلاء بأي تفاصيل، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية: “أفترض بالطبع أننا نستخدم أيضاً الاتصالات التي لدينا في الوضع الحالي”.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، المحادثات مع طالبان بأنها مشروع طويل الأمد يجب متابعته على المستوى الدولي، وقال: “من المؤكد أن الإستراتيجية طويلة المدى تجاه طالبان يجب أن تُناقش دولياً داخل المجتمع الدولي.. إذن: ما هو شكل الحوار الذي يمكن أن يكون؟ هل من الممكن أن يكون تعاون محدود النطاق في صالح الناس؟ هل هذا وارد؟ وإذا كان الأمر كذلك: ففي أي ظروف سيكون؟.. هذا بالتأكيد يجب أن يُناقش دولياً، لكن يجب أن يكون واضحاً أيضاً: ليست لدينا أوهام بشأن طالبان وطبيعة حركتهم.. يجب ألا ننسى الإرهاب الذي لا يرحم الذي ارتكبته حركة طالبان على مدى السنوات العشرين الماضية ضد شعبها وضد مواطنيها”. (DPA)[ads3]