ألمانيا : خشية من موجة هجرة مع وصول أولى طائرات الإجلاء من كابول

يجري وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي محادثات بشأن الهجرة، الأربعاء، على خلفية الأزمة التي تتكشف في أفغانستان، مع قلق بعض مناطق التكتل من احتمال حدوث نزوح جماعي للأشخاص الفارين من الحياة في ظل حكم طالبان.

ويأتي الاجتماع لمعالجة تدفق الأشخاص على حدود ليتوانيا، وسط تقارير عن دور لبيلاروس المجاورة من خارج الاتحاد الأوروبي في ذلك.

وفي أعقاب استيلاء “طالبان” على السلطة، يقوم بعض قادة الاتحاد الأوروبي بالفعل بصياغة استراتيجيات لكيفية تجنب تكرار ما كان عليه الوضع في العامين 2015 و2016.

وفي حين شدد بعض الساسة في الاتحاد الأوروبي ووكالة الأمم المتحدة للاجئين ومنظمات حقوقية مختلفة على الحاجة إلى حماية المعرضين للخطر، شددت دول مثل فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا على ضرورة تحرك الاتحاد الأوروبي استباقياً، حتى لا تواجه بموجة هجرة جديدة.

من جهتها، أبدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رغبتها في مواصلة العمل في أفغانستان بعد استيلاء مسلحي “طالبان” على السلطة.

وقالت ممثلة المفوضية في ألمانيا، كاتارينا لومب، لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، في تصريحات نشرت الأربعاء: “نريد البقاء في البلاد لأن الشعب هناك بحاجة إلى المساعدة الآن أكثر من أي وقت مضى”، وأضافت لومب أن المفوضية ترغب ومنظمات إنسانية أخرى في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، “وفقاً للمبادئ الإنسانية للحياد والنزاهة والاستقلال”.

وتقول المنظمة إن لديها حالياً 200 موظف يعملون في أفغانستان، وأوضحت لومب: “بما أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية زادت بشكل كبير ومن المرجح أن تستمر في الارتفاع، فإن الشعب بحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي”.

وأشارت إلى أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية أو أكثر، وجد أكثر من 90% من اللاجئين الأفغان مأوى في إيران وباكستان المجاورتين، وقالت إن “معظم الأفغان الذين نزحوا في الشهور القليلة الماضية هم مشردون داخلياً حالياً في بلدهم.. هم الآن بحاجة ماسة إلى الدعم والمساعدات الإنسانية”.

بيد أن استطلاع للرأي، نشرت نتائجه الأربعاء، أظهر أن ثلثي الألمان يخشون تدفقاً كبيراً للاجئين في أعقاب التطورات الأخيرة في أفغانستان.

ويشعر ثلثا الألمان تقريباً (62.9%) بالقلق إزاء تدفق اللاجئين إلى البلاد، كما حدث في عام 2015، وفقاً للاستطلاع الذي أجراه معهد “سيفي” لاستطلاعات الرأي لصحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” اليومية.

وكشف الاستطلاع عن أن ثلثهم تقريباً (30%) يفكر بطريقة مختلفة.

ويحاول آلاف الأفغان حالياً الفرار من بلادهم، بعد أن استولى مسلحو “طالبان” على السلطة فعلياً فى غضون أسابيع قليلة.

وقال الناخبون الذين يؤيدون حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، على وجه الخصوص، إنهم قلقون من تدفق اللاجئين.

وقال ثلاثة أرباع مؤيدي الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحليفه البافاري الاتحاد الاشتراكي المسيحي وكذلك الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، إنهم يخشون حدوث أزمة لاجئين على غرار ما كان عليه الوضع قبل ست سنوات، ووسط أنصار حزب الخضر، رأى 38.8% فقط الأمر على هذا النحو.

لكن الباحث في شؤون الهجرة، شتيفان أنغيندت، قال لوكالة الأنباء الألمانية إنه يعتبر التحذيرات بشأن أعداد لاجئين مثل 2015 و2016 مبالغاً فيها، وفي العامين هذين، جاء أكثر من 1ر1 مليون طالب لجوء إلى ألمانيا، وكثير منهم سوريون.

وفي ذات السياق، هبطت في مدينة فرانكفورت طائرة تابعة لشركة “لوفتهانزا”، تقل نحو 130 شخصاً تم إجلاؤهم من العاصمة الأفغانية كابول.

وأقلعت الطائرة (إيرباص 340) من العاصمة الأوزبكية طشقند، وكانت الحكومة الألمانية قد استأجرت تلك الطائرة.

وقال متحدث، الثلاثاء، إن “لوفتهانزا” ستنظم أيضاً، بالتشاور مع الحكومة الألمانية، رحلات إجلاء من الدوحة في قطر، وربما من دول أخرى على الحدود مع أفغانستان.

ومن المقرر القيام بعدد من الرحلات الجوية خلال الأيام القليلة القادمة، وعادت الدفعة الأولى من موظفي السفارة الألمانية في كابول، الذين تم إجلاؤهم إلى ألمانيا، الثلاثاء، وهبطوا في مطار “شونافيلد” في برلين، بحسب ما علمت وكالة الأنباء الألمانية.

يشار إلى أن مسؤول أمني غربي في العاصمة الأفغانية كابول لوكالة “رويترز”، الأربعاء، إن أكثر من 2200 دبلوماسي ومدني تم إجلاؤهم حتى الآن على متن رحلات جوية عسكرية خارج كابول، وأضاف المسؤول أنه لم يتضح بعد متى ستستأنف الرحلات المدنية الجوية من كابول. (DPA – AFP – REUTERS – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها