طيور تبني أعشاشها من ” شعر ” حيوانات أخرى !

عندما يتعلق الأمر ببناء العش، فإن بعض أنواع الطيور مثل عصافير القرقف تفقد خجلها لفترة قصيرة، هذه الطيور تبحث بالأخص عن مادة ناعمة للطبقة الرقيقة السطحية في أعشاشها. ولهذا تفضل فرو الثدييات، لكون أن شعرها خفيف ويمكن وتثبيته بداخل العش بسهولة، في الوقت نفسه يوفر هذا النوع من الشعر حماية وتدفئة للصغار التي تفقس حديثاً.

حتى وقت قريب لم يكن واضحاً مصدر الشعر الذي تستخدمه الطيور في بناء أعشاشها. لطالما أعتقد الباحثون أن الطيورتجمع الفرو المتساقط من الحيوانات أو الذبائح في الطبيعة. لكن تقارير أفادت بأن بعض أنواع الطيور تتعمد أيضاً نتف الشعر أو الفراء من الثدييات الحية.

في أحد الأيام، شاهد عالم الطيور هنري بولوك من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية، قرقفاً مزعجاً (Baeolophus bicolor) ينتف حيوان الراكون وكثيراً ما لوحظت مثل هذه الحالات المعزولة وتمّ توثيقها.

انزعاج الراكون المستمر من “لص” الفراء، دفع الباحث الأمريكي إلى دراسة سلوك بناء العش عن كثب، وتحقيقا لهذه الغاية، قام فريق بولوك بتقييم العديد من مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب وبالفعل، اكتشف الفريق أن سرقة الفراء من الثدييات الحية أمر شائع جدا، فغالباً ما تقترب الطيور عندما تغفو الضحية ذات الفرو، مثل هذا الثعلب المنزعج قليلاً.

في وقت مبكر من عام 2007، كشف عالم الطيور بريت إم ويتني في إحدى دراساته كيف تقدم بعض الأنواع الفردية من الطيور مثل الطائر ذو ذيل الشوكة السريع على سرقة الريش من الطيورالأخرى لبناء الأعشاش.

استناداً على دراسات ويتني، اختار فريق هنري بولوك مصطلح “Kleptotrichie” للسلوك غير العادي لدى الطيور المتمثل في نتف وسرقة الشعر، وهو مصطلح مركب من كلمتين من اللغة اليونانية، “klepto ” وتعني “يسرق” و”trichy ” وتعني “الشعر” أي “سارق الشعر”.

بطبيعة الحال تحظى الكلاب ذات الفراء الناعم بشعبية خاصة لدى الطيور، لهذا على مالكي الكلاب توزيع شعر الكلاب الذي يتم إزالته في الحديقة لإسعاد الحيوانات الصغيرة “المهاجمة”. وهذا سلوك يحمي الكلاب أيضا من “اعتداء السرقة”.

في عام 2020، اكتشف باحثون هولنديون أن الطفيليات الموجودة في فرو الكلاب يمكنها أن تصبح قاتلة للطيور الصغيرة، وهي تسمى بالطفيليات الخارجية التي تحارب البراغيث والقُراد لكنها تشكل خطراً كبيراً على الطيور.

إذا أردنا مساعدتها في بناء أعشاشها، فبإمكاننا بالطبع الجلوس بهدوء وانتظار طائر سارق حتى يستقر على رأسنا.

أما إذا كان الحب لهذه الحيوانات جارفا، فيمكننا مساعدتها على بناء عشها بطرق عديدة. فعلى سبيل المثال عبر بعض الفوضى في الحديقة أو ترك مواد التعشيش مثل شفرات العشب الجافة والأغصان الدقيقة والطحالب أو بعض التبن على العشب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكننا تقديم ريش الدجاج أو صوف الأغنام من المزرعة، لأن خيوط الصوف الطبيعي مرغوبة للغاية لدى الطيور، مع الانتباه أن تكون مادة التعشيش جافة، ومعلقة بعيداً عن متناول القطط وليست كبيرة الحجم ويصعب على الطيور حملها ونقلها إلى أعشاشها. (Deutsche Welle)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها