رسمياً .. إدمان لعبة ” فورتنايت ” أصبح مرضاً يستوجب العلاج بالمشفى
على الرغم من عدم الاعتراف به على أنه اضطراب يمكن تشخيصه بعد في كل دول العالم، فإن إدمان ألعاب الفيديو يمثل مشكلة حقيقية لكثير من الناس.
وفقاً لجامعة نيو مكسيكو، تشير الدراسات الحديثة إلى أن نحو 15% من جميع اللاعبين تظهر عليهم علامات يمكن وصفها بالإدمان، حسب ما نشره موقع Psychguides.
على الرغم من أن هذا الاضطراب له عواقب وخيمة على أولئك الذين يعانون منه، فإنه من الصعب جداً في بعض الأحيان التعرف على علاماته وأعراضه.
أول حالة تستوجب العلاج بالمستشفى
مراهق إسباني عمره 15 عاماً، تصدرت قصته الصحف العالمية بعدما تلقى علاجاً لمدة شهرين في المستشفى، بسبب إدمانه لعبة Fortnite أو فورتنايت.
الفريق الطبي الذي أشرف على علاجه قال إنها أول حالة سريرية من نوعها في العالم لعلاج إدمان فورتنايت.
كان الشاب يقضي نحو 20 ساعة يومياً في اللعبة التنافسية، التي تقوم على مبدأ التخلص أو قتل 100 شخصٍ بعضهم البعض على جزيرة ما عبر تجميع الأسلحة وتأمين الذخيرة، لينتصر من يبقى الأخير على قيد الحياة.
وكشفت وسائل الإعلام المحلية وفق ما نقل موقع “عربي بوست”، أن التحول السلوكي ظهر بعد وفاة والدة الشاب، الذي انعزل عن محيطه وامتنع عن ارتياد المدرسة، ما اضطر إلى إدخاله المستشفى لتلقي العلاج.
تلقى الشاب علاجاً ومراقبة طبية لعدة شهور، ليتمكن من العودة إلى حياته الواقعية بدلاً من الاحتماء في عالم افتراضي.
ونشر الحالة فريق من الأطباء الذين اعتنوا بالمريض في أحد مستشفيات مدينة كاستيلون بشرق إسبانيا، والذي لخص عوارضه كما يلي:
– عزل النفس في المنزل
– تجنب التفاعل الاجتماعي
– رفض العناية الطبية
– عدم المرونة النفسية
– إظهار عدم الاهتمام بالأصدقاء والعائلة
– تأثر نمط النوم والرعاية الشخصية بشكل خطير، بسبب الإدمان.
وحذّر الفريق المشرف من أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا كنشاط ترفيهي يومي يوضح أهمية العلاجات المتخصصة لمن تظهر عليهم علامات الإدمان السلوكي.
وتشكل هذه الحالة بطريقة أو بأخرى، إنذاراً لجميع الأهالي والأطفال على حد سواء، خصوصاً بعدما تم حجز ملايين الأطفال داخل منازلهم بسبب جائحة كورونا.
إدمان يشبه إدمان المخدرات
بدورها قالت أخصائية السلوك البريطانية لورين مارير التي تعمل مع الأطفال الذين يكافحون إدمان الألعاب، إن لعبة فورتنايت مثل مخدر الهيروين، “بمجرد أن تصبح مدمن مخدرات، من الصعب أن تتخلص من حاجتك لها”.
ومن الجدير ذكره أن منظمة الصحة العالمية اعترفت بإدمان ألعاب الفيديو كمرض في عام 2018.
هل هناك أنواع مختلفة من إدمان ألعاب الفيديو؟
هناك نوعان رئيسيان من ألعاب الفيديو، وبالتالي هناك نوعان رئيسيان من إدمان ألعاب الفيديو.
تم تصميم ألعاب الفيديو القياسية بشكل عام ليتم لعبها بواسطة لاعب واحد وتنطوي على هدف أو مهمة واضحة، مثل إنقاذ أميرة.
غالباً ما يرتبط الإدمان في هذه الألعاب بإكمال تلك المهمة أو التنافس على أعلى الدرجات.
أما النوع الآخر من إدمان ألعاب الفيديو فيرتبط بألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت.
يتم لعب هذه الألعاب عبر الإنترنت مع أشخاص آخرين وهي تسبب الإدمان بشكل خاص، لأنها بلا نهاية.
يستمتع اللاعبون الذين يعانون هذا النوع من الإدمان بالابتكار والتحول مؤقتاً إلى شخصية افتراضية؛ غالباً ما يبنون علاقات مع لاعبين آخرين عبر الإنترنت للهروب من الواقع.
في هذه المساحة، يشعر كثير من المراهقين بأنهم مقبولون من الآخرين ويتصرفون على سجيتهم بعيداً عن أي أحكام مسبقة.
لماذا يدمن المراهقون هذه الألعاب؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى إدمان ألعاب الفيديو. ومع ذلك، فإن أحد الأسباب الرئيسية هو أنها مصممة لتكون على هذا النحو.
يبحث مصممو ألعاب الفيديو دائماً، مثل أي شخص آخر يحاول جني الأرباح، عن طرق لجعل مزيد من الأشخاص يلعبون ألعابهم.
يتحقق ذلك عبر جعل اللعبة صعبة بما يكفي لعودة اللاعب من أجل المزيد، ولكن ليس من الصعب جداً أن يستسلم في النهاية.
بعبارة أخرى، غالباً ما يبدو النجاح بالنسبة للاعب بعيد المنال؛ وفي هذا الصدد، فإن إدمان ألعاب الفيديو يشبه إلى حد بعيد، اضطراباً آخر معترفاً به على نطاق واسع: إدمان القمار.
عوارض إدمان ألعاب الفيديو
لهذا الإدمان إشارات تحذيرية، قد تكون عاطفية أو جسدية:
عوارض عاطفية
– الشعور بالتململ و/أو التهيج عند عدم القدرة على اللعب
– الانشغال بأفكار ما حدث في اللعبة السابقة أو توقع الجلسة التالية
– الكذب على الأصدقاء أو أفراد الأسرة بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب
– العزلة عن الآخرين لقضاء وقت أطول في اللعب
عوارض جسدية
– تعب
– الصداع النصفي بسبب التركيز الشديد أو إجهاد العين
– متلازمة النفق الرسغي الناتجة عن الإفراط في استخدام جهاز التحكم أو فأرة الكمبيوتر
– تردي النظافة الشخصية
أكثر الألعاب المؤدية للإدمان
حذّر موقع Addiction Center الأمريكي والمتخصص بأنواع الإدمان من أنه لا يهدد المراهقين فقط، فقد يطال البالغين أيضاً، والذين قد تنقلب حياتهم رأساً على عقب نتيجة تراجع أدائهم المهني أو انفصالهم عن الشريك.
1- Fortnite أو فورتنايت
2- League of Legends أو دوري الأساطير
3- Call of Duty أو نداء الواجب
4- Candy Crush أو كاندي كراش
5- World of Warcraft أو عالم الحرب
ومن الألعاب الأخرى PubG ماينكرافت وClash of Clans وPath of Exile وPokemon Go.
الإدمان بالأرقام
في دراسة عامة أُجريت العام 2016، صنف 0.3% إلى 1% من عامة السكان في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا في خانة مدمني ألعاب الفيديو.
وأعلنت كوريا الجنوبية أن إدمان ألعاب الفيديو يمثل أزمة صحية عامة، لأن أكثر من 600 ألف طفل بين ذكور وإناث.
وبينما يستمر البحث والنقاش حول حقيقة إخفاء إدمان ألعاب الفيديو مشاكل كامنة مثل الاكتئاب أو القلق، وأنه ليس اضطراباً أو إدماناً بحد ذاته، تشير القصص الفردية التي تُنشر في وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، إلى المأساة الناجمة عن هذه الظاهرة.[ads3]