مرة أخرى .. أوزيل في مرمى الانتقادات بسبب سياسي ألماني مثير للجدل
بعد أن اختفى مؤخراً عن وسائل الإعلام الألمانية، عاد اسم لاعب المنتخب الألماني السابق، مسعود أوزيل، يشغل عناوين الصحف في ألمانيا، بعد أن نشر عبر صفحته على موقع “تويتر”، صورةً له مع أحد السياسيين الألمان وأرفقها بعبارات، كانت كفيلة بفتح باب الانتقادات من جديد على صانع الألعاب السابق للمنتخب الألماني وبطل العالم لكرة القدم في 2014.
ومن يتابع صفحة أوزيل على “تويتر”، يرى أن جل تغريداته إما باللغة الإنجليزية أو التركية، لكن في تغريدته الأخيرة، اختار الكتابة باللغة الألمانية، وأرفق ابن مدينة غيلزنغيرشن الألمانية صورته مع الكاتب والسياسي الألماني، يورغن تودنهوفر، بالعبارات التالية: “لقائي مع أشجع السياسيين في ألمانيا.. عندما مررت بوقت عصيب في كأس العالم قبل ثلاث سنوات، وقف إلى جانبي والآن أنا أقف إلى جانبه.. في 26 أيلول، سأختار فريق تودنهوفر.. حظاً سعيدا”.
ومن جانبه، رد السياسي الألماني، تودنهوفر بعد ذلك بوقت قصير على تغريدة أوزيل، وكتب عبر صفحته على “تويتر” أنه وأوزيل يخططان إلى تأليف كتاب معاً: “ستكون مفاجأة”.
وتعاطف لاعب المنتخب الألماني السابق لكرة القدم، مسعود أوزيل، مع هذه الشخصية السياسية المثيرة للجدل في ألمانيا، أثار حفيظة كثيرين، ووضع أوزيل نفسه في مرمى النيران من جديد، فمن يكون، يورغن تودنهوفر؟.
يورغن تودنهوفر ، البالغ من العمر 80 عاماً، هو صحفي وكاتب وعضو سابق في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على مدار قرابة خمسين عاماً، وعلل السياسي الألماني، انسحابه من حزب ميركل بالمهمات التي يُناط بها الجيش الألماني في الخارج.
وتودنهوفر يعد من بين الساسة والكتاب المثيرين للجدل في ألمانيا والعالم الغربي بشكل عام، بحسب وصف صحيفة “بيلد” الألمانية، بسبب كتاباته “المبنية على نظريات المؤامرة وقربه من الإسلامويين والديكتاتوريين، وذلك بعد مقابلته العديد من الشخصيات التي يجدها الغرب غير محبوبة، من بينها، الديكتاتور السوري بشار الأسد، بالإضافة إلى مقابلته أحد قيادي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”، كما تلاحق تودنهوفر أيضاً اتهامات بمعاداة السامية، بحسب قول الصحيفة.
وأسس السياسي الألماني حزباً جديداً، وسيخوض حزبه غمار الانتخابات البرلمانية الألمانية لهذا العام 2021.
وتحولت تغريدة مسعود أوزيل عن الكاتب والسياسي الألماني، إلى مادة دسمة للصحافة الألمانية، التي انتقد بعضها كشف اللاعب عن “رغبته منح صوته في الانتخابات البرلمانية الألمانية، في الـ26 أيلول 2021 لصالح الحزب، الذي أسسه تودنهوفر “.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، في تعليقها على تغريدة لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم السابق، مسعود أوزيل: “في الواقع لم يغرد مسعود أوزيل باللغة الألمانية منذ اعتزاله اللعب مع المنتخب الوطني الألماني، لكنه الآن يقدم توصيةً للانتخابات البرلمانية الألمانية، فهو لديه خبرة مع صور السياسيين”.
وصحيفة “بيلد” الألمانية، بدورها وجهت سهام النقد للاعب الألماني، صاحب 32 عاماً، وكتبت في تعليقها: “يبدو أنه لم يتعلم شيئآ من السابق.. الآن نشر لاعب فناربخشة صورةً أخرى مع سياسي مثير للجدل، يورغن تودنهوفر”.
ومن جانبه، يرى الباحث والخبير في شؤون الإسلام أحمد منصور، في تعليق له نقلته صحيفة “بيلد” أن سلوك أوزيل يعتبر “تطوراً طبيعياً ومتسقاً، حتى بعد أن التقى بأردوغان في ذلك الوقت”، وأن الأمر لم يفاجئه، وأضاف: “لطالما تواجد في مثل هذه الأوساط”.
وفي المقابل، انتقدت صحيفة “كرايس تسايتونغ” الألمانية، طريقة التعامل مع أوزيل، وكتبت في تعليقها: “الآراء منقسمة حوله.. هو نجم بالنسبة للبعض، وشخص غير مرغوب للبعض الآخر، لكن ما نوع التعامل الذي يستحقه مسعود أوزيل؟”.
وتابعت الصحيفة، في تعليقها: “الحقيقة هي أن لاعب المنتخب الوطني السابق البالغ من العمر 32 عامًا لاعب كرة قدم رائع، ولكن أيضاً شخصية تختلف الآراء بشأنها، لكن هل هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع اللاعب الذي كان يلعب في ألمانيا؟”.
وانتقدت الصحيفة ردة الفعل العنيفة الجماهير الألمانية، خلال المباراة الأولى من دور مجموعات الدوري الأوروبي، التي خاضها مع ناديه التركي، حيث ألقت على النجم الألماني، قناني المشروبات وذلك احتجاجاً على اعتزاله تمثيل منتخب “المانشافت” قبل ثلاث سنوات.
وتابعت الصحيفة ذاتها أن أوزيل “مثله مثل أي شخص آخر، له حق اختيار الشخص أو الحزب الذي يريد تمثيله في الانتخابات، كما يمكنه أخذ صور مع من يريد، حتى لو أنه كان يستطيع تفادي النقد الذي وجه له بعد صور أردوغان، أو ربما كان يجب عليه تفادي ذلك.. يمكن أيضاً أن تنقسم الآراء حول تعاطفه مع يورغن تودنهوفر.. المشكلة هي أن مع النجوم، سرعان ما تتحول الأمور الخاصة إلى نقاش عام والجميع يفتحون أفواهمم بعد ذلك، لكن علينا النظر إلى الوجه الآخر للعملة”.
يذكر أن أوزيل ساهم في فوز منتخب ألمانيا بلقب كأس العالم 2014، لكن مستواه تراجع منذ ذلك الحين، وأكمل انتقاله إلى فناربخشة قادماً من أرسنال الإنجليزي، بعدما فاز مع أرسنال ثلاث مرات بكأس إنكلترا.
أوزيل، الذي لعب 92 مباراة مع “المانشافت” وسجل 23 هدفاً وساهم في صنع 40 هدفاً، أثار حفيظة الألمان لالتقاطه عام 2018 صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هبّ للدفاع عن اللاعب التركي الأصل، معتبراً ما صدر بحق الأخير “غير مقبول” و”عنصري”.
ولم تكن المرة الأولى، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام، وفيما انتقد البعض أوزيل “لدعمه حاكم سلطوي”، اتهمه البعض الآخر “بعدم الولاء لألمانيا”.
وفي مونديال روسيا، ودع منتخب “المانشافت” البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم، وعلى إثر ذلك، اعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم السابق، راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب، وتصريحات غريندل، قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي، أما أوزيل، فقد اعتبر أنه يتم استخدامه كـ”كبش فداء”، ففي بيان مثير للانتباه، على صفحته في “تويتر”، أعلن مسعود أوزيل في عام 2018 اعتزاله اللعب رسمياً مع المنتخب الألماني، وكتب: “أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر”. (DW)[ads3]