ألمانيا : ميركل تفتح صندوق أسرارها .. و موقفها من النسوية يثير الجدل 

قبيل وقت قصير من مغادرتها منصبها، أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لقاءاً مع الكاتبة النسوية النيجيرية الشهيرة شيماماندا نغوزي أديشي، في فعالية عقُدت في مسرح “Schauspielhaus” في دوسلدورف، الأربعاء، إلى جانب صحفيين وسيدات ورجال الأعمال.

وتحدثت ميركل بطريقة عفوية وغير مسبوقة عن نفسها، وتركز النقاش على العديد من الموضوعات، منها الديموقراطية والنسوية وحتى عن الموضة.

وعلى مدار السنوات الماضية، حظيت ميركل بالثناء ولقبت بمجموعة من الألقاب، من بينها “المدافعة عن الغرب الليبرالي”.

وعلقت ميركل على ذلك، بالقول: “أنا سعيدة لأنني، بعد إعادة توحيد ألمانيا، تمكنت من الدفاع عن القيم الليبرالية والديمقراطية والعمل من أجل مجتمع حر، بصفتي مستشارة”، وتابعت حديثها: “لكن المرء بحاجة إلى النظر إلى ما هو أبعد من المبالغات، والحمد لله أن هناك العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالارتباط بالديمقراطية، وهذا يجعلني سعيدة”.

وأردفت ميركل أن أيامها الأخيرة في منصب المستشارة، وهو المنصب الذي تشغله منذ عام 2005، اتسمت بفيضانات “مروعة” وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان واستيلاء “طالبان” على البلاد.

وبعيداً عن حياتها السياسية، كشفت ميركل عن أمور كانت لها بصمة في تشكيل شخصيتها الحالية، وقالت: “لقد نشأت مع أشخاص يعانون من إعاقة ذهنية عندما كنت ما أزال طفلةً، ولم يكن لدي أي قلق أو خوف من الاحتكاك بهم”.

وذكرت السياسية الألمانية أيضاً أنه خلال دراساتها علوم الفيزياء، كان الرجال دائمًا ما يندفعون على الفور نحو إنجاز شيء ما، لذلك لم يكن لديها في كثير من الأحيان مكان في المخابر، وبعدها تعلمت الكفاح من أجل خلق مكان لها في بيئة يسيطر عليها الذكور.

وأكثر ما لفت الأنظار في كلام المستشارة الألمانية، قولها: “نعم، أنا نسوية”، ولم تعتبر المستشارة الألمانية نفسها ناشطةً نسويةً طيلة فترة حكمها، وفي عام 2017، خلال قمة العشرين النسائية، التي عُقدت في برلين، سُئلت عما إذا كانت تعتبر نفسها نسوية، وفي ذلك الوقت، جاءت إجابتها مترددةً ومراوغةً، كما جاء في انتقادات بعض الصحف وعن إجابتها حينها، قالت: “لم أرغب بالضرورة في أن أزين نفسي بهذا اللقب”، على حد قولها.

واليوم، ترى ميركل الأمر بشكل مختلف، وفي ذلك الوقت، أوضحت لها ملكة هولندا ماكسيما أن الأمر يتعلق في الأساس بمشاركة النساء والرجال على حد السواء في الحياة الاجتماعية، لكنها أبدت موقفاً واضحاً من النسوية خلال الفعالية التي جمعتها بالكاتبة النسوية النيجيرية، شيماماندا نغوزي أديشي: “بهذا المعنى، يمكنني أن أقول اليوم بالإيجاب: أنا نسوية.. كنت خجولة بعض الشيء بشأن ذلك على خشبة المسرح.. ينبغي أن نكون جميعاً نسويات”.

وتصريح ميركل حظي بهتاف وتصفيق الحضور، لكنه فتح عليها باب الانتقادات أيضاً، فصحفية “تاتس” الألمانية كتبت في تعليق لها أن ميركل لم تستحق التصفيق، مشيرةً إلى أن وصفها لنفسها بأنها نسوية “مجرد كلام”، وذلك بالنظر إلى “حصيلة سياستها تجاه النساء”، كما أضافت أنه “ليس من قبيل المصادفة أن تعترف ميركل بكونها ناشطة نسوية قبل وقت قصير من انتهاء ولايتها كمستشارة، لأنه لن يكون هناك الكثير من الأعمال السياسية التي يمكن من خلالها قياس ادعائها النسوية”، وتابعت الصحيفة: “بصفتها أول مستشارة امرأة، قد تكون ميركل نموذجاً يحتذى به للكثيرين، وربما فتحت باباً أو بابين، لكن المستشارة ليست معروفة بالسياسات النسوية، وعلى العكس تماماً، تم إحراز معظم التقدم الضئيل في سياسات المرأة على مدى السنوات الـ 16 الماضية بالرغم عن ميركل وليس بسببها”.

وعلى العكس من ذلك، كتبت صحيفة “شتوتغارت ناخريشتن” إن “ميركل حققت الكثير للنساء”، لكن بطريقتها الخاصة.

ولطالما كانت الموضة في حياة ميركل، محط أنظار وسائل الإعلام، رغم بساطة أسلوبها الذي تميزت به طيلة الأعوام الماضية، وعديدون أشادوا بحسها العملي في اللباس بسبب بساطته، فيما انتقدها آخرون، بمن فيهم المصمم الراحل كارل لاغرفيلد، الذي وجه على الصعيد الشخصي انتقادات ساخرة للمستشارة الألمانية حول هندامها.

وترتدي ميركل على الدوام بنطالاً مع سترة بألوان مختلفة، وعن ذلك صرحت المستشارة الألمانية، خلال الفعالية: “ثيابي، كما يقول الناس، متواضعة”.

ومنذ دخولها عالم السياسة، لم يكن لدى ميركل يوم عمل عادي، وبالتالي لم تعد تسأل نفسها ما الذي يثير اهتمامها خارج السياسة، وهي تريد أن تعوض ذلك الآن، كما قالت: “هل أريد أن أكتب؟ هل أريد الذهاب في نزهة؟ هل أريد البقاء في المنزل؟، هل أرغب في السفر حول العالم؟”. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها