بعد عارض التهاب عضلة القلب .. توصية بفايزر و مودرنا بدلاً من جونسون آند جونسون
عدّلت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها توصياتها بشأن لقاحات كوفيد-19 الخميس، لتوضح أنّها تفضّل أخذ جرعات “مودرنا” و”فايز – بيو إن تيك” على لقاح جونسون إند جونسون.
وجاء في التوصية الجديدة أن “لقاحات مرسال الرنا (mRNA) مفضّلة أكثر من لقاح جانسن كوفيد- 19، للحماية من فيروس كورونا لمن بلغوا 18 سنة وما فوق”.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أقرّت اللجنة الاستشارية لممارسات المناعة التوصية المحدّثة، بعد الاستماع إلى البيانات الجديدة التي تشير إلى أنّ عارضًا نادرًا من تجلّط الدم أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذي تلقّوا لقاح جونسون آند جونسون، ممّا كان معتقد سابقًا. ووافقت مديرة الوكالة الدكتورة روشيل والنسكي على تحديث التوصية خلال ساعات.
وسجّل مركز السيطرة على الأمراض 54 حالة من تجلط الدم مع متلازمة نقص الصفيحات (TTS) في الولايات المتحدة منذ أن أصبح اللقاح متاحًا، وأدّى ذلك إلى وفاة تسعة أشخاص بينهم سبع نساء ورجلين.
وقال الدكتور إسحاق سي من الوكالة أمام الحاضرين إنّ المعدلات المسجّلة أعلى ممّا كان مقدرا في السابق بين الرجال والنساء، وفيما رُصدت حالات قليلة بين كل مليون شخص تم تطعيمهم بحسب الفئة العمرية، إلا أنّها أعلى ممّا كان يعتقد عندما اطّلع مستشارو اللقاحات على البيانات آخر مرة.
وتابع: “صُدمنا عند مراجعة هذه الحالات، من مدى سرعة تدهور حال المريض… حتى الوفاة”. تبدأ الأعراض دومًا خلال أسبوعين من تلقي اللقاح، وبعد تسعة أيام كمعدل وسطي.
وأشار سي إلى أن “معدّل الإبلاغ عن حالات TTS في الولايات المتحدة بعد أخذ لقاح جانسن كوفيد-19 أعلى من المعدلات التي عرضت أمام اللجنة الاستشارية سابقًا، وأن عدد الحالات المسجلة بين الرجال في الفئة العمرية 40-49 عامًا، والنساء بين 50-64 عامًا، مماثل لتلك المسجلة بين النساء ضمن الفئة العمرية 18-29 عامًا، “انظر وقال الاجتماع.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، سجّلت 39 حالة من أصل 54 قبل إيقاف المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها وإدارة الغذاء والدواء إعطاء اللقاح مؤقتًا، في أبريل/ نيسان بغية التحقق من ارتباط بينهما. واستأنفت الوكالتان الإذن باستخدام اللقاح في وقت لاحق في أبريل/ نيسان. منذ ذلك الحين، علمت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بمزيد من الحالات، وفق سي.
وقال إنّ “المعدّلات حاليًا أعلى قليلاً في مختلف الفئات العمرية”. أعلى معدل لـ TTS سُجّل بين النساء، حيث أخذت 10 من مليون من النساء في الفئة العمرية بين 30 و39 اللقاح، و9 من مليون من النساء في الفئة العمرية بين 40 و49 عامًا.
يبلغ الخطر الإجمالي من الإصابة بـTTS 3.8 من مليون جرعة معطاة. ويقل معدل الوفاة عن واحد من مليون جرعة معطاة أي 0.57 من مليون. في هذا الصدد، علّقت الدكتورة سارة أوليفر من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها أنّ المخاطر أعلى بالنسبة للنساء منها للرجال، لكنها أعلى بين الرجال ممّا كان متعارفًا عليه في السابق.
واطّلع أعضاء اللجنة الاستشارية لممارسات المناعة التابعة للوكالة في البيانات الجديدة وقارنتها بالعديد من الدراسات التي أظهرت أنّ لقاح جونسون آند جونسون أقل فعالية من لقاحي “مودرنا” و”فايزر – بيو إن تيك” لجهة الحماية من العدوى.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في وقت لاحق الخميس خلال موافقتها على التصويت: “لدينا وفرة في إمدادات لقاحات mRNA، قرابة 100 مليون جرعة موزعة وجاهزة للاستخدام الفوري”.
ولفتت اللجنة إلى أن توصية المراكز الأمريكية المحدثة “تتبع توصيات مماثلة صدرت في دول أخرى، ضمنًا كندا والمملكة المتحدة. وفي ما يتعلّق بالوضع الحالي للوباء هنا وحول العالم على حد سواء، أعادت اللجنة الاستشارية التأكيد على أن تلقّي أي لقاح أفضل من عدم تلقيه”.
وأشارت إلى أن “الأفراد غير القادرين أو غير الراغبين بتلقي لقاح mRNA في وسعهم تلقي لقاح كوفيد-19 من جونسون آند جونسون”.
وناقشت اللجنة الإستشارية لممارسات المناعة التابعة للوكالة أيضًا مخاطر إزالة لقاح جونسون إند جونسون نهائيًا كخيار، إضافة إلى الإرباك المحتمل، وانعدام الثقة الذي قد ينجم عن تغيير التوصيات حول اللقاح. وقال أوليفر في الاجتماع: “سنؤكد بشكل قاطع مدى أهمية التثقيف حول مخاطر هذه الأحداث”.
وأكد أوليفر أن “فعالية الللقاح أقل بالنسبة للقاح جانسن مقارنة بلقاحات مرسال الرنا”.
يعتبر خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، وهو حالة نادرة من حالات الالتهاب القلبي بالنسبة للقاحي مودرنا و”فايزر – بيو إن تيك”، أدنى من خطر الإصابة بالتجلط من لقاح جونسون آند جونسون. لكن قد يُنصح الرجال الأصغر سنًا بتجنّب لقاحات mRNA، لذلك قال أوليفر إن منع الاستخدام االنهائي للتوصيات الخاصة بلقاح جونس آند جونسون قد تسبب مشاكل. وقالت: “من شأنه أن يلغي خيار اللقاح للرجال الأصغر سنًا، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب عضلة القلب”.
بالإضافة إلى أن لقاح “جانسن” هو الوحيد المتاح للسجناء والمشردين وغيرهم من المجموعات المعرضة للخطر العالي.
حذّرت أوليفر من احتمال وجود تداعيات أخرى لقرار إزالة الدعم عن لقاح جونسون إند جونسون. وقالت: “قد يؤثر عدم التمكن من الوصول إلى اللقاح إلى إلى تقويض الثقة في برنامج لقاح كوفيد-19”. وأضافت: “يساهم النقص في خيارات اللقاح يمكن أن يساهم في عدم الثقة والمعلومات الخاطئة المتصلة بلقاحات كوفيد-19 المتاحة”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، تشدّدت إدارة الغذاء والدواء (FDA) في خطابها في ورقة الحقائق التي تتوافق مع لقاح جانسن، قائلة إنه لا ينبغي إعطاؤه لأي شخص لديه تاريخ من TTS. رغم ذلك، لا يوجد عامل خطر واضح للتنبؤ بمن سيصاب بذلك بعد تلقيه اللقاح، وفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
ورأى أعضاء اللجنة أن التغييرات الطارئة على التوصية يجب أن تطمئن الأمريكيين إلى أن خبراء الصحة العامة يراقبون سلامة اللقاحات.[ads3]