وزير الخارجية التركي : لا يمكننا تحمل أعباء مزيد من اللاجئين

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأحد، إن بلاده أوفت بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية حيال الهجرة ولا يمكنها تحمل المزيد من اللاجئين.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في ولاية أنطاليا (جنوب)، نفى تشاووش أوغلو تلقي بلاده أي عرض من ألمانيا أو أية دولة أخرى يتعلق بمزاعم إبقاء الأفغان في تركيا.

وأشار إلى أن تركيا أجلت بشكل آمن مواطنيها الراغبين في العودة إلى الوطن من أفغانستان.

وقال إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان وصلت إلى أبعاد مقلقة، وأن أكثر من نصف الشعب الأفغاني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وشدد أن قرابة 10 ملايين طفل أفغاني يواجهون خطر الجفاف والجوع والوباء، وأنه على المجتمع الدولي تقديم مساعدات إنسانية إلى أفغانستان.

ولفت إلى أن أكثر من 3.5 ملايين شخص نزحوا من أماكنهم في أفغانستان، وقال: “إذا وصل تدفق الهجرة من أفغانستان إلى مستوى الأزمة فلن تتأثر دول المنطقة فحسب، بل سيتأثر من ذلك الجميع بما في ذلك أوروبا”.

ودعا الوزير التركي إلى استخلاص الدروس من الأزمة السورية في هذا الإطار، قائلا: “يجب أن نتوصل إلى حلول لهذه المسألة معًا، فتركيا أوفت بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية حيال الهجرة ولا يمكننا تحمل المزيد من اللاجئين”.

وفيما يتعلق بمزاعم إنشاء مخيمات مؤقتة للأفغان في تركيا، نفى تشاووش أوغلو تلقيهم أي عرض من ألمانيا أو أية دولة أخرى يتعلق بمزاعم إبقاء الأفغان في تركيا.

وقال: “كانت هناك مزاعم بأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وجه الخصوص ستحتفظان بالأفغان في تركيا لفترة زمنية معينة بعد خروجهم من بلادهم، وهو ما نفاه البلدان”.

وأشار إلى أن تركيا أجلت 1409 أشخاص من أفغانستان ونقلتهم إلى أراضيها، وقدمت الدعم للعديد من الدول في هذا الإطار.

وشدّد على أن الهجمات الإرهابية في كابل أظهرت مرة أخرى أن الوضع في أفغانستان حساس للغاية.

وأكّد أن الأولوية حاليًا هي المساهمة في العملية السياسية وتحسين الوضع الإنساني.

وأعرب عن أمله في استكمال المرحلة الانتقالية بطريقة شاملة خلال أقرب وقت وتأسيس السلطة في البلاد.

ولفت إلى ضرورة ضمان الأمن اللازم لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين الأفغان.

وأوضح أنه لتحقيق هذا الأمر يجب مواصلة الحوار بين حركة طالبان والمجتمع الدولي بأسره.

وحول تلقي تركيا طلبًا من الحركة لتشغيل مطار كابل، قال تشاووش أوغلو إن بلاده تلقت عرضًا في نفس الاتجاه من الحكومة السابقة.

وأكّد أن طالبان قدمت لتركيا طلبًا بخصوص الدعم الفني في تشغيل المطار، وأنقرة تعمل على تقييم هذا الموضوع مع بلدان أخرى.

وكشف أن الفرق التركية المتخصصة اطلعت على الوضع في المطار، وهناك دول أخرى قامت بنفس الأمر، والأعمال مستمرة لتقييم التقارير الصادرة.

وأوضح أن النقطة المهمة في هذا الصدد هي تأسيس الأمن داخل وخارج المطار وهو ما أكد عليه الرئيس رجب طيب أردوغان، وإلا فإن أي دولة لا يمكن أن تعرض موظفيها لمخاطر كبيرة.

وقال إنه بجانب هذه الأمور، هناك موضوع الأضرار الكبيرة في المطار وخاصة المدرجات والبرج والصالات، مشيرًا إلى ضرورة معالجة هذا الأمر بتوفير الموظفين والمواد اللازمة.

وردًا على سؤال حول مقترح فرنسا المتعلق بإقامة منطقة آمنة في أفغانستان، أشار تشاووش أوغلو إلى أن هذا المقترح يبدو جيدًا من حيث نشر قوة سلام أممية في محيط المطار مع النظر لإمكانية تطبيقه.

وأوضح أن حركة طالبان تقول إنها ستضمن بنفسها الأمن داخل وخارج المطار في الوقت الحالي، وإن تركيا تؤكد على صعوبة ذلك عندنا يتعلق الأمر بالتطبيق.

واعتبر أن المقترح الفرنسي يجب أن يحظى بدعم من جميع الدول، وهناك حاجة للنظر إلى وجهات نظر روسيا والصين في هذا الإطار.

من جهة أخرى، تطرق تشاووش أوغلو إلى إمكانية القيام بعمليات الإجلاء من أفغانستان عبر الطرق البرية، مشيرًا إلى ضرورة ضمان الأمن خلال المرحلة الحالية.

وحول العلاقات التركية-الألمانية، أشار تشاووش أوغلو إلى أنها شهدت تطورًا في جميع المجالات.

وأوضح أن حجم التجارة بين البلدين سيتجاوز خلال العام الحالي حاجز الـ40 مليار دولار بعد أن كان بحدود 37.7 مليار دولار العام الماضي. (ANADOLU)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها