” ألمانيا هي البلد الذي يستحق أن أدافع عنه ” .. ” رويترز ” تسلط الضوء على لاجئ عربي تعرض لإصابة خطيرة خلال مظاهرة في بلاده

كان حيدر المرجان يعمل في صناعة الموسيقى ببغداد، حين انضم إلى احتجاج على الفساد والبطالة وضعف الخدمات العامة.

ويقول إنه في عصر ذلك اليوم شوهت عبوة من الغاز المسيل للدموع نصف وجهه، وأضاعت مستقبله في العراق.

وقال المرجان لوكالة “رويترز”، في بيت صديق له ببرلين، بعد أن قام بالرحلة الخطيرة إلى ألمانيا عبر روسيا البيضاء: “كان احتجاجاً سلمياً، نحنا طالبنا بحقوقنا، شايلين أعلام عراقية وشايلين ورود، بس اللي انصدمنا به إنه القوات والميليشيات التابعة للحكومة الفاسدة واجهتنا بالقنابل المسيلة للدموع بالرأس والصدر والجسم بأكمله وبالطلق الحي”.

وبينما كان يمسك هاتفه المحمول ليوثق بكاميرته اقتراب الحشد من المنطقة في ذلك اليوم من عام 2019، أصابته عبوة غاز مسيل للدموع ألقتها قوات الأمن أولاً، ثم استقرت في وجهه قبل أن تنفث الدخان في جسده.

وقال: “سقطت على ظهري وقدامي السما والنجوم بس وأسمع عياط أصدقائي يصيحون، حيدر حيدر.. حسيت أكو دخان يطلع من وداني، يطلع من خشمي، دخان يطلع من حلقي، صار الدخان يطلع حتى من عيوني.. أرفع جسمي ما أقدر، أرفع إيدي ما أقدر، حسيت جسمي انشل بالكامل، وفي هاي اللحظة عرفت إنه صار لي شيء بلاء، سلمت أمري لرب العالمين وغمضت بعدها.. فقدت الوعي خمسة أيام”.

وقضى الأيام الخمسة التالية في غيبوبة بالمستشفى، وتم تداول قصته، وبعد أقل من أسبوع على احتجاج يوم 27 تشرين الأول، قفز عدد متابعيه على منصة “إنستغرام” إلى 150 ألفاً من 50 ألف.

وقالت مصادر طبية وأمنية إن 77 شخصاً أصيبوا بجراح في ذلك اليوم، حينما وقف المتظاهرون صامدين في “ساحة التحرير”، وسط بغداد، رغم مقتل 74 شخصاً في اليومين السابقين، مع سعي قوات الأمن والفصائل المسلحة لتفريقهم.

وخضع المرجان لعملية جراحية في العراق لإزالة العبوة، لكنه سافر إلى الهند لإجراء عمليتين أخريين، نظراً لعدم توفر المنشآت اللازمة في بلده.

وتحمل ناشط في مجال حقوق الإنسان فاتورةً قدرها 15 ألف دولار للعملية الأولى.

ونظراً لاستشاطته غضباً بسبب إصابته، استخدم المرجان ملفه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاج، وتلقى تهديدات بالقتل في المقابل، وقرر في أيلول 2021 مغادرة العراق، وسمع من أصدقائه عن طريق هجرة جديد بتكلفة أكثر قبولاً، عبر روسيا البيضاء إلى أوروبا.

ومع أنه كان لديه حياة جيدة بالفعل في العراق، قال إن خطر البقاء كان أعلى من خطر المغادرة.

وأضاف: “كنت مواطناً من الطبقة المتوسطة أعيش في بغداد، فلدي منزل وسيارة وأعمل في صناعة الموسيقى وعندي قناة على يوتيوب”.

وطار إلى مينسك عبر دبي، ودفع ثلاثة آلاف دولار لمهربين وجدهم عن طريق موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وقضى أربعة أيام مع أصدقائه في الغابة قرب طريق يصل بين روسيا البيضاء وبولندا، ولاقى بعض المسافرين حتفهم بسبب درجات الحرارة المنخفضة للغاية، لكنه كان متحصناً بالملابس التي نجح في جلبها من العراق، أثناء انتظار وسيلة لمراوغة الشرطة التي تقبض على كل من يحاول العبور.

وقال المرجان: “كنا نراقب الطريق الذي كان يبدو خاليا في بعض النقاط، ثم هرولنا”، مضيفاً أنه تم توقيف مجموعة أُسر كانوا خلفه وأصدقاءه مباشرة.

ووصل المرجان إلى ألمانيا في 14 تشرين الأول.

وتقدم للحصول على حق اللجوء، وقال إنه تلقى مؤشرات على أن لديه فرصة جيدة للغاية بخصوص السماح له بالبقاء.

وقال: “هو هذا البلد اللي يستحق إني أني أدافع عنه، أنا أضحي لخاطره، ليش؟، لأنه حضني، ساعدني، وقف وياي، ما قصر بحقي”. (REUTERS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها