وكالة الأناضول التركية : لاجئون أفغان بقطر .. استضافة متكاملة لم تغفل حتى الترفيه

تستضيف دولة قطر لاجئين أفغان في أماكن مؤقتة تتوفر فيها رعاية متكاملة، لم تغفل حتى الجانب الترفيهي في ظل ظروفهم الاستثنائية.

وتجولت الأناضول في أحد المجمعات السكنية، حيث يقيم لاجئون أفغان في حي “الريان” بالعاصمة الدوحة، وهو يستضيف عائلات وأشخاص أغلبهم من الصحفيين.

ويتوافر في مجمع “فيلل بارك فيو”، الذي يقطنه هؤلاء الأفغان، الخدمات كافة من حضانة للأطفال وملاعب لكرة القدم والسلة، وعيادة طبية، ومتجر “سوبر ماركت” ومناطق ترفيهية وألعاب للأطفال.

ووثقت عدسة الأناضول مرور سيارات مخصصة لتسليم وجبات الغداء للعائلات حتى باب منزلهم.

ورصدت استمتاع أطفال في منطقة الألعاب، بالإضافة إلي تجول عائلات في المجمع مع أطفالهم.

وتمر سيارة تابعة لمؤسسة حمد الطبية (حكومية) في أنحاء المجمع للمساعدة في حال الضرورة، بجانب العيادة الطبية الدائمة، حيث يتواجد طاقم طبي كامل لاستقبال المرضى وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

وتجلب العائلات الأفغانية أطفالها إلى الحضانة، وبها معلمات يقمن برعايتهم وتدريبهم وتعليمهم.

وخلال نحو 10 أيام سيطرت حركة “طالبان” منتصف أغسطس/ آب الماضي، على أفغانستان بالكامل تقريبا، بما فيها العاصمة كابل، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية ذلك الشهر.

** رعاية كاملة

وقال “أكبر شنواري”، وهو صحفي يعمل مع قنوات تلفزيونية عالمية، للأناضول: “وصلنا الدوحة في العاشرة مساء، وكنا مرهقين جدا لطول الرحلة وما مررنا به أثناء الخروج من أفغانستان”.

وأضاف أن “السفير القطري وفريقه الرائع، العامل على الأرض في كابل ساعدنا ووفر لنا سيارات للوصول إلي المطار، وكان مفاجئا لي أن الرحلة إلى المطار استغرقت 45 دقيقة، بينما في المعتاد تأخذ يومين أو ثلاثة للإجراءات”.

وتابع: “جئنا الى الدوحة وظللنا في مركز للإيواء لمدة قصيرة، ثم جئنا لهذا المجمع السكني، يعتنون بنا ويوفرون لنا الطعام والرعاية الكاملة”.

وحول خروجه من أفغانستان، قال شنواري: “نحن هنا باعتبارنا مهاجرين، أنا كنت في السابق أكتب عن المهاجرين واللاجئين وقصصهم والمشاكل التي يواجهونها، واليوم نحن نواجه المشكلة نفسها”.

وأردف: “وبحكم المؤسسات الصحفية التي أعمل معها، خاطبت الخارجية القطرية، وطلبوا منهم المساعدة في إخراجي”.

واستطرد: “عملت فترة طويلة في بلدي، لكن النظام سقط فجأة، وبالتالي وجدنا أنفسنا مضطرين للخروج”.

وزاد شنواري بقوله: “بالطبع ستكون لي محطة (لجوء) نهائية، لأنني عملت مع الصحافة الأمريكية والبريطانية، فهناك جهود لسفري إما إلى أمريكيا أو بريطانيا، بالتواصل مع وزارتي الخارجية في البلدين، ولا أعرف الآن ما هي محطتي النهائية”.

وفي 2001، أسقط تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن ويضم بريطانيا بين دوله، حكم “طالبان”؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات بالولايات المتحدة، في 11 سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.

** إشادة وحزن

فيما قالت “مريم صيار”، وهي مترجمة ومنسقة في أحد المشاريع الممولة من كندا والولايات المتحدة بأفغانستان: “عملت مع مؤسسات أمريكية وكندية مختلفة في مجال العمل الإنساني والأهلي، ونحن في الدوحة منذ 15 يوما”.

وأضافت الشابة الأفغانية للأناضول: “الحمد لله لقد أظهروا لنا في قطر روح ضيافة حقيقية.. عملوا كل شيء جيد للقادمين من أفغانستان”.

وتابعت: “منذ أن جئنا إلى هنا لم تواجهنا أي مشكلة أو نقص في المياه أو الطعام، كل شيء متوفر”.

وعبرت عن حزنها لمفارقة بلادها، قائلة: “كنت أتمنى أكون في بلدي كي أخدمه (..) اليوم أخرج مضطرة من بلدي وليس لدى خيار آخر”.

ودعت المجتمع الدولي إلى “ممارسة ضغوط حقيقية (على طالبان) ليعطوا الشعب الأفغاني الحق في انتخاب حكومته المستقبلية، عبر انتخاب حر وديمقراطية حقيقية”.

وعقب دخولها كابل، أعلنت “طالبان” عفوا عاما عن موظفي الحكومة، ودعت النساء إلى المشاركة في حكومة تعتزم تشكيلها على قاعدة واسعة، وتعهدت بعدم استخدام الأراضي الأفغانية منطلقا للإضرار بأي دولة أخرى.

** حياة كريمة

وأعرب الطفل منصور در محمد، وأخته “زحال”، للأناضول، عن سعادتهما بالمكان وما تتوفر فيه من إمكانيات.

بدوره قال خالد أنديش، وهو يسكن مع صديقه أحمد ولي سرحدي، ووصلا الدوحة قبل 10 أيام، إن “الاستقبال كان رائعا من القطريين، وكل الإمكانيات متوفرة لدينا”.

والسبت، قالت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان إنها تفقدت أوضاع المدنيين الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان إلى قطر، بوصفها منطقة عبور مؤقتة، مشيدة بجهود الدوحة الإنسانية لإغاثة الشعب الأفغاني.

وأوضحت اللجنة، في بيان، إلى أنه “تم توفير كافة معينات الحياة الكريمة من حيث المأوى والغذاء والعلاج، بالإضافة إلى توفير الفعاليات الترفيهية والتعليمية للأطفال”.

وأفادت بإيواء أكثر من 119 عائلة، وأن الحكومة تقدم لهم يوميا أكثر من 60 ألف وجبة.

وفي أكثر من مناسبة، أعلنت قطر أنها تعمل مع شركائها الدوليين لإجلاء المدنيين الأفغان ومواطني الدول الصديقة والصحفيين من أفغانستان، عبر توفير عبور آمن إلى مطار كابل، ومن ثم نقلهم إلى الدوحة، عبر رحلات خاصة.

ووافقت الدوحة على استقبال 8 آلاف من المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة الأفغانية (SIV) وأفراد أسرهم، وهم يقتربون من الوصول إلى هذا العدد، بحسب موقع شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، الجمعة، دون تأكيد أو نفي قطري. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

2 Comments

  1. و الله اسستضافة غير شكل. مع اني ما توقعت انو قطر تسكر بوابها للافغان متل ما عملت مع السوريين .

  2. ياسلام شو هاالقطر،كفو، بس للشعب السوري لا استقبال ولا شي، بس بيبعتولهم كل الجماعات الإسلامية يلي الله خلقها ليشاركوا النظام بتخريب بلدنا، لكن يا عمي هدول أفغان من طرف الأمريكان.