دامت 4 أعوام ونصف .. إلغاء رابع حالة طوارئ كاملة في تاريخ مصر
أصدرت الرئاسة المصرية، الإثنين، قرارا بوقف تطبيق حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، بعد 4 أعوام ونصف العام من بدايتها.
وإثر تفجيرين انتحاريين شمالي البلاد، في أبريل/ نيسان 2017، عادت مصر إلى تطبيق حالة الطوارئ في البلاد كلها، لأول مرة في عهد الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي وصل السلطة صيف 2014.
وقرر السيسي، الإثنين، “إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد”، مرجعا ذلك إلى أن “مصر باتت واحة للأمن”، وذلك “بفضل “شعبها العظيم ورجالها الأوفياء”، بحسب تدوينة له على “فيسبوك”.
ومنذ سَّن قانونها في 1958، تم تطبيق حالة الطوارئ أربع مرات بشكل كامل في أنحاء البلاد لأكثر من نحو نصف قرن إجمالا، بالإضافة إلى مرتين في نطاق جغرافي محدد، لأسباب تنوعت بين الحرب واغتيال رئيس وفض اعتصامين وتفجيرات إرهابية.
وتستعرض الأناضول حالات تطبيق الطوارئ في مصر، سواء بشكل كامل أو جزئي، وهي كالتالي:
** تطبيق كلي.. 4 مرات:
1- عقب 17 مد.. “قرار تاريخي”
في أبريل/ نيسان 2017، وقع تفجيران انتحاريان تبناهما تنظيم “داعش” الإرهابي، واستهدفا كنيستين شمالي مصر، إحداهما المقر البابوي، خلال احتفالات مسيحية بأسبوع الآلام، وأسفرا عن 45 قتيلا و125 جريحا، حسب إحصائية رسمية.
وآنذاك، أعلن السيسي حالة الطوارئ للمرة الرابعة في تاريخ البلاد، لمدة ثلاثة شهور، في كافة أنحاء البلاد، وذلك بعد 50 عاما على استخدام هذا القانون للمرة الأولى.
وعقب 17 مد لحالة الطوارئ، آخرها في يوليو/ تموز الماضي، لمدة 3 شهور، قرر السيسي، الإثنين، إلغاء المدّ.
ووصف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، هذا القرار، في تصريح متلفز، بأنه “تاريخي”.
2- شهر “الفض”
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، انتهى قرار الرئيس حينها، عدلي منصور، إعادة العمل بالطوارئ لمدة شهر في أنحاء البلاد، بعد أن تم مدها مرة واحدة لمدة شهرين، عقب فض اعتصامي ميداني “رابعة العدوية” و”نهضة مصر” في القاهرة الكبرى، يوم 14 أغسطس/آب 2013، إثر سقوط قتلى وجرحى واندلاع أعمال “عنف”.
3- مستمرة لـ31 عاما
في 31 مايو/ أيار 2012، أوقف المجلس العسكري الحاكم آنذاك، خلال الفترة الانتقالية، العمل بحالة الطوارئ في أنحاء البلاد.
وجاء ذلك بعد 31 عاما من تطبيقها، إثر اغتيال الرئيس محمد أنور السادات (حكم بين 1970 و1981) في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1981.
واستمرت حالة الطوارئ هذه في عهد خلفه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك (1981-2011)، تحت أسباب عديدة، بينها مواجهة الإرهاب.
4- سنوات “النكسة”
في مايو/أيار 1980، ألغى السادات، تحت ضغوط سياسية، العمل بحالة الطوارئ، بعد 13 عاما من إعلانها من سلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (حكم بين 1956 و1970)، في 5 يونيو/ حزيران 1967، فيما عُرف بـ”النكسة”.
وكانت هذه أول مرة يُطبق فيها قانون الطوارئ الصادر في 1958، وذلك إثر احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، قبل أن تحرر مصر معظمها في حرب 1973.
** تطبيق جزئي.. مرتان:
وبخلاف تطبيقها أربع مرات في أرجاء البلاد كافة، جرى إعلان حالة الطوارئ في نطاق جغرافي محدد لمرتين.
1 – محافظات القناة
في يناير/ كانون الثاني 2013، أعلن الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي (2012-2013) إعادة العمل بقانون الطوارئ جزئيا لمدة شهر، بسبب أحداث شغب في المحافظات الثلاث المطلة على قناة السويس (شمال شرق)، وهي السويس والإسماعيلية وبورسعيد.
** شمال سيناء
في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، خلال عهد السيسي، تم إعلان حالة الطوارئ جزئيا في محافظة شمال سيناء، إثر هجوم إرهابي مزدوج قُتل فيه أكثر من 30 جنديا.
وتم مدّ الحالة من حينها كل 3 شهور، وآخر قرار مدّ كان في يناير/ كانون الثاني 2017.
ولتطبيق الطوارئ، ثمة إجراءات أولية دستورية ينبغي اتخاذها لإعلان هذه الحالة، التي تدوم لثلاثة شهور قابلة للمد بطلب برئاسي للبرلمان، وفق الدستور المصري.
وفي إطار الإجراءات الدستورية، يصدر الرئيس المصري قرارا بتطبيق حالة الطوارئ ويوجهه إلى الحكومة للموافقة عليه وإعلان موعد بدء سريان القرار، ويتم عرضه على البرلمان. (ANADOLU)
[ads3]