ألمانيا : مرشح لخلافة ميركل يواجه انتقادات بعد وصفه المُطعّمين بـ ” أرانب تجارب “
انتقد مرشح تحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المسيحي، لمنصب المستشار، أرمين لاشيت، منافسه مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتس، بسبب وصفه لمن تلقوا التطعيم ضد كورونا بأنهم “أرانب تجارب”.
وقال لاشيت، رئيس حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، في مؤتمر للحزب بولاية براندنبورغ، السبت: “الناس ليسوا أرانب تجارب في هذا البلد”، وطالب شولتس بأن ينأى بنفسه عن مثل هذه المصطلحات.
وكان شولتس يحث الناس في بلاده على تلقي تطعيم كورونا ووجه حديثه إلى من لم يتلقوا التطعيم بعد، قائلاً في حديث للإذاعة المحلية في ولاية شمال الراين فيستفاليا: “50 مليون شخص أخذوا التطعيم الآن مرتين، لقد كنا نحن جميعاً أرانب تجارب لهؤلاء الذين ينتظرون حتى الآن، ولهذا السبب، فإنني أقول كواحد من هؤلاء الـ50 مليون شخص إن الأمر سار بشكل جيد، فمن فضلكم شاركونا”.
ومن جانبه، كتب وزير الصحة الألماني ينس شبان (من حزب ميركل أيضاً) على “تويتر”، معلقاً على تصريحات شولتس: “اختيار مثل هذه الكلمات يساعد هؤلاء الراغبين في تقويض الثقة باستخدام نصف الحقائق و الأكاذيب”، وكان الأمين العام للحزب المسيحي باول تسيماك قد أدلى بتعليقات مشابهة أيضاً على الوصف الذي استخدمه شولتس.
ويرى خبير الفيروسات بمستشفى “شاريتي” الجامعي في برلين، كريستيان دورستن، عزوفاً متزايداً عن تلقي اللقاح في ألمانيا، وأرجع ذلك إلى “عدم المبالاة بين السكان”، وقال دورستن في تصريحات لإذاعة شمال ألمانيا، الجمعة، إن ألمانيا ستحتاج لذلك في الخريف “بالتأكيد” إلى الحد من الاختلاط مجدداً، مستبعداً انطلاق الأفراد بحرّية في الخريف.
واعتباراً من 7 حزيران الماضي، أصبح بإمكان أي شخص في ألمانيا يرغب في تلقي التطعيم أن يطلب موعداً للحصول على اللقاح، فمع نهاية تحديد أولويات اللقاحات، التي كانت تقتصر على اللقاحات لمن بلغوا سن الستين أو تجاوزوه، وبعض المجموعات ذات الأولوية، يمكن الآن لأي شخص يبلغ من العمر 12 عاماً أو أكثر تلقي جرعة لقاح مضاد لكورونا.
وبدأت حملة التطعيم في ألمانيا نهاية العام الماضي، وتم إعطاء الأولوية في بادئ الأمر لمن تجاوزوا 80 عاماً، والمقيمين في دور المسنين والرعاية والأطقم الطبية، وأيضاً لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يزداد لديهم خطر الإصابة بأعراض شديدة من كورونا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة في ألمانيا، أعرب غالبية الألمان في استطلاع للرأي عن رغبتهم في أن يذهب التحالف المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل، إلى صفوف المعارضة، عقب الانتخابات المقررة في 26 أيلول الجاري.
وأجاب نحو 56% من الألمان بـ”نعم بالتأكيد” أو “نعم إلى حد ما” على سؤال: “هل ترغب في أن يذهب التحالف المسيحي إلى المعارضة، عقب 16 عاماً من توليه الحكم”، وفي المقابل، أجاب بالنفي على السؤال نحو 35% من الألمان، في الاستطلاع الذي أجري بتكليف من صحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” الألمانية، والتي نشرت نتائجه في عددها الصادر السبت، وأعربوا عن رغبتهم في أن يواصل التحالف المسيحي المشاركة في الحكومة.
وشارك في الاستطلاع أكثر من 5 آلاف ألماني، خلال الفترة من 1 حتى 3 أيلول الجاري.
يُذكر أن شعبية التحالف المسيحي تراجعت في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع القليلة الماضية، بينما ارتفعت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم الحالي، وفي استطلاعات الرأي التي أجرتها العديد من المعاهد، تفوق الاشتراكيون بمرشحهم للمنافسة على المستشارية، أولاف شولتس، على التحالف المسيحي بمرشحه أرمين لاشيت مؤخراً بعدة نقاط، وتراجعت شعبية حزب الخضر مع مرشحهتم للمستشارية أنالينا بيربوك للمركز الثالث. (DPA – DW)[ads3]