” فَدْرَلةُ سوريا تنقذ الأكراد “

 

عادت التصريحات المسيئة للأكراد السوريين في الظهور مرة أخرى في وسائل الإعلام الروسية. فيجري عبثا تصنيف الأكراد كانفصاليين، لا يريدون الحفاظ على وحدة سوريا. على الرغم من أن الأمور خلاف ذلك تماما.

لم يرفض القادة الأكراد أبدا ولا يرفضون الآن الحوار مع دمشق والمعارضة، قائلين إنهم مستعدون للتعاون مع أي حكومة في سوريا المستقبل، بشرط مراعاة حقوقهم وحرياتهم الوطنية، أي الحفاظ على الاستقلال الثقافي والاقتصادي للمنطقة الذي تم تحقيقه في المعارك.

وفيما تؤكد الحكومة في دمشق على الطبيعة الوحدوية للدولة السورية، وفي صيغة إنذار تطالب بنزع سلاح الأكراد ووضع أراضيهم ومواردهم الطبيعية تحت سيطرة الحكومة دون أي شروط مسبقة، تنتهج حكومة أردوغان سياسة أكثر عدوانية تجاه الأكراد السوريين. فبعد أن فشلت في محاولة القضاء عليهم بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية، تعتمد أنقرة الآن على قواتها وعلى الجماعات الإسلامية السورية المتطرفة ووحدات المعارضة المسلحة.

في سياق عدة عمليات عقابية عسكرية، احتل الأتراك جزءا كبيرا من المناطق الكردية السورية (عفرين)، حيث قاموا بعمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية للسكان الأكراد. وفي الوقت نفسه، يعلن أردوغان أنه سيبني هناك “سوريا جديدة” وأن هذه الأراضي لن تعود إلى الأسد أبدا.

تقود أعمال حكام دمشق وأنقرة الاستفزازية إلى ترسيخ تقسيم سوريا إلى جيوب متعادية (موالية لإيران، موالية لتركيا، كردية- عربية مدعومة من الولايات المتحدة).

فقط انسحاب جميع القوات الأجنبية من هذا البلد الذي طالت معاناته، وتشكيل حكومة ائتلافية، واعتماد دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عامة بمشاركة جميع السوريين (لاجئين ومواطنين من المناطق الخارجة عن سلطة الأسد) يمكن أن تنقذ سوريا كدولة واحدة. يمكن أن يصبح القادة الأكراد حلقة رئيسية في الحفاظ على سوريا كدولة، وحلقة وصل بين العرب العلويين والعرب السنة، كما هو الحال في العراق المجاور. حان الوقت للإشادة برجولة الأكراد السوريين وشجاعتهم، وحمايتهم من التهم التي لا أساس لها من الصحة، ومساعدتهم في شغل مكانهم الصحيح في مستقبل سوريا والمنطقة ككل.

ستانيسلاف إيفانوف (كبير الباحثين في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية) – كوريير للصناعات العسكرية / روسيا اليوم

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها