رئيس حكومة نظام طالـبان يؤكد أن حكومته لن تتدخل في شؤون الدول الأخرى
أكد محمد حسن أخوند رئيس حكومة نظام طالبان وأحد مؤسسي الحركة السبت بأن حكومته “لن تتدخل” في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مناشدا المنظمات الانسانية الدولية مواصلة تقديم مساعداتها لأفغانستان التي انهكتها الحروب.
وبث التلفزيون الأفغاني الرسمي خطابا مسجلا لأخوند هو الأول له منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/ أب الماضي، وجاء قبل اجتماع الولايات المتحدة وطالبان المقرر الأسبوع المقبل في الدوحة.
وفي خطابه الذي استمر حوالى 30 دقيقة وسط انتقادات طالته على وسائل التواصل الاجتماعي للزومه الصمت منذ سيطرة الإسلاميين رغم المصاعب التي تواجهها البلاد، قال أخوند “نؤكد لكل الدول أننا لن نتدخل في شؤونها الداخلية ونريد إقامة علاقات اقتصادية جيدة معها”.
وأضاف “نحن غارقون في مشاكلنا ونحاول استجماع قوانا لإخراج شعبنا من البؤس والمصاعب بعون الله”.
ووصلت طالبان الى السلطة في 15 آب/أغسطس بعد الانسحاب السريع للجيش الأمريكي والإطاحة بالحكومة السابقة المدعومة من واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة قد أطاحت بنظام طالبان السابق بعد غزوها أفغانستان عقب هجمات أيلول/سبتمبر 2001 التي نفذتها القاعدة واتخذ مؤسسها أسامة بن لادن حينذاك من أراضها معقلا له.
وأخوند الذي يعتقد أنه في الستينات من العمر هو من قدامى محاربي طالبان، وكان مساعدا مقربا ومستشارا سياسيا للملا عمر مؤسس الحركة وأول زعيم لها، كما شغل منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في النظام السابق للحركة بين العامين 1996 و2001.
وسبق أن أدرج مجلس الأمن الدولي أخوند على قائمة العقوبات الخاصة ب”أنشطة” طالبان.
– مناشدة للمساعدة –
وتواجه حكومة أخوند الآن سلسلة تحديات أبرزها إحياء اقتصاد البلاد المنهار بعد توقف المساعدات الدولية التي كانت تشكل 75 بالمئة من ميزانية البلاد في ظل الحكومات السابقة.
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة ارتفع معدل التضخم بشكل كبير وكذلك البطالة بين الأفغان وسط انهيار النظام المصرفي.
وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن حوالى 10 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وازداد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويلهما لأفغانستان.
وحذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية كبيرة في أفغانستان التي يتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة الجوع هذا الشتاء.
وأجبر الوضع المتدهور بسرعة الأفغان على بيع كل ما يملكونه لشراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى، مع انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار.
وقال أخوند في كلمته “نطلب من كل المنظمات الانسانية الدولية عدم وقف مساعداتها وتقديم العون لأمتنا المنهكة (…) حتى يكون بالإمكان حل مشاكل الناس”، مشددا على أن المشاكل التي تواجهها البلاد هي نتيجة سياسات الحكومات السابقة.
ومع محاولات طالبان الحثيثة تثبيت نفسها كنظام حاكم، تواجه الحركة المتطرفة تحديا آخر خطرا يمثله تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ مؤخرا الكثير من الهجمات الدامية.
وتهدف محادثات الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة الى التعامل مع قضايا عدة مثل مواجهة تهديدي القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية، إضافة الى حل مشكلة وقف المساعدات الإنسانية لأفغانستان.
وستركز المحادثات أيضا على كيفية توفير ممر آمن خارج أفغانستان للمواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا مع واشنطن خلال الحرب التي استمرت 20 عاما.
وتشدد واشنطن على ارتباط أي دعم مالي أو دبلوماسي لحكومة طالبان بشروط معينة مثل تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع القوى واحترام حقوق الأقليات والنساء وحق الفتيات في التعليم.
وقال أخوند “تم استئناف ذهاب الفتيات الى المدارس الى حد كبير وهناك أمل بمزيد من التسهيل في مجال التعليم”، مشيرا إلى أن النظام التعليمي سيكون موجها وفق مبادئ الشريعة الإسلامية. (AFP)[ads3]