اللاجئون الأفغان .. مواقف متعارضة بين تركيا و ألمانيا و النمسا
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل، السبت، أنّ بلاده لا تستطيع تحمّل “عبء هجرة إضافيّة” من أفغانستان، عقب استيلاء حركة “طالبان” على السلطة.
وقال أردوغان لميركل إن “موجةً هجرةً جديدةً هو (أمر) لا مفرّ منه إذا لم تُتّخذ الإجراءات اللازمة في أفغانستان وإيران”، مشدّدًا على أنّ “تركيا التي تستقبل أصلًا خمسة ملايين لاجئ، لا يُمكنها تحمّل عبء هجرة إضافية”، كما انتقد أردوغان “تردد” الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بطلب تركيا مراجعة اتّفاق موقّع في العام 2016 بين أنقرة وبروكسل لوقف تدفّق المهاجرين.
ويُمكن بموجب هذا الاتّفاق إعادة المهاجرين “غير الشرعيّين” الذين يصلون الاتحاد الأوروبي، إلى تركيا، في مقابل تقديم مساعدات ماليّة لأنقرة من أجل استقبالهم.
وقال أردوغان إنّ “الموقف المتردّد للاتّحاد الأوروبّي في شأن تلبية تطلّعات تركيا المشروعة المتمثّلة بتحديث اتّفاق الهجرة المبرم في 18 آذار (2016)، يؤثّر سلبًا على إمكان التعاون في مجال الهجرة”.
من جهتها، شدّدت ميركل على أنّ إجلاء الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية، من أفغانستان، هو “أولويّة قصوى”.
وقالت متحدّثة باسم المستشارة الألمانيّة إنّ ميركل وأردوغان اتّفقا على “التعاون الوثيق لدعم عمل المنظّمات الدوليّة، لا سيّما وكالات مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أفغانستان والدول المجاورة”.
وكانت ميركل قد أبدت انفتاحها على استقبال “منظّم” للاجئين الأفغان “الأكثر عرضة للمخاطر”، الهاربين من نظام “طالبان”، لكنّها أقرت بصعوبة توصل الشركاء الأوروبيين لاتفاق بهذا الشأن.
وأشارت ميركل، التي استقبلت بلادها بين عامي 2015 و2016 أكثر من مليون طالب لجوء، إلى ضرورة أن ينصبّ التركيز في مرحلة أولى على إيجاد حلول إقليمية من أجل استقبال هؤلاء اللاجئين في الدول المجاورة لأفغانستان.
وأظهر استطلاع حديث أن نحو ثلثي الألمان يؤيدون ضمان حماية في ألمانيا للأفغان المعرضين للخطر في بلدهم.
وجاء في استطلاع معهد “يوغوف” لقياس مؤشرات الرأي، الذي تم نشر نتائجه الأحد، أن إجمالي 63% من الألمان الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون ضرورة أن تقدم الحكومة الاتحادية مساعدة للمضطهدين في أفغانستان.
من جانبه، قال المستشار النمساوي المحافظ، سيباستيان كورتس، في تصريحات نُشرت الأحد، إنه يعارض استقبال مزيد من الفارين من أفغانستان، بعد أن استولت “طالبان” على السلطة هناك.
وكانت النمسا قد استقبلت عدداً يزيد عن واحد في المائة من سكانها من طالبي اللجوء خلال أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و2016، وبنى كورتس مستقبله السياسي على اتخاذ موقف متشدد بشأن الهجرة، وفاز في كل الانتخابات البرلمانية منذ عام 2017.
وقال كورتس، في مقابلة مع قناة “بلس 24” التلفزيونية: “إنني أعارض بوضوح أن نستقبل طواعيةً الآن مزيداً من الناس، وهذا لن يحدث خلال وجودي كمستشار”، ونشرت مقتطفات من المقابلة قبل بثها في وقت لاحق الأحد.
ومن جهتها، قالت الحكومة الإسبانية، الأحد، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث اتفقا على استخدام قاعدتين عسكريتين في جنوب إسبانيا لاستقبال الأفغان الذين كانوا يعملون لحساب الحكومة الأمريكية.
وقالت الحكومة، في بيان، إن بايدن وسانتشيث اتفقا، في مكالمة استغرقت 25 دقيقة، مساء السبت، على إمكان استخدام القاعدتين لاستقبال اللاجئين القادمين من أفغانستان لحين ترتيب سفرهم إلى دول أخرى.
ومساء السبت، وصلت طائرة تقل 110 لاجئين أفغان وأسرهم إلى مركز تابع للاتحاد الأوروبي في إسبانيا بقاعدة عسكرية خارج مدريد، وكان بينهم 36 فرداً كانوا يعملون لحساب الإدارة الأمريكية في أفغانستان.
وتستخدم هذه القاعدة في استضافة اللاجئين الأفغان الذين عملوا لحساب الاتحاد الأوروبي وأسرهم، قبل نقلهم إلى دول أخرى في الاتحاد. (AFP – DPA – DW)[ads3]