” لعبة الحبار ” يحطم الأرقام القياسية كأضخم مسلسل في تاريخ ” نتفليكس “
أصبح مسلسل “لعبة الحبار”، رسمياً، الإنتاج الأضخم في تاريخ نتفليكس من حيث عدد المشاهدات، متصدراً الترتيب في أكثر من ثمانين بلداً.
وحظيت الدراما الكورية بـ 111 مليون مشاركة منذ إطلاقها قبل 28 يوماً، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي حققه مسلسل “بريدجرتون” الأمريكي، وهو 82 مليون مشاهدة في الفترة الزمنية ذاتها.
ويظهر ذلك أن خطة عملاقة البث الرقمي لزيادة إنتاجاتها الدولية، قد حققت نجاحاً ساحقاً.
وقالت رئيسة نتفليكس لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ مينوينغ كيم لشبكة “سي أن أن”: إنّ “لعبة الحبار تجاوز حدود أكثر أحلامنا جموحاً”.
بدأ عرض السلسلة المؤلفة من تسع حلقات في سبتمبر/ أيلول، وتمزج بين الرمزية الاجتماعية والعنف الشديد من خلال رؤية بائسة للمجتمع، عبر شخصيات من الفئات الأكثر عرضة للتهميش في كوريا الجنوبية، بينها مهاجر هندي وهارب من كوريا الشمالية.
في نهاية اللعبة، ينال الفائز مبلغ 45.6 مليار وون كوري (حوالي 38.1 مليون دولار تقريباً)، وذلك ليس بالأمر السيء، حتى يدرك المتسابقون أن من يخسر، يقتل.
استقطب المسلسل جمهوراً كبيراً جداً من كل أنحاء العالم بفضل مجموعة عوامل، أحدها جمعُه بين التسلية الطفولية وعواقبها المميتة، إضافة إلى الإنتاج المتقن والسينوغرافيا الضخمة.
لا تخضع الإحصاءات التي تنشرها نتفليكس لتدقيق أي طرف ثالث، خلافاً لما هي الحال في ما يتعلق بنسب المشاهدة في التلفزيون التقليدي. وتحتسب الشركة المشاهدة بأي دخول لمدة دقيقتين على أي حلقة من المسلسل.
وتشكّل ظاهرة “لعبة الحبار” أو “سكويد غايم” أحدث التجليات المعبّرة عن تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد النجاح الهائل الذي حققته فرقة البوب الكورية “بي تي اس” وفوز فيلم “طفيلي/ باراسايت” بالسعفة الذهبية في مهرجان كان.
وكتب مخرج “سكويد غايم” هوانغ دونغ هايوك سيناريو المسلسل قبل عشر سنوات، لكن المستثمرين أحجموا عن المراهنة على عمل وجدوه “دموياً جداً وغير مألوف وغامض”.
وقبل هذا المسلسل، عالج المخرج في أعماله مواضيع عدة، منها الاعتداءات الجنسية والتبني الدولي والإعاقة، انطلاقاً من وقائع حقيقية استوحى منها بحريّة روائياً.
ورأى النقاد أن نجاح المسلسل رغم كون أحداثه تدور في إطار كوري بحت، يعود إلى أن المواضيع التي يتناولها وتسليطه الضوء على تجاوزات الرأسمالية تجد صدى عالمياً، وشكّلت تالياً مفتاح نجاحه في كل مكان.
وذكّرت أستاذة الدراسات الكورية في جامعة “نوتردام” في الولايات المتحدة شارون يون بأن “الميل المتزايد إلى تغليب الكسب المادي على رفاهية الفرد” هو “ظاهرة موجودة في كل المجتمعات الرأسمالية حول العالم”.
ويبدو أن الموجة الكورية لن تتلاشى قريباً، إذ أعلنت “نتفليكس” في شباط/فبراير الفائت عن خطة لاستثمار 500 مليون دولار خلال السنة الجارية وحدها، في مسلسلات وأفلام منتجة في كوريا الجنوبية.
وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس إن “كوريا الجنوبية تحولت في الآونة الأخيرة وبسرعة خلال العقدين المنصرمين مجتمعاً يتسم بدرجة كبيرة من عدم التكافؤ”.
أما أستاذ السينما في جامعة سان دييغو العامة في الولايات المتحدة براين هو، فاعتبر أن الشعبية التي حصدها المسلسل في أكثر من مئة دولة دليل على أنه لم يُنتَج لمشاهدي الغرب فقط.
وقال إن “الجمهور الغربي كان دائماً يربط بين وسائل الإعلام الأجنبية والفقر، وأصبح ذلك وسيلة للنظر بازدراء إلى بقية العالم الذي يُنظر إليه على أنه متخلف”.
وأضاف أن ما يميز “سكويد غايم” و”باراسايت” هو أن هذين العملين، “رغم كونهما يتناولان الفقر وعدم المساواة الطبقية، يفعلان ذلك بطريقة تُبرز الحداثة الفنية والسينمائية في كوريا”.[ads3]