استهداف الخلايا ” النائمة ” .. ألمانيا تحقق تقدماً في علاج السرطان

العلاج الكيميائي التقليدي هو العلاج المتعارف عليه في علاج مرضى السرطان، لكن نتائج دراسات أجريت في السنوات الأخيرة أظهرت أن العديد من المرضى يطورون مقاومة ذاتية للأدوية أثناء العلاج، وهذا ما يسمح للأورام بالبدء في النمو من جديد.

ومنذ سنوات، يجري باحثون في مستشفى كولونيا الجامعي بألمانيا، دراسات وأبحاث حول كيفية جعل علاج السرطان أكثر استهدافاً للأورام باستخدام عقاقير أخرى.

وفي دراسة حديثة، نُشرت نتائجها في 17 أيلول، على الموقع الإلكتروني لجامعة كولونيا، توصل باحثون إلى أن من أسباب عودة ظهور السرطان بشكل مفاجئ لدى بعض المرضى، هو أن بعض الخلايا السرطانية لا تموت بشكل تام، بل تدخل في ما يسمى بـ “حالة سبات”.

ويوضح الطبيب الألماني المشرف على الدراسة، يوهانس بريغلمان: “لقد تمكنا من إثبات أنه بدلاً من موتها، يمكن للخلايا السرطانية بعد العلاج أيضاً الدخول في حالة سبات، وبعض الخلايا السرطانية يمكنها النجاة من العلاج في هذه الحالة ما يؤدي لاحقاً إلى انتكاسة لدى المريض”.

ورغم أن هذا لا يبدو إيجابياً، إلا أنه وفر نقطة انطلاق جديدة، ساعدت الباحثين في تطوير علاجات أكثر فعالية للقضاء على الخلايا السرطانية التي تدخل في “حالة سبات”، ومنع تطورها إلى أورام من جديد.

ووجد الباحثون من مستشفى جامعة كولونيا، أنه يمكن تطوير علاج يستهدف الخلايا السرطانية التي تدخل في “حالة سبات”، عن طريق تنشيط الجهاز المناعي الفطري للخلايا، ويمكن حينها للجهاز المناعي في أجسام المرضى التفاعل بشكل أفضل مع الخلايا السرطانية ومقاومتها بشكل فعال، غير أن هذا وحده لا يكفي لإثارة مثل هذه الاستجابة المناعية القوية في الجسم، بحيث يتم القضاء على جميع الخلايا السرطانية النشطة وغير النشطة، كما توضح كارينا لورينتس، الباحثة المشاركة في الدراسة، لكن الأمر يبدو مختلفاً عندما يتم دمج أدوية السرطان المستهدفة مع ما يسمى بـ “المستقبلات الغشائية والخلوية للمناعة الفطرية” (RIG-I)، والتي يمكنها استهداف الخلايا السرطانية التي تدخل في “حالة سبات” والقضاء عليها بشكل خاص، كما اكتشف الباحثون في كولونيا.

ويوضح الأستاذ الجامعي، مارتن سوس، المشارك في الدراسة: “باختصار، بدلاً من موتها، يمكن للخلايا السرطانية أيضاً أن تدخل في حالة سبات مع علاجات السرطان المستهدفة، والتي تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة بعد العلاج، ولكنها تخلق نقاط هجوم جديدة”، ويضيف: “من خلال التحليل الجزيئي لهذه الحالة، طورنا نهجاً علاجياً جديداً نجمع فيه بين أدوية السرطان المستهدفة والعلاج المناعي المناسب وبالتالي تحسين الاستجابة العلاجية. سيتعين على الدراسات السريرية المستقبلية أن توضح إلى أي مدى يمكن أن تتطور هذه العلاجات المركبة الجديدة في تحسين فرص بقاء المرضى على قد الحياة”. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها