ألمانيا : نازي سابق ينفي الاتهامات خلال محاكمته
نفى حارس سابق في معسكر الاعتقالات النازي “زاكسنهاوزن” خلال محاكمته في ألمانيا الاتهامات الموجهة إليه في لائحة الاتهام بالقتل الجماعي لنزلاء المعسكر.
وقال المتهم (100 عاماً)، الجمعة، في اليوم الثاني من محاكمته في براندنبورغ: “أنا بريء لأنني لم أعرف شيئا مطلقاً عن الأمر”.
وبناء على طلب رئيس المحكمة، أودو ليشترمان، تحدث المتهم عن فترة طفولته وشبابه في ليتوانيا وحياته اللاحقة في ألمانيا بعد إطلاق سراحه من الأسر السوفيتي.
ولم يسمح محامي المدعى عليه بطرح أي أسئلة حول فترة الحرب العالمية الثانية.
وقال المحامي في اليوم الأول من جلسة المحاكمة، الخميس، إن موكله لن يعلق على الاتهامات الموجهة إليه.
ويُشتبه في أن المتهم ساعد في قتل نزلاء المعسكر، الذي كان بالقرب من برلين، كحارس للقوات النازية الخاصة خلال الفترة من عام 1942 حتى عام 1945، وبحسب لائحة الاتهام، فإن الرجل متهم بالقتل في 3518 حالة على الأقل.
واقتيد المتهم الطاعن في السن على كرسي متحرك إلى قاعة المحاكمة، الخميس (اليوم الأول للمحاكمة)، وكان يحمل ملفاً أحمر قبالة وجهه ليحمي نفسه من كاميرات الصحفيين.
وتجري المحاكمة في نيوروبين، الواقعة شمال غرب برلين، في قاعة رياضية تخضع لتدابير أمنية مشددة، بعد أن تم نقل المحاكمة لاستيعاب عدد كبير من الصحفيين الألمان والأجانب وغيرهم من الأطراف المهتمة، وقد حضر إلى المحكمة العديد من المراسلين من داخل وخارج ألمانيا.
وخلال تلاوة صحيفة الدعوى، تحدث ممثل الادعاء بالتفصيل عن عمليات القتل الممنهج لآلاف الأشخاص خلال السنوات من 1941 حتى عام 1945، ومن ذلك إطلاق النار بصورة جماعية في منشآت خاصة وأعمال الإبادة داخل غرف غاز والقتل جراء الإرهاق والمرض، “وقد دعم المتهم هذه الأعمال عن علم وعن طيب خاطر على الأقل من خلال ممارسة واجب الحراسة بعناية وهي الممارسة التي تدخل ضمن نظام القتل”.
وتم احتجاز أكثر من 200 ألف شخص في المعسكر من عام 1936 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وتوفي عشرات الآلاف نتيجة المرض والجوع والعمل القسري والتجارب الطبية وسوء المعاملة، وقُتل آخرون على يد قوات الأمن الخاصة في إطار برنامج إبادة، وكان من بين المعتقلين في المعسكر خصوم سياسيون للنظام النازي وأبناء مجموعات كان يضطهدها النازيون مثل اليهود وغجر الروما والزينتي.
ومن جانبه، أعرب نائب رئيس لجنة “أوشفيتس” الدولية، كريستوف هويبنر، عن شعوره بخيبة الأمل حيال التزام المتهم الصمت، وقال : “نحن نأمل أنه عندما يدلي أقارب الضحايا بأقوالهم عن قتل آبائهم في زاكسينهاوزن أن تصل هذه العاطفة إلى أعماق المتهم، فتجعله يبدي الاستعداد لإيجاد كلمات تخلق جسراً إنسانياً بين تاريخه وبين معاناة الآخرين”.
وتم تخصيص 22 يوماً للمحاكمة، ويوجد 15 مدعياً بشكل مشترك، بمن فيهم ناجون من المعسكر.
وقال توماس فالتر، وهو محامٍ يمثل بعض المدعيين، قبل المحاكمة، إن النظام القضائي الألماني أهمل لعقود من الزمن ملاحقة المجرمين النازيين. (DPA)[ads3]