تركيا : ابنه قدم له إحدى كليتيه .. نجاح عملية زرع كلى لسوري بعد طول معاناة

استعاد رجل سوري عافيته، بعدما خضع لعملية زرع ثالثة للكلية، في مستشفى السانكو، بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.

وقالت وسائل إعلام تركية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن السوري ياسر الجادر كان قد أجرى عمليتي زرع كلية، الأولى اخذها من ابن عمه، والثانية من زوجته، وخسر الأولى بسبب المضاعفات السلبية عقب العملية، فيما تبين أن الثانية غير كافية، في أداء الوظائف، فخضع لعملية زرع ثالثة في مستشفى جامعة سانكو في ولاية غازي عنتاب، جنوبي تركيا.

وقال رئيس مركز نقل الكلى في مستشفى جامعة السانكو، الطبيب يوجل يوكسال: “إنهم حققوا نجاحاً رائعاً في زراعة الكلى في غازي عنتاب، مع العلم أنها المرة الثالثة التي يتم فيها الزرع للشخص نفسه، والتي تكون دائمًا أكثر صعوبة في زراعة الكلى، وتتطلب قدرًا كبيرًا من الخبرة والتجربة”.

رئيس قسم الأمراض الباطنية، وعضو واختصاصي أمراض الكلى بالمستشفى، الطبيب مهتاب أكدوغان، أشار إلى أنه نتيجة للمتابعة الناجحة والعلاج، استعاد ياسر الجادر البالغ من العمر 43 عامًا، صحته، بالكلية التي تبرع بها ابنه محمد الجادر البالغ 20 عاماً.
وتابع الطبيب يوجل يوكسال عن العملية على النحو التالي:
“أجرى مريضنا عمليتي زرع كلى في عامي 2015 و 2018، لكنه فقد كليتيه، كان عليه أن يخضع لعملية زرع كلية ثالثة، لقد كان يخضع لغسيل الكلى لمدة عام تقريبًا، وفي فحوصات ما قبل الزرع، كان لديه إيجابية لـ PRA (وجود أجسام مضادة للأنسجة)، بسبب عملية زرع كلية سابقة، والكلية المزروعة ما تزال في الجسم، في فحوصاتنا، لم يكن زرع الكلى ممكنًا بسبب إيجابية PRA”.

وأضاف: “اتخذنا قراراً بالاتفاق مع الدكتور مهتاب أكدوغان، لإزالة الكلية المزروعة في عام 2018، علماً أنه تمت إزالة الكلى المزروعة في عام 2015 سابقًا، وتعد جراحة إزالة الكلى المزروعة أكثر صعوبة من عملية زرع الكلى، لأن الجراحة الثانية للمنطقة التي خضعت لعملية جراحية سابقًا، تكون دائمًا أكثر صعوبة من الجراحة الأولى”.

“بعد إزالة الكلى المزروعة، أجرينا لمريضنا خمس جلسات تنظيف بلازما، وبعده تم إجراء عملية اختبار PRA، وأعطى نتيجة سلبية، عندها قررنا أخذ الكلية من ابنه بالمنظار طريقة مغلقة، وأجرينا عملية زرع ناجحة، وخرج المتبرع في اليوم الثالث بعد الجراحة، والمريض المتلقي في اليوم السابع”.

وتابع يوكسال: “إن أصغر خطأ في جراحة إزالة الكلى، يمكن أن يتسبب بوفاة المريض، الخبرة مهمة جداً في مثل هذه العمليات الجراحية الصعبة، ولدينا فريق جراحة هو واحد من أكثر الفرق خبرة في المنطقة وتركيا، فقد أجروا 3500 عملية زرع كلى في ثماني سنوات”، مؤكداً أن عمليتي زراعة الكلى الثالثة والرابعة أصعب، وتتطلبان قدراً كبيراً من الخبرة.

وقال: “وبسبب عملية الزرع السابقة، تغير موقع الشريان والوريد، حيث سنعلق الكلى، وكان العثور على تلك الأماكن وتجهيزها للجراحة عملية صعبة، ومع ذلك، لم نواجه أي مشاكل لامتلاكنا الخبرة الكافية في هذا المجال”.

“يتم إجراء مثل هذه العمليات الجراحية في عدد قليل من المراكز في تركيا، يعد مركز زراعة الكلى في مستشفى جامعة سانكو أحد المراكز القليلة في تركيا، يتم إجراء عمليتي زرع كلى في يوم واحد بشكل روتيني في مستشفانا”.

وأكد أنه يجب على المرضى عدم إهمال تحاليلهم وفحوصاتهم بعد زراعة الكلى، ويجب على مرضى الزراعة بالتأكيد استخدام أدويتهم في الوقت المحدد والالتزام الصارم بالقواعد التي يقولها أطباؤهم، ويجب أن يتعاطوا المسكنات بحذر شديد، بغض النظر عن البلد الذي يتم فيه إجراء الزراعة، هناك دائمًا احتمال أن يفقد مرضى الزراعة كليتهم، لذلك لا ينبغي لهم أبدًا إهمال المتابعة الخاصة بأمراض الكلى.

وبين أن ياسر الجادر ونجله محمد الجادر بصحة جيدة، واختتم يوكسال كلماته بقوله: “شكرًا لك على ثقتك بنا واتخاذك قرارًا بإجراء الجراحة”.

وأشار الدكتور مهتاب أكدوغان، أخصائي أمراض الكلى بمستشفى جامعة سانكو الجامعي، أشار أيضًا إلى صعوبة حالة ياسر الجادر، الذي احتاج لزرع للمرة الثانية أو الثالثة وقال: “كانت حالة صعبة على الصعيدين الكلوي والجراحي، لكننا قمنا بتقييم وضع مريضنا بالتفصيل من حيث جميع الأمراض، والمتابعة اللاحقة”.

وأضاف أن عملية زرع الأعضاء كانت ناجحة، وأن قيم الكرياتينين في اختبارات وظائف الكلى للمريض كانت حوالي 0.8، وكانت النتائج جيدة جدًا، وأن المريض ليس لديه مشاكل، وقال: “متبرعنا ومريضنا بصحة جيدة، وأنا سعيد بالنتائج”.

وأوضح أنه في مثل هذه الحالات الصعبة، من الممكن الحصول على نتائج جيدة من خلال المتابعة الدقيقة والمفصلة للمريض، فضلاً عن الخبرة، وقال: “الخبرة والبنية التحتية للمستشفى المجهزة جيدًا مطلوبة لتحقيق نتيجة جيدة، يمكننا تنفيذ هذه الإجراءات في مركز زراعة الأعضاء لدينا”.

وصرح المريض ياسر الجادر، وهو والد لثلاثة أطفال، أنه يعيش في تركيا منذ 19 عامًا، وأن أول عملية زرع تمت له في عام 2015، وتابع كلامه على النحو التالي:

“تم إجراء أول عملية زرع في مدينة أخرى في عام 2015 بتبرع ابن عمي بكليته، ولكن في الفحص الأولي، تبين وجود حصوة في الكلى، قالوا: هناك عدة حصوات سنكسرها خلال ستة أشهر، كل شيء سار على ما يرام في البداية، لكن بعد ستة أشهر، قاموا بتكسير الحصى، وبعد العملية الثالثة لتكسير الحصى، فقدت الكلية بسبب العدوى”.

“وتمت عملية الزرع الثانية بنقل الكلية من زوجتي، ولكن فقدت تلك الكلية أيضًا لأن نسبة الكرياتين لم تقل عن 2، وعندما سألت الأطباء، قالوا إن الكلية ضعيفة، واحتجت إلى عملية ثالثة ولله الحمد الأمور جيدة إلى الأن، والكرياتين لا يتجاوز 0.8”.

“أنا سعيد للغاية الأن، لأنني استعدت صحتي، أود أن أشكر الأطباء جميعاً والموظفين المتفانين في عملهم في مستشفى جامعة سانكو”.

محمد الجادر البالغ من العمر 20 عامًا، صرح بأنه لم يستطيع تحمل آلام والده، لذا قرر التبرع بكليته، وعبر عن مشاعره على النحو التالي:

“لم أستطع البقاء غير مبال بمعاناة والدي، يقدم الآباء تضحيات عظيمة لأبنائهم، قلت إن دوري قد حان للتضحية وأعطيت كليتي، أنا سعيد جدًا لأن والدي قد استعاد صحته، وأن تلك الأيام الصعبة قد ولت”.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها