لاجئان سوريان يتحدثان عن تجربتهما المروعة على الحدود البلاروسية البولندية ( فيديو )
كان اللاجئ السوري، يوسف عطا الله، خائفا للغاية من الموت في الغابة على الحدود البولندية. تُرك دون طعام أو ماء في البرد القارس، وكان غير قادر على التنفس من أنفه بعدما كسره له جندي بيلاروسي اعتدى عليه حين محاولته العودة حسبما يقول.
ويتواجد عطا الله الآن، في مركز آمن للمهاجرين في مدينة بياليستوك بشرق بولندا. عطا الله كان واحدًا من مئات المهاجرين الذين تمت محاصرتهم على الحدود بعد أن صدهم حرس الحدود البولندي وأعادوهم إلى بيلاروسيا. في حين أن قوات الأمن البيلاروسية كانت تساعدهم وتجبرهم على العبور إلى بولندا.
ويقول عطا الله لرويترز “قلنا لهم أننا نريد العودة إلى مينسك (عاصمة بيلاروسيا) ولا نريد مواصلة هذه الرحلة، وردوا بالقول إنه لا يمكن العودة إلى مينسك وعلينا الذهاب نحو بولندا”.
مهاجر آخر قادم من أفغانستان، طلب عدم نشر اسمه، قال لرويترز عن تجربته بين بيلاروسيا وبولندا. يقول إنه كان غير قادر على العودة، وكان الخيار الوحيد أمامه هو محاولة عبور الحدود مرة أخرى بمساعدة أجهزة الأمن البيلاروسية.
وأضاف: “الجنود البيلاروسيون كانوا يجبرون المهاجرين ويساعدونهم على عبور الحدود”.
ووصف الأفغاني، الذي فرّ من وطنه بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة، كيف كان الجيش البيلاروسي يأتي كل ليلة ويأخذ مجموعة من 30 أو 40 مهاجراً من المخيمات ويوصلونهم إلى الحدود.
وأوضح عطا الله أن حرس الحدود البيلاروسيين “يراقبون الحراسة على الحدود من الجهة المقابلة، إن لم يكن هناك حرس بولندي، يقومون بإعطاء قواطع للمهاجرين، ويجبرونهم على قطع السياج الشائك الذي بنته بولندا على حدودها”.
ثائر رزق، البالغ من العمر 29 عامًا، مهاجر قادم من حمص، قال إن الحراس البيلاروسيين قاموا أحيانًا بإحداث ثقوب في السياج الحدودي لمساعدة المهاجرين على الوصول إلى بولندا أو ليتوانيا المجاورتين، ليتمكنوا من الوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من التجربة الصعبة التي مر بها، كان المهاجر الأفغاني متفائلاً بشأن مستقبله بعد أن وصل إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: “أشعر بأمان أكبر الآن. أنا متأكد من أنني سأبني حياة مهنية جيدة هنا وسيحصل ابني على تعليم جيد، سيكون مستقبله آمنًا”.
ويتهم الاتحاد الأوروبي، الذي فرض عقوبات متكررة على بيلاروسيا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، مينسك بإغراء المهاجرين من البلدان التي دمرتها الحروب، وإرسالهم في مجموعات كبيرة للعبور إلى بولندا أو ليتوانيا، في محاولة لنشر الفوضى على الجانب الشرقي من الاتحاد الأوروبي. (REUTERS)
[ads3]