بيلاروس : تم الاتفاق مع مستشارة ألمانيا على إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي
اتفق رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الهجرة على حدود بيلاروس مع بولندا، بحسب ما أعلنه مكتب لوكاشينكو الأربعاء.
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب ثاني اتصال هاتفي هذا الأسبوع بين المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها ورئيس بيلاروس، الذي تتهمه بروكسل بالتسبب في أزمة مهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
ولم يصدر تأكيد مبدئي من الجانب الألماني بشأن الاتفاق.
ولا يعترف الاتحاد الأوروبي بلوكاشينكو رئيسا، وذلك على خلفية مزاعم واسعة النطاق بالتزوير في الانتخابات وتصدي قوات الأمن البيلاروسية للمتظاهرين السلميين والمجتمع المدني.
وكانت ميركل اتصلت بلوكاشينكو مساء أمس الأول الاثنين على خلفية أزمة المهاجرين، في أول محادثة لها معه منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في البلاد في 9 آب/أغسطس 2020.
ودافعت الحكومة الألمانية عن المكالمة الهاتفية التي أجرتها ميركل مع لوكاشينكو، على خلفية أزمة المهاجرين على الحدود البولندية-البيلاوسية.
كما أجرى ماكرون أول أمس الاثنين مكالمة هاتفية طويلة مع بوتين، حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في حل النزاع. وتحدث بوتين إلى لوكاشينكو أمس الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الحكومة البولندية، بيوتر مولر، في تصريحات لمحطة “تي في بي” العامة اليوم الأربعاء إنه تم إبلاغ الحكومة في وارسو مسبقا بمكالمة ميركل الهاتفية مع لوكاشينكو ومحادثة ماكرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكر مولر أنه شخصيا تعجب من المحادثة مع لوكاشينكو، لأنها تعد “بطريقة ما قبولا بانتخابه”، وأضاف: “أفهم الوضع، لكنني أعتقد أنها ليست خطوة جيدة”.
وكان نائب رئيس الوزراء البولندي، ياروسلاف كاتشينسكي، أكثر توسعا في انتقاده، قائلا إن “تدويل” قضية الحدود أمر ضروري، “ولكن ليس بطريقة تجعل الأشخاص يتخطون سلطاتنا”.
وانتقد أوميد نوريبور، المتحدث باسم حزب الخضر الألماني في البرلمان لشؤون السياسة الخارجية، مفاتحة ميركل لمينسك في القضية، ووصف المحادثات بأنها “مخيبة للآمال”.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، اليوم الأربعاء أن هذه المكالمة تمت بالتنسيق مع المفوضية الأوروبية، وقال: “أجرت المستشارة هذه المكالمة بالتنسيق الوثيق مع المفوضية الأوروبية وبعد إبلاغ مسبق أيضا لشركاء مهمين في المنطقة”.
ووصف زايبرت وضع المهاجرين على الحدود بأنه مأساوي، وقال: “من أجل تحسين هذا الوضع الإنساني المقلق لآلاف الأشخاص، من المنطقي التحدث إلى أولئك الذين لديهم الإمكانيات في مينسك لتغيير هذا الوضع – حتى عندما يتعلق الأمر بحاكم لا تعترف بشرعيته ألمانيا وباقي الدول الأوروبية الأخرى الأعضاء في الاتحاد”، موضحا أن ميركل قد مثلت خلال هذه المكالمة مواقف أوروبية معروفة.
وكانت بولندا انتقدت محاولات الوساطة التي تقوم بها ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الأزمة المتعلقة بالمهاجرين على الحدود مع بيلاروس.
كما انتقد زعيم الكتلة البرلمانية لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا، ريزارد تيرليكي، خطوة ميركل، وقال في تصريحات لمحطة “”راديو بلاس” الإذاعية: “بهذه الطريقة انكسر التضامن الأوروبي.. لكن لا ينبغي التعجب للغاية من أن أكبر دولة في أوروبا ترعى أهدافها الوطنية الخاصة”، مضيفا أن ما يهم ألمانيا هو مصالحها الاقتصادية.
وفي درجات حرارة تقترب من التجمد، تتقطع السبل بآلاف المهاجرين على الحدود البيلاروسية في مخيمات مؤقتة منذ عدة أيام. ووفقا لوكالة “بيلتا” الحكومية البيلاروسية للأنباء، أمر لوكاشينكو بإقامة معسكر ليلي للمهاجرين في مرافق تخزين تابعة لشركة لوجستية في منطقة جرودنو بالقرب من الحدود.
ويتهم الاتحاد الأوروبي لوكاشينكو بإحضار اللاجئين من مناطق الأزمات إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة من أجل الضغط على الاتحاد، ردا على العقوبات التي فرضها على مينسك. (DPA)[ads3]