رويترز : سبع نقاط حول ما حصل في لبنان يوم الخميس
قُتل ستة أشخاص على الأقل بالرصاص في العاصمة اللبنانية يوم الخميس في مظاهرات مرتبطة بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت الكارثي العام الماضي في أسوأ عنف أهلي بالمدينة منذ سنوات. وتزيد الأحداث الدامية الأخيرة من آلام دولة تعاني من أسوأ انهيار اقتصادي في العالم إلى الآن. فما الذي حدث الخميس وما هي التطورات التي سبقت لحظة “الانفجار”.
التحقيق في انفجار المرفأ
اندلع إطلاق النار يوم الخميس عندما توجه محتجون إلى مظاهرة دعا إليها حزب الله وحليفها حركة أمل للمطالبة بعزل القاضي الذي يحقق في انفجار المرفأ، طارق بيطار. يرى حزب الله أن بيطار “استنسابي” وأن عمله “مسيّس” وأنه “يرتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها سلَفه” المُقال، بحسب تعبير أمينه العام، حسن نصر الله.
وتتزايد التوترات السياسية بسبب التحقيق في الانفجار الذي تسبب قي مقتل أكثر من 200 شخص ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة.
وحاول القاضي استجواب عدد من كبار السياسيين والمسؤولين الأمنيين الذين يشتبه بأنهم أهملوا في أداء واجباتهم مما تسبب في الانفجار الذي نتج عن كمية ضخمة من نيترات الأمونيوم. ونفوا جميعا ارتكاب أي أخطاء.
يد نبيه بري اليُمنى
بعض أبرز المشتبه بهم المطلوب استجوابهم حلفاء من الشيعة لحزب الله المدجج بالسلاح والمدعوم من إيران.
أصدر قاضي التحقيق طارق بيطار أمراً بتوقيف أحدهم هذا الأسبوع وهو علي حسن خليل وزير المالية السابق واليد اليمني للسياسي الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري والحليف الوثيق لحزب الله.
أراد بيطار أيضاً استجواب مسؤولين من غير الشيعة. ومن بين هؤلاء المسؤولين رئيس الوزراء السابق حسان دياب وهو سني، وضابط مسيحي كبير، وسياسي مسيحي بارز هو يوسف فينيانوس وهو حليف لحزب الله.
في حين أن التحقيق يمثل ضربة قوية للشيعة فقد قوبل بتأييد واسع من المسيحيين حتى من حليف حزب الله الرئيس ميشال عون. وتسبب ذلك في انقسام بين حزب عون وحزب الله.
الاقتصاد الفاشل
تأتي الأحداث الدامية الأخيرة في لبنان على خلفية أحد أشد حالات الكساد الاقتصادي في العالم، والتي نجمت عن انهيار نظامه المالي عام 2019. نسبة البطالة مرتفعة جداً والعملة المحلية فقدت 90 بالمئة من عملتها.
ألقى الانهيار بنحو ثلاثة أرباع اللبنانيين إلى هاوية الفقر الناجم عن عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية من جانب النخبة الطائفية. وتعهدت الحكومة الحالية برئاسة نجيب ميقاتي بإحياء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لتأمين الحصول على حزمة إنقاذ.
في الوقت نفسه يدفع الانهيار في لبنان بمزيد من اللبنانيين إلى الهجرة في تجريف للعقول على مستوى كل الطوائف، الأمر الذي يقول اقتصاديون إنه سيؤخر لبنان لسنوات.
التأثير الخارجي
تزيد المصالح الخارجية من تعقيدات شبكة التجاذبات الطائفية في لبنان.
على مدى سنوات كان ميزان القوى في لبنان يميل لصالح حزب الله وحلفائه على حساب الفصائل التي ربطت نفسها بحكومات غربية ودول الخليج العربية التي يقودها السنة والتي تخلت إلى حد كبير عن حلفائها اللبنانيين.
وهذا الأسبوع نددت واشنطن التي تصنف حزب الله إرهابياً بما وصفته بإقدامه على ترهيب القضاء. وساندت فرنسا أيضاً التحقيق قائلة إنه لا بد أن يتم بشكل مستقل وغير منحاز. وبينما نأت السعودية بنفسها عن حليفها اللبناني السني القديم سعد الحريري، أصبح لها علاقة جيدة مع سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية. (REUTERS – EURONEWS)
[ads3]