رويترز : لباس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بين السياسة والموضة .. تعددت الألوان والزي واحد ( فيديو )
أنجيلا ميركل أقوى نساء العالم كما صُنّفت على مدى سنوات ليست كباقي النساء ولم تكن تشبه يوما في لباسها زوجات القادة والرؤساء.
هي تقف مثلا على النقيض من ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى سابقا. فعارضة الأزياء قبل زواجها من الرئيس دونالد ترامب تحاكي الموضة ولطالما كانت حديث الصحف والمجلات بفساتينها المميزة وملابسها غالية الثمن وقبعاتها التي حملت مدلولات استعمارية أحيانا.
المستشارة الألمانية ليست أيضا كعقيلة الرئيس الأرجنتيني السابق ماوريسيو ماكري جوليانا عواضة “اللبنانية السورية الأصل” ذات الطلّة الحلوة والمعروفة بفساتينها الوردية الجذابة. مع ذلك بقيت ميركل زعيمة أوروبا على مدار عقد ونصف أو يزيد.
ومع اقتراب أيامها الأخيرة على رأس المستشارية في ألمانيا القاطرة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي وأقوى دولة في القارة العجوز، بدأت وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن لباس المرأة البسيط المختصر في بنطلونات وسترات متشابهة وإن اختلفت ألوانها. ظلت أنجيلا ميركل طيلة 16 عامًا في السلطة مثالا للمرأة المتزنة في مظهرها وهو ما جعل لباسها يصبح حديث الألمان والعالم.
لم تأبه ميركل يوما للشكل الخارجي وهذا هو الأمر المهم، فالمرأة خلفت سياسيا في قامة المستشار هلموت كول الذي كان معلمّها وأباها الروحي.
لم يكن سهلا على ابنة ألمانيا الشرقية أن تملأ الفراغ الذي تركه رجل دولة بحجم كول الذي كانت مرتيْن وزيرة في حكومته. دخلت معترك السياسة في لحظة فاصلة من تاريخ ألمانيا وهي سقوط جدار برلين عام 1990 الذي نشأت ميركل وترعرعت خلفه. إلى أن استلمت السلطة بعد كول لتكون أول سيدة تتولى رئاسة الحكومة منذ تأسيس ألمانيا ما بعد هتلر عام 1949.
يرى البعض أن لباس ميركل المتزن كان سمة سياستها خلال سنين حكمها بل أن هذا اللباس أضحى هويّتها أيضا.
قالت المستشارة الألمانية لصحيفة “تسايت” ذات مرة: “بالنسبة للرجل، فإن ارتداء بدلة زرقاء داكنة “كحلية” لمائة يوم على التوالي لا يمثل مشكلة على الإطلاق، لكن إذا ارتديتُ أنا السترة نفسها أربع مرات في أسبوعين، فإن المواطنين يكتبون لي”.
فعلى مدار 16 عامًا، التقت ميركل قادة ومواطنين من كافة دول العالم وحضرت جلسات البرلمان وبدأت مسيرتها وهي ترتدي مجموعة من السترات، متشابهة في الشكل، مختلفة اللون.
في إحدى المناسبات الثقافية الأخرى في النرويج، ارتدت المستشارة وشاح رقبة متدليًا أثناء حضورها عرضا في دار أوبرا أوسلو ما أثار وقتها ضجة إعلامية في ألمانيا.
قال مصمم الأزياء الألماني جيدو ماريا كريتشمر لرويترز خلال أسبوع الموضة في برلين: “الآن يمكنها أن ترتاح وتكون أنثى ويمكنها أن تفعل ما تفعله في بايرويت وتقول إنّ لدي صدرا. أعتقد أنها تستطيع فعل كل شيء، أعني أنها امرأة وفتاة كبيرة الآن!”.
وأضاف قائلا: “ما الذي كان يجب أن ترتديه بخلاف مظهرها الذي كان يتشابه دائمًا مع الرجال، هل كان من المفترض أن تأتي ببدلة التنورة؟ أعتقد أنها كانت جيدة، الآن يمكنها ارتداء قلاداتها أو التسكع ببدلاتها الرياضية، أو مجرد الذهاب إلى البرية إذا أرادت. أعتقد أنها تستطيع أن تفعل ما تريد، وارتداء الدرندل (الزي التقليدي الذي يشتهر به جنوب ألمانيا)، قد يكون هناك لباس تريد أن تجرّبه. أعتقد أنها تستطيع فعل أي شيء تريده”.
لكن المرأة فعلت أكثر مما توقعه منتقدوها على الإطلاق، بل يمكن للتلميذة أن تتفوق على معلّمها هيلموت كول لتصبح المستشارة الألمانية الأطول خدمة في تاريخ البلاد إذا استغرق الأمر وقتًا طويلاً لتشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات 26 سبتمبر.
على الرغم من ارتداء ميركل بنطلونات غير مريحة لا تعكس أنوثتها، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة أليس شفارتسر إن المستشارة لا تزال تتمتع بسحر أنثوي معين تستخدمه في التعامل مع قادة العالم مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
نبذة عن حياة ميركل
ولدت المستشارة الألمانية في هامبورغ بألمانيا الشرقية صيف عام 1954. والدها كان قسّا بروتستانتيا أما الوالدة فكانت تعمل مدرّسة. وقد شاركت الشابة في حركات الشباب الشيوعي.
عام 1978 دخلت كلية الفيزياء في جامعة لايبزيج حيث نالت شهادة الدكتوراه في كيمياء الكم عام 1986، وقد عملت بعدها في معهد الفيزياء والكيمياء لأكاديمية العلوم في ألمانية الشرقية حتى سنة 1990 تاريخ توحيد الألمانيتين.
viber
في تلك السنة أصبحت ميركل عضوا في الاتحاد المسيحي الديموقراطي (CDU) قبل أن تدخل البرلمان (البوندشتاغ) نائبة في العام التالي إلى أن تولّت رئاسة هذا الحزب الذي يغلب عليه الرجال الكاثوليك المنحدرون في أغلبهم من ألمانيا الغربية.. ومن هناك بدأت مسيرة سياسية حافلة بالإنجازات حتى أصبحت على ما نراها عليه الآن. (EURONEWS – REUTERS)[ads3]