من خلال شعرك .. تعرف على مقدار التوتر لديك و تأثيره على جسمك

 

كشفت دراسة طبية حديثة، أن التدريب الذهني يقلل من تركيز هرمون “الكورتيزول” في الشعر، موضحة أن قياس هذا الأخير في الشعر يتيح معرفة أعباء الإجهاد المستمر لدى الشخص.

وأجريت هذه الدراسة من قبل علماء في معهد “ماكس بلانك” لعلوم الإدراك البشري والدماغ في لايبزيغ الألمانية، وتقدم أول دليل موضوعي على أن التدريب العقلي يقلل من العلامات الجسدية على فترات طويلة من الإجهاد.

ووفقا لدراسة أجراها الباحث تكنيكر كرانكينكاس، فإن 23 في المئة من الأشخاص في ألمانيا يعانون من الإجهاد؛ ولا تشكل هذه الحالة ضغطا على رفاهية الأشخاص المصابين فحسب، بل إنها مرتبطة أيضا بعدد من الأمراض العضوية، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب.

ويعد تركيز “الكورتيزول” في الشعر مقياسا مناسبا للتعرض للإجهاد لفترات طويلة، فهو هرمون يتم إفرازه عندما نواجه تحديا هائلا، ليساعد في وضع أجسامنا في حالة تأهب وحشد للطاقة، للتغلب على التحدي.

وكلما طال التوتر، زاد تركيز “الكورتيزول” حول أجسامنا وزاد تراكمه في شعرنا، علما بأن الشعر ينمو سنتيمترا واحدا في الشهر، في المتوسط.

لهذا السبب، قام الباحثون، بالتعاون مع مجموعة عمل “كليمنس كيرشباوم” في جامعة دريسدن، بتحليل كمية “الكورتيزول” كل 3 أشهر، في أول ثلاثة سنتيمترات من الشعر، بدءا من فروة الرأس.

وشمل برنامج التدريب الذهني 3 جلسات، مدة كل منها 3 أشهر، تم تصميم كل واحدة منها لتدريب مهارة معينة باستخدام التدريبات العقلية.

وكان التركيز على عوامل الانتباه واليقظة، أو على المهارات الاجتماعية والعاطفية مثل التعاطف والامتنان، أو على ما يسمى “المهارات الاجتماعية المعرفية”، لا سيما القدرة على اتخاذ وجهة نظر تجاه أفكار الآخرين.

الدراسة ضمت 3 مجموعات من 80 مشاركا، أكملت كل منها وحدات التدريب بترتيب مختلف، حيث استمر التدريب لمدة 9 أشهر بواقع 30 دقيقة في اليوم، خلال 6 أيام في الأسبوع.

ووفقاً لقناة “سكاي نيوز”، أظهرت نتائج الدراسة بعد 6 أشهر من التدريب، انخفاض كمية الكورتيزول في شعر الأشخاص بشكل ملحوظ، بنسبة 25 في المئة.

في الأشهر الثلاثة الأولى، لوحظت آثار طفيفة في البداية، ثم زادت خلال الأشهر الثلاثة التالية. أما في الثلث الأخير، فظل التركيز عند مستوى منخفض.

ولذلك يفترض الباحثون أن التدريب الطويل بما يكفي فقط هو الذي يؤدي إلى التأثيرات المرغوبة في تقليل التوتر.

ولا يبدو أن التأثير يعتمد على محتوى التدريب، لذلك من الممكن أن تكون العديد من الأساليب العقلية التي تمت دراستها فعالة بالمثل في تحسين طريقة تعامل الناس مع الإجهاد اليومي المزمن.

وفي دراسة سابقة من مشروع “ريسورس” مع نفس العينة، درس الباحثون آثار التدريب على التعامل مع المواقف الصعبة والحادة.

في هذه الدراسة، تم وضع المشاركين في مقابلة عمل مرهقة، وكان عليهم حل مسائل الرياضيات الصعبة تحت الملاحظة، وهنا أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين خضعوا للتدريب الاجتماعي المعرفي أو الاجتماعي العاطفي، أطلقوا ما يصل إلى 51 في المائة أقل من الكورتيزول تحت الضغط، مقارنة بأولئك الذين لم يتم تدريبهم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها