مشرّعان أمريكيان يثيران الجدل بزيارتهما كابول سراً و يطالبان بايدن بتمديد موعد الانسحاب
زار نائبان أمريكيان، سراً، العاصمة الأفغانية كابول التي تشهد عمليات إجلاء مكثّفة لرعاية الدول الغربية والمواطنين الأفغان الذين تعاونوا مع الغربيين، وانتقدا خطة إدارة الرئيس جو بايدن لعمليات الإجلاء، وطالبا بتمديد الموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان.
وكان بايدن برر الثلاثاء قراره إنجاز الانسحاب من أفغانستان بحلول نهاية آب/أغسطس الجاري بـ”تزايد” خطر شنّ الفرع المحلّي لتنظيم الدولة الإسلامية هجمات على القوات الأميركية في كابول، وقال: “كلّ يوم نكون فيه على الأرض هو يوم إضافي نعرف فيه أنّ تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان يسعى لاستهداف المطار ومهاجمة القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها”.
وأوضح النائب الديمقراطي سيث مولتون والجمهوري بيتر ميجر في بيان مشترك، أنهما قاما بزيارة كابول سراً، انطلاقاً من “واجبهما (كنائيبين) في متابعة الرقابة على أداء السلطة التنفيذية”، وأشارا إلى أنهما لم يعلنا عن هذه الزيارة إلا بعد مغادرتهما لكابول وذلك من أجل عدم إثارة اضطّراب “لأننا كنّا هناك لجمع المعلومات وليس لمجرد وجودنا هناك”.
وأثارت زيارة المشرّعين مولتون وميجر دهشة لدى موظفي وزارة الخارجية والجيش الأمريكي الذين اضطروا إلى بذل الجهود لتوفير الأمن والمعلومات للمشرعين، حسبما قال مسؤولون أمريكيون لوكالة أسوشيتد برس.
وكان النائبان غادرا الولايات المتحدة على متن طائرة مستأجرة، ومكثا في مطار كابول عدة ساعات، الأمر الذي أثار حفيظة مسؤولين أمريكيين لأنهما سيشغلان مقعدين كانا سيخصصان لأميركيين آخرين، أو لأفغانيين هاربين من بلادهما، غير أن مولتون وميجر أكدا في بيانهما أنهما حرصا على المغادرة على متن طائرة غير ممتلئة بالركاب وأنهما حرصا على الجلوس على مقاعد مخصصة لطاقم الطائرة.
ويشار إلى أن النائب مولتون كان شارك في الحرب مع العراق ضمن سلاح مشاة البحرية، فيما شارك النائب ميجر، وهو من قدامى المحاربين الأمريكيين، ضمن الأعمال الإنسانية مع منظمة غير حكومة في أفغانستان.
ونشر مولتون سلسلة تغريدات عن الزياروة من ضمنها تغريدة تقول: إن الهدف من زيارتنا لكابول هي رغبتنا، كما غالبية المحاربين القدامى، في حثّ الرئيس على تمديد الموعد النهائي للانسحاب.
وقال النائبان مولتون وميجر في بيانهما المشترك: “يجب أن تخجل واشنطن من الموقف الذي وضعت فيه أفراد جيشنا (في أفغانستان)، لكنهم (الجنود) يعدّون الأفضل في أمريكا”.
وكان مسؤولان أمريكيان قالا يوم أمس لـ”رويترز”: إن هناك مخاوف متزايدة من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد تفجيرات انتحارية عند المطار الذي يعج بالأفغان والأجانب المتلهفين للمغادرة خشية تعرضهم لعمليات انتقامية.
وقال أحد المسؤولين إن المسألة لم تعد تتعلق بما إذا كان المتشددون سيهاجمون ولكن متى سيهاجمون وإن الأولوية هي الخروج قبل حدوث ذلك.
وسعت حركة طالبان إلى طمأنة آلاف الأفغان المحتشدين في مطار كابول أملا في استقلال رحلات الإجلاء بالقول إنه ليس هناك ما يخافون منه وإن عليهم الذهاب لديارهم.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابول “نضمن أمنهم”. وانتزع مقاتلو طالبان السيطرة على العاصمة الأفغانية من الحكومة المدعومة من الغرب في يوم 15 أغسطس آب بعد حرب استمرت عشرين عاما.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن عدة مئات من القوات الأمريكية غادرت كابول في إطار تحرك مقرر سلفا لكن ذلك لن يؤثر على جهود الإجلاء.
وقال بعض الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي إنه يتعين استكمال عمليات الإجلاء بصرف النظر عن الموعد المحدد. (EURONEWS)[ads3]