أردوغان : نتعامل بتفاؤل حذر مع رسائل “طالبان” ونحاور كافة الأطراف
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تتعامل بتفاؤل حذر مع رسائل حركة “طالبان”، وتواصل الحوار مع كافة الأطراف بشأن أفغانستان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الأربعاء خلال مأدبة عشاء مع سفراء في ولاية بتليس على هامش احتفالات الذكرى السنوية الـ 950 للنصر في معركة ملاذكرد.
ولفت الرئيس التركي إلى أهمية الخطوات سيتخذها المجتمع الدولي فيما يتعلق بأفغانستان.
وأوضح أن أهم الأولويات في أفغانستان يجب أن يكون إزالة فراغ السلطة وتطبيع الحياة من أجل إرساء الأمن للشعب.
وقال أردوغان: “يجب إنشاء حكومة شاملة تحتضن وتعكس جميع شرائح المجتمع في أفغانستان”.
وأضاف: “في الوقت الحالي نتعامل مع الرسائل الصادرة عن قادة طالبان بتفاؤل حذر”.
وأشار إلى أن خطوات “طالبان” وأفعالها لا أقوالها هي ما سيحدد شكل المرحلة القادمة في أفغانستان.
وشدّد على أن حالة الفوضى ووباء فيروس كورونا والجفاف والمشاكل الاقتصادية أدت إلى تفاقم العبء الملقى على عاتق الشعب الأفغاني.
وأكّد أن ملايين الأفغان يحتاجون اليوم إلى المواد الغذائية الأساسية.
ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة أفغانستان والتضامن معها في هذه الأوقات الصعبة أيًا كانت الجهة الحاكمة.
وبيّن أن تركيا ستواصل الوفاء بما تقتضيه روابط الأخوة مع الشعب الأفغاني.
وحول موضوع الهجرة، أكد أن تركيا تستضيف حاليا أكثر من 5 ملايين طالب لجوء، ولا يمكنها تحمل عبء هجرة إضافي مصدره سوريا أو أفغانستان.
ونفى المزاعم التي يرددها “حزب الشعب الجمهوري”، أكبر أحزاب المعارضة بتركيا، بشأن وجود نحو 1.5 مليون أفغاني في البلاد.
وقال في هذا الصدد: “هذا كله محض كذب، فعدد المهاجرين الأفغان المسجلين وغير المسجلين في بلادنا هو 300 ألف”.
وأكّد على أهمية تقليل ضغط الهجرة عبر تحقيق الاستقرار في أفغانستان.
وذكر أنه تماشيًا مع ذلك ستواصل تركيا الحوار الوثيق مع جميع الأطراف المعنية.
من جهة أخرى، تطرق أردوغان إلى المنتدى الدبلوماسي الذين أقيم في ولاية أنطاليا بين 18 و20 يونيو/ حزيران الماضي، وحظي بمشاركة دولية واسعة.
وأوضح أن المنتدى أتاح الفرصة لتبادل وجهات النظر حول أولويات السياسة الخارجية لتركيا والقضايا التي تشغل الأجندة المشتركة.
وعبر عن أمله في اللقاء مجددًا وتبادل الآراء مع السفراء وقادة بلدانهم خلال المنتدى الدبلوماسي الثاني المتوقع إقامته خلال مارس/ آذار القادم.
وقال إن تركيا أثبتت بأقوالها وأفعالها أنها لا تطمع بأراضي أو سيادة أو ثروات أي من الدول واتخذنا العديد من الخطوات الثنائية ومتعددة الأطراف لحل التوترات المستمرة في منطقتنا سلميا.
وأردف: “قلنا إنه بانتهاء الاحتلال في قره باغ (الأذربيجاني) فُتحت نافذة جديدة من فرص السلام الدائم في منطقتنا، وإذا استغلت أرمينيا هذا الأمر، سنتخذ بدورنا الخطوات اللازمة”.
وأشار إلى أن تركيا لم تتردد في تقاسم إمكاناتها مع البلدان الصديقة والشقيقة لدعمها في مكافحة وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو 4.5 ملايين شخص في العالم.
وكشف أن الحكومة التركية أرسلت في هذا الإطار معدات طبية إلى 159 دولة و12 منظمة دولية.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا اتخذت موقفًا إنسانيًا مماثلاً أيضًا في أفغانستان التي تمر بمنعطف حاسم.
وأضاف: “يبذل جنودنا ودبلوماسيّونا جهودا استثنائية لضمان النظام اللازم ومواصلة عمليات الإجلاء في المطار (حامد كرزاي)”.
وقال إن تركيا تواصل بنجاح عمليات إجلاء مواطنيها العالقين في أفغانستان وسط ظروف صعبة وتدعم أيضًا إجلاء مواطني البلدان الأخرى.
وفيما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، أكّد أردوغان أن حكومته زرعت 5.4 مليارات شتلة في السنوات الـ 19 الماضية، وزادت أصولها الحرجية بمقدار 2.1 مليون هكتار لتصل إلى 22.9 مليون هكتار، وبالتالي فإنها تتمتع بالإرادة الكاملة في هذا الصدد. (ANADOLU)
[ads3]