يورونيوز: مناطق سيطرة المعارضة السورية تكتوي بنار انهيار الليرة التركية ( فيديو )
منذ يونيو/ حزيران 2020 اعتمدت مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، تداول الليرة التركية إلى جانب الدولار الأميركي بعد الانهيار الكبير في قيمة الليرة السورية منذ بدء الحرب الأهلية في 2011، وكان من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى استقرار الأوضاع الاقتصادية المأساوية في المنطقة.
لكن على عكس التوقعات ومنذ ذلك الحين، تهاوت قيمة الليرة التركية بشكل كبير وفقدت 45٪ من قيمتها. أكثر من 20٪ فقط خلال الشهر الماضي، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع المعيشية لآلاف السوريين في هذه المناطق حيث أصبح استخدام الليرة السورية فيها محدودا.
وكان قرار السلطات في آخر معاقل المجموعات الجهادية المسلحة والمعارضة يرمي لحماية المنطقة من تداعيات قانون قيصر الصادر في صائفة 2020 والذي سنته واشنطن وفرضت بموجبه عقوبات على دمشق وحلفائها وهو القانون الذي زاد في تفاقم حال الاقتصاد السوري الذي أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات.
يقول المواطن السوري مصطفي أبو عماد “كنا نشعر بالتفاؤل ونعتبر أن الليرة التركية أفضل من العملة السورية بعد أن كانت مستقرة في وقت كانت تتعرض فيه العملة السورية للكثير من التقلبات”.
وأضاف أبو عماد “منذ أن بدأنا اعتماد هذه العملة بدأت تتراجع بشكل كبير، لم نستفد منها على الإطلاق. فالعملة التركية غير مستقرة في الوقت الحالي، وكان لهذا الأمر تداعيات سلبية على سبل العيش والتجارة، وتعاني المنطقة من الركود الاقتصادي”.
فقر مدقع وغلاء غير مسبوق
وبحسب تقديرات صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA)، يعيش 97 ٪ من سكان المنطقة في فقر مدقع.
وتسبب انهيار الليرة التركية بموجة غلاء غير مسبوقة. وخلق الارتفاع الجنوني للأسعار إشكالية كبرى بالنسبة للعميل والتاجر على حدٍ سواء.
ويقول المواطن عبد الرزاق العلي، تاجر من مدينة إدلب، “نحتار ماذا نفعل وكيف نبيع؟ عليك أن توظف شخصا يقوم فقط بتبديل الأسعار القديمة ووضع الأسعار الجديدة”.
تمدد تركي منذ 2016
وخلال العام الماضي انضمت إدلب إلى مناطق أخرى في شمال سوريا، تمتد من جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي إلى عفرين في الريف الشمالي الغربي، بدأت منذ دخول القوات التركية إليها بدءاً من عام 2016 اعتماد العملة التركية تدريجياً إلى جانب الليرة السورية.
وإلى جانب تداول العملة، عمدت حكومة أردوغان إلى إقامة مستشفيات ومكاتب بريدية ومدارس تعلّم اللغة التركية في محاولة لتكريس تمدد أنقرة في تلك المناطق. (EURONEWS)
[ads3]