تعويض سعودية مليوني ريـال بعد ” خطأ تبديل مواليد ” استمر 35 عاماً

شهدت قضية تبديل المواليد الشهيرة في السعودية، بين زين مصلح الجابري وعهود محمد الحربي، تطورا جديدا بعد أن حصلت الجابري على تأييد لحكم قضائي حصلت بموجبه على مليوني ريال (نحو 530 ألف دولار).

وقالت صحيفة ”الوطن“ السعودية، الأحد، إن ديوان المظالم في مكة المكرمة أيد حكمًا بإلزام الجهة المتسببة (المستشفى الحكومي التابع لوزارة الصحة) بمبلغ مليوني ريال.

ووقعت الحادثة في مستشفى الولادة بمدينة مكة المكرمة، العام 1975، عندما تسبب خطأ في تسليم المواليد ببقاء الرضيعتين زين وعهود بعيدتين عن أسرتيهما الحقيقيتين لمدة 35 عاما.

وشكت عائلة الرضيعتين في الأمر منذ الأيام الأولى للولادة، بسبب الاختلاف الكبير في لون بشرة كل من زين وعهود والمغاير للون بشرة كل من الأسرتين، لكن كشف الحقيقة تأخر 35 عاما.

إذ انتهت تلك الشكوك بعد أن قررت زين عقب زواجها، البحث بشكل جدي عن عائلتها الحقيقية، قبل أن تلجأ لإمارة منطقة مكة المكرمة، لتأخذ القضية منحنىً رسميا شهد فتح تحقيق وإجراء فحص الحمض الوراثي.

وأنهى حكم قضائي صدر قبل نحو عشر سنوات، الخطأ الحاصل بعد كل تلك السنين، حيث أقر بنسب كل من زين وعهود الحقيقي، مع تعويض زين بمبلغ مليوني ريال وتعويض عهود 1.7 مليون ريال (نحو 450 ألف دولار).

وقد تباين مبلغ التعويض بين زين وعهود، كون زين عاشت طفولتها وشبابها ما يقارب 35 عامًا لدى أسرة مختلفة عنها في اللون والطباع والثقافة والمستوى التعليمي والمعيشي، وذاقت خلالها شظف العيش، وذلك لأن معيلها الذي احتضنها كان يعمل بمهنة أجرها ضئيل، فيما عاشت عهود في ظروف أحسن عند أسرة ميسورة، لكن عانت أيضا في قضية الزواج بسبب لون بشرتها.

ويرجع تفاوت التعويض أيضا، لوجود فرق بين زين وعهود، إذ إن الأولى التي عاشت عند أسرة فقيرة، تزوجت وأنجبت من رجل قريب للأسرة الفقيرة في النسب والطباع، بينما هناك تفاوت في النسب بين الأسرتين، وبما أن حفظ النسب من مقاصد الشريعة الكبرى فلا ريب أن له حظه من التعويض، وفق ما نقلت الصحيفة.

ومن التفاصيل المؤثرة في القضية، وفاة والدة زين الحقيقية دون أن تراها، ووالد عهود الحقيقي دون أن يراها.

وهذه ثاني حادثة تبديل مواليد عن طريق الخطأ، يتم الكشف عنها في السعودية، وتستمر لسنوات طويلة، بعد حادثة يعقوب التركي وعلي السعودي، وهما مولودان تم الكشف عن نسبهما الحقيقي قبل نحو عشرين عاما، بعد أن عاش كل منهما نحو ست سنوات بعيدا عن عائلته الحقيقية.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها