ألمانيا : أربع حقائق أفرزتها نتائج الانتخابات

اختار الناخبون الألمان برلمانًا فيدراليًا جديدًا، يُعرف باسم البوندستاغ الأحد خلال انتخابات مؤثرة ستحدد خليفة المستشارة أنغيلا ميركل. وتتنحى ميركل بعد 16 عامًا في المنصب وقاد ثلاثة مرشحين حملة لخلافة المستشارة، أرمين لاشيت من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يمين وسط، وأولاف شولتز من الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط، وأنالينا بربوك من حزب الخضر المدافع عن للبيئة.

الديمقراطيون الاشتراكيون يفوزون بفرق ضئيل

فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات البرلمانيّة في ألمانيا، طابعًا نهاية عهد أنغيلا ميركل، وذلك بحصوله على 25,7 بالمئة من الأصوات، متقدّمًا بفارق ضئيل على المحافظين، بحسب نتئاج رسميّة أوّلية أعلنتها اللجنة الانتخابيّة الفدراليّة الإثنين.

وحصل المعسكر المحافظ على 24,1 بالمئة من الأصوات، وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه، بينما حلّ حزب الخضر ثالثًا مع 14,8 بالمئة، يليه الحزب الديمقراطي الحرّ بنسبة 11,5 بالمئة.

هذه النتائج تجعل هذه الانتخابات الألمانية الأقرب لسابقتها في العام 2002، عندما حصل كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي المسيحي على 38.5 بالمئة من الأصوات، كما قال الدكتور ماتياس ديلنج، المحاضر في جامعة أكسفورد ليورونيوز. ويضيف ديلنج “على سبيل المثال، في أعوام 1969 و1976 و1980، انتهى الأمر بالحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة الحكومة على الرغم من حصوله على المركز الثاني. ستكون القدرة على بناء ائتلاف أغلبية في نهاية المطاف أكثر أهمية من الحصول على المركز الأول”.

يفترض أن تصدر عن الأحزاب المختلفة التي قد تدخل في ائتلاف مقبل، مؤشرات حول تحالفاتها المحتملة اعتبارا من صباح الاثنين إثر اجتماعات في برلين.
تراجع كبير للمصوتين في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي

ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30 بالمئة. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في وقت تستعد فيه للانسحاب من الحياة السياسية.

خلال استطلاعات الرأي، كان حزب أنغيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، يتخلف عن يسار الوسط منذ بداية أغسطس- أب الماضي. لأسابيع وواجه مرشح الحزب أرمين لاشيت صعوبة في جذب الناخبين.

يقول رافائيل لوس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في مكتب برلين، إن النتائج تظهر “تراجعا كبيرا للمصوتين في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ينتمي إليه أرمين لاشيت، وهي أسوأ نتيجة له ​​على الإطلاق”.

ويضيف لوس “مع ذلك، سيكون على شولتز ولاشيت ضرورة في إيجاد أرضية مشتركة مع الخضر والحزب الديمقراطي الحر من أجل تشكيل “تحالف ملون” مع شولز كمستشار أو تحالف جامايكا “بقيادة لاشيت”. وهذا يعني أنه في نهاية المطاف، أنه لا يزال أمام لاشيت حظوظا ليصبح خليفة لميركل

في ألمانيا لا يختار الناخبون مباشرة المستشار، بل المهمة تعود للنواب بعد تشكيل غالبية في البرلمان.

هل سيصنع الخضر المستشار الألماني المقبل؟

حصل حزب الخضر على المركز الثالث بـ 14,8 بالمئة. وتمثل هذه النسبة أعلى نسبة للخضر على الإطلاق في البوندستاغ كما أظهرته استطلاعات الرأي، مما يجعله ثالث أكبر حزب في البرلمان. ويعني هذا أن الحزب سيكون على الأرجح صانع المستشار في الحكومة الائتلافية الألمانية المقبلة.

وقبل ظهور النتائج، قال عضو البرلمان الأوروبي من حزب الخضر راسموس أندرسن ليورونيوز “نأمل في المزيد من المقاعد، لكن هذه النتائج المرتقبة في انتخابات جيدة وتمنحنا الكثير من الفرص لنكون جزءًا من الحكومة الألمانية الجديدة”. وأضاف أندرس “بالنسبة لنا، من المؤكد أننا سننضم إلى التحالف شريطة أن تكون الحكومة الجديدة، حكومة مدافعة عن المناخ. هذا ما قمنا به في حملتنا وما يتوقعه ناخبونا”.

أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب الخضر سيحتل على الأرجح المركز الأول في انتخابات برلين المحلية المقبلة.

يلفت أندرسون أن حزب الخضر يفضل أن يكون في ائتلاف مع الديمقراطيين الاشتراكيين بدلاً من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على الرغم من أن الحزب الديمقراطي الحر يفضل أن يكون في ائتلاف مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي. ويتابع أندرسون “من وجهة نظري، لدينا الكثير من القواسم المشتركة مع الاشتراكيين الديمقراطيين وليس مع الحزب الديمقراطي الحر”، مضيفًا أن التحالف يعتمد عادة على “سياسة مشتركة أو على الأقل الفهم المشترك للعديد من هذه القضايا”.
اليمن المتطرف واليسار الراديكالي في تراجع وطني

خسر حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف مقاعد في البوندستاغ الألماني.

وقال لوس إن “السباق الثلاثي بين أولاف شولتز وأرمين لاشيت وأنالينا بربوك أدى إلى توطيد المناخ السياسي على حساب أقصى اليسار واليمين المتطرف”. وأضاف أن “كل من حزب البديل من أجل ألمانيا ودي لينك يعانيان أيضًا من التنافس الداخلي حول الأفراد والأولويات البرامجية”.

حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على 10.3 بالمئة من الأصوات، وفقًا للنتائج المعلنة وهي نسبة أقل من التي حصل عليها 12.6 بالمئة في انتخابات 2017، حيث كان الحزب ثالث أكبر حزب في ألمانيا.

وعبر لوس عن”قلق كبير” من تدعيم شريحة كبيرة من الألمان حاليا سياسات اليمين المتطرف بطريقة علانية، حيث يحقق اليمين المتطرف أغلبية في بعض الولايات الشرقية.”

في غضون ذلك، حصل حزب اليسار الراديكالي، دي لينكه، على حوالي 4.9 بالمئة من الأصوات، بانخفاض كبير عن حصته البالغة 9 بالمئة من الأصوات في انتخابات 2017.

وهذا يعني أن دي لينكه لا يملك مقاعد كافية لمنح الديمقراطيين الاجتماعيين والخضر أغلبية، لذا سيتعين على مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي أولاف شولتز الاعتماد على الحزب الديمقراطي الحر إذا كان يريد قيادة الحكومة الألمانية القادمة. (EURONEWS)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها