ارتياح أوروبي إثر فوز الأحزاب الموالية لأوروبا في انتخابات ألمانيا
ملامح ارتياح ورضى بنتائج الانتخابات التشريعية في ألمانيا، عبّر عنها بعض مسؤولي المؤسسات الأوروبية، بعد أن بدا جليا أن الأحزاب السياسية الموالية لأوروبا ستستمر في حكم البلاد لمدة أربع سنوات.
وتشير النتائج الرسمية الصادرة الإثنين إلى فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بفارق ضئيل في الانتخابات، بحصوله على 25,7% من الأصوات، في مقابل 24,1% لليمين الوسط بزعامة ميركل.
المفوضية الأوروبية لم تعلق رسميا بعد على نتائج الانتخابات الألمانية، لكن نائب رئيستها، فرانس تيمرمانس، قام بتهنئة زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أولاف شولتز، مشيرًا إلى “نتيجة قوية”. وكتب فرانس تيمرمانس: “نتائج الانتخابات الألمانية، تؤكد أن العدالة الاجتماعية وحماية المناخ والتحول الأخضر لاقتصادنا ومجتمعنا، تسير جميعها جنبا إلى جنب من أجل تحقيق رؤية ديمقراطية اجتماعية قوية”.
وتابع شركاء ألمانيا في أوروبا والعالم التصويت عن كثب، وسط شعور بالقلقن من شلل قد يستمر أشهرا لتشكيل ائتلاف حكومي سيكون الأول بعد عهد ميركل.
وكرّس فوز الاشتراكيين الديمقراطيين في الانتخابات التشريعية الألمانية نهضة حزب، اعتبر قبل وقت قصير في طور الزوال، غير أنه نجح في إخماد خلافاته الداخلية واغتنام تعثر المحافظين في أواخر عهد المستشارة أنغيلا ميركل.
رئيس البرلمان الأوروبي، دافيد ساسولي، من جانبه ،قام بتهنئة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وكتب على صفحته من تويتر قائلا: “أهنئك أولاف شولتز بفوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي”، مضيفا قوله: ” ليس هناك وقت نضيعه، فأوروبا بحاجة إلى شريك قوي وموثوق في برلين لمواصلة عملنا المشترك من أجل التعافي الاجتماعي وتحقيق رؤية اقتصاد أخضر”.
ويفترض أن تصدر عن الأحزاب المختلفة التي قد تدخل في ائتلاف مقبل، مؤشرات حول تحالفاتها المحتملة اعتبارا من الاثنين إثر اجتماعات في برلين.
وفي برلين سيكون من الضروري مع ذلك، إعطاء أهمية بالغة لأصوات الحزب الديمقراطي الحر من أجل تشكيل ائتلاف حكومي. وقال جاكوب كيركيغارد ، المحلل في صندوق مارشال الألماني في حديث ليوونيوز: “زعيم الحزب الديمقراطي الحر لا يخفي رغبته في أن يصبح وزيراً للمالية”.
وخلال الحملة الانتخابية، أكد الليبراليون أنه ليس في نواياهم فرض ضرائب جديدة وزيادة الديون. وتوجد على طاولة المفاوضات الكثير من المقترحات التي يفكر فيها الاشتراكيون الديمقراطيون والخضر بشأنها، لتحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية.
وقال رافيل لوس الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “يجب أن نرى حكومة بقيادة أولاف شولتز تكون أكثر انفتاحًا على إيمانويل ماكرون، حين يتعلق الأمر بمسائل الإصلاح الاجتماعي”.
لكن كيف ستكون ردة فعل الأوروبيين في حال اضطر أولاف شولتز إلى التخلي عن نصف برنامجه لاستمالة اليمين الليبرالي، ذلك أن الحزب الليبرالي لن يقبل بتاتا بزيادة الضرائب على أغنى الأغنياء التي يريدها الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر.
وفي هذا السياق، قد يتحالف الاشتراكيون الديمقراطيون (206 نواب) مع الخضر الذين حلوا في المرتبة الثالثة بحصولهم على 14,8 % (118 نائبا) والليبراليين في الحزب الديموقراطي الحر اليميني الذي حصد 11,5 % من الأصوات (92 نائبا). كذلك، يمكن للمحافظين (196 نائبا) أن يشكلوا الحكومة مع الخضر والليبراليين.
ويظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه معهد يوغوف ليل الأحد الاثنين، أن غالبية الناخبين تحبذ الخيار الأول. ويرى 43 % أن أولاف شولتز يجب أن يصبح مستشارا.
وقد تكون خيارات التحالفات كثيرة جدا وقد تستمر المفاوضات لأشهر ستتولى خلالها ميركل ووزراؤها مهام تصريف الأعمال. وبعد انتهاء الانتخابات في ألمانيا لا تزال أنغيلا ميركل هي المستشارة، وستستمر في منصبها إلى حين تشكيل ائتلاف حكومي جديد.
أكثر المسائل صعوبة بعد انتهاء الانتخابات هي مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي، ولا ينص القانون على سقف زمني محدد لها، تجري المفاوضات على كل تفاصيل توزيع السلطة، وتتعلق المسألة هنا بأهداف الأحزاب وأسماء الوزراء وعقد الائتلاف الحكومي.
وفي هذا الصدد، يفتتح مفاوضات تشكيل الحكومة مرشح الحزب الذي حاز أكبر عدد من الأصوات لمنصب المستشار. ويمكن لذلك المرشح اختيار الأحزاب التي يريد تشكيل الحكومة معها، وتتركز أنظار الدول الأوروبية المجاورة لألمانيا على هذا الاستحقاق الانتخابي، إذ إن تأثير برلين على سير شؤون الاتحاد الأوروبي يعتبر أمرا حاسما.
المهم هو معرفة ما إذا كانت هذه الأطراف ستكون قادرة على التغلب على خلافاتها قبل تشكيل التحالفات الممكنة. ويبدو أن هذا التحالف من الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين من المرجح أن يتم اللجوء إليه في ألمانيا في الوقت الحالي. (EURONEWS)[ads3]