ألمانيا : زعماء الاتحاد المسيحي ينتقدون مرشحًا لخلافة ميركل .. و يحذرون من الانزلاق نحو اليسار

أعلن الحزب المسيحي الديمقراطي قبل أسبوعين من الانتخابات الاتحادية عن خطته لضمان الأمن في المستقبل، من خلال تزويد الجيش الألماني “بوندسفير” بطائرات مسلحة بدون طيار، وزيادة صلاحيات الشرطة.

واتهم كل من المرشح المسيحي لمنصب المستشار أرمين لاشيت، ووزيرة الدفاع أنغريت كرامب-كارينباور مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وزير المالية الحالي أولاف شولتس بالقيام برد فعل غير لائق على تفتيش وزارته.

وقال لاشيت، الجمعة، خلال تقديمه “أجندة لأمن ألمانيا” في برلين: “حين يتم تفتيش إحدى الوزارات ثم تخاطب الادعاء العام بما ينبغي عمله بشكل أفضل، فلا يعرف هذا إلا في الدول الشعبوية، لا بد من تجنب أي شيء يعطي الانطباع بأنه ليس لدينا قضاء مستقل”.

وكان المحققون فتشوا، الخميس، مقر وزارتي المالية والعدل، اللتين يتولاهما وزيران من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في برلين، على خلفية تحقيقات قام بها مكتب المدعي العام في أوسنابروك ضد مكتب الجمارك المختص بقضايا غسل أموال.

وبحسب مكتب المدعي العام، فقد تمت مصادرة الوثائق خلال عمليات التفتيش في برلين، وقال شولتس لاحقاً، لقناة “فيلت” الإخبارية، إن التحقيقات كانت موجهة ضد موظفين مجهولين في كولونيا.

وقال شولتس، الجمعة، على هامش اجتماع لوزراء المالية والاقتصاد في دول اليورو بدولة سلوفينيا، على خلفية تحقيقات مكتب المدعي العام، إنه سيكون هناك تعاون جيد كما ينبغي أن يكون، مبيناً، بالقول: “حتى لو تم الإبلاغ عن ذلك فقط فسوف ينجح التحقيق، وهناك تعاون الآن بهذه الطريقة”.

وفي الوقت نفسه، أشار شولتس إلى أنه زاد من عدد موظفي وحدة مكافحة غسل الأموال وأن البنية التحتية الرقمية قد تم تحسينها أيضا.

ومن جانبه، تحدث السياسي المالي في الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، هانز ميشيلباخ، عن “محاولات تبرئة مثيرة للشفقة من جانب وزير المالية.

وحذر زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي أرمين لاشيت مرةً أخرى من تحالف حكومي محتمل بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر واليسار، مبيناً أن هذه الأحزاب الثلاثة قريبة من بعضها البعض في السياسة المالية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أنه في الانتخابات العامة المقبلة يوم 26 من الشهر الجاري سيوضع الأمر على المحك ليكتشف الجميع: “ما هو الأجمل للبلاد”.

ومن جانبه، حذر ماركوس زودر، رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر لحزب المستشارة الألمانية ميركل، في بداية خطاب أمام حزبه في نورنبيرغ، الجمعة، أيضاً بشدة من انزلاق ألمانيا نحو اليسار بعد الانتخابات العامة المقبلة.

وقال زودر على خلفية إقامة تحالف محتمل بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليسار والخضر: “الاستطلاعات ليست كافية لاستقراء النتائج، إلا أن تهديداً بحدوث انهيار سياسي أمر واقع”.

وأضاف زودر، واعداً بتكاتف الحزبين الشقيقين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي البافاري خلال الأسبوعين الأخيرين من الحملة الانتخابية: “نريد أرمين لاشيت مستشاراً لألمانيا بدلاً من أولاف شولتس أو أنالينا بيربوك”، وتابع قائلاً وسط تصفيق مندوبي حزبه في المؤتمر العام له: “لا أرغب في أن أكون ضمن المعارضة”.

وأكد زودر، بالقول: “سنظهر لليسار أننا لم نستسلم بعد”، وأوضح زودر أن اليسار الألماني ما يزال هو الخليفة الرسمي لحزب الوحدة الاشتراكي الذي كان يحكم ألمانيا الشرقية من قبل، وأضاف أنه “حتى يومنا هذا لم يتمكن سياسيو هذا الحزب من إحداث قطيعة مع نظام الظلم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا”.

وقال زودر إن “الأمر لا يتعلق بالتاريخ فحسب، بل يتعلق أيضاً بالحاضر والمستقبل”، مبيناً، بالقول: “المعادلة التي يتبعها اليسار هي: ضرائب أعلى وديون أعلى وبيروقراطية أكثر وأمن أقل”.

وكان الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري قد أكد اختيار ماركوس زودر رئيساً له بأغلبية كبيرة، وكان زودر المرشح الوحيد للمنصب وحصل على 600 من أصوات المندوبين الصحيحة، وعددهم 685 مندوباً، بنسبة 87.6 %.

وتعد هذه نتيجة أسوأ مما كانت عليه الانتخابات الداخلية السابقة التي عقدت في تشرين الأول 2019، حيث حصل زودر فيها على 91.3% من أصوات مندوبي الحزب. (DPA – REUTERS – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها