وزيرة خارجية ألمانيا عقب اجتماعها مع رئيسة مجلس النواب الأمريكي : الديمقراطية لا تهبط من السماء
أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، عقب لقائها نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، أن الديمقراطية “لا تهبط من السماء”، مشيرةً إلى أن هذا هو أحد الدروس المستفادة من حادثة الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي في مثل هذا اليوم من العام الماضي.
وجاء اجتماعهما في واشنطن عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 كانون الثاني 2021، عندما اقتحم حشد من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب مقر الحكومة الأمريكية.
وقالت بيربوك إن الديمقراطية تحتاج إلى ديمقراطيين أقوياء، وإلى مناصرة مستمرة لحقوق الإنسان وسيادة القانون، والتزام بدعم مؤسسات الدولة.
وأضافت الوزيرة الألمانية خلال أول زيارة رسمية لها للولايات المتحدة، أن الألمان اهتزوا بسبب الأحداث التي شهدتها واشنطن قبل عام.
ومن المتوقع أيضًا أن تناقش بيربوك، وهي عضو في حزب الخضر الألماني، السياسات المناخية مع الإدارة الأمريكية خلال زيارتها.
والتقت بيربوك في وقت سابق نظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن، حيث حذر الجانبان روسيا من التعرض لعواقب بسبب الصراع في أوكرانيا.
وقالت بيربوك إن “التصرف الروسي ثمنه واضح”، محذرةً من أن أي انتهاك جديد للسيادة الأوكرانية ستكون له “عواقب وخيمة” بالنسبة لروسيا.
وفي سياق متصل، قال بلينكن قبل الدخول في ماراثون مفاوضات مع روسيا إن الولايات المتحدة وألمانيا تنظران إلى التصرف الروسي حيال أوكرانيا باعتباره “تحدياً مباشراً وملحاً بالنسبة للسلام والاستقرار في أوروبا”.
وهدد بلينكن روسيا بعقوبات اقتصادية قاسية في حال حدوث تصعيد عسكري مع أوكرانيا، “وهذا ليس موقف الولايات المتحدة وألمانيا وحسب، بل إن هذا موقف جماعي للعديد من الدول والحلفاء والشركاء الذين اتحدوا معا”.
وأكدت بيربوك بدورها أنه لا يمكن أن يكون هناك “قرار بشأن الأمن في أوروبا بدون مشاركة أوروبا”.
وظهرت خلافات بين الجانبين مجدداً فيما يتعلق بتسليح أوكرانيا عسكرياً، حيث أوضحت بيربوك أن الحكومة الألمانية لا تفكر في تصدير أسلحة إلى أوكرانيا، وأكدت أن بلادها دعمت أوكرانيا في بناء مستشفى عسكري.
وفي المقابل، قال بلينكن إن الولايات المتحدة ستواصل إمداد أوكرانيا بأسلحة دفاعية، وهدد بأن بلاده ستزود أوكرانيا بهذه الأسلحة بصورة أكبر مما كان مخططاً له، في حال حدث غزو روسي للجمهورية السوفيتية السابقة.
وتجري الولايات المتحدة وروسيا محادثات في جنيف في 10 كانون الثاني الجاري، كما سيتم عقد جلسة لمجلس حلف الناتو وروسيا في 12 كانون الثاني الجاري، وهي أول جلسة لهذا المجلس منذ عامين ونصف العام، وفي اليوم التالي، لهذه الجلسة ستجري منظمة الأمن والتعاون في أوروبا محادثات حول مطالب روسيا بشأن الضمانات الأمنية.
ومن ناحية أخرى، شكك بلينكن خلال لقائه بيربوك في تشغيل خط “نورد ستريم 2” الألماني-الروسي.
وقالت بيربوك: “من الصعب جدا ًمن وجهة نظري تخيل تدفق الغاز عبر هذا الخط أو أن يصبح جاهزاً للعمل، في حال جددت روسيا عدوانها ضد أوكرانيا”.
وأضافت السياسية أنه تم الاتفاق “على أننا سنتخذ مع شركائنا الأوروبيين إجراءات فعالة، في حال استخدمت روسيا الطاقة كسلاح أو في حال وقوع المزيد من الأعمال العدوانية”.
وأكد بلينكن وبيربوك بعد لقائهما أهمية العلاقات عبر ضفتي الأطلسي.
وكانت بيربوك صرحت قبل إقلاع طائرتها من برلين، بالقول: “نحن كأوروبيين ليس لنا شريك أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية”، وقالت إن الحكومة الألمانية الجديدة ستسعى إلى تحقيق “أفضل تنسيق وثيق ممكن” مع الولايات المتحدة.
ورد بلينكن، بالقول إن “هذه الشراكة لا يمكن التخلي عنها”، لافتًا إلى أن التضامن عبر ضفتي الأطلسي هو الأداة الأكثر فعالية في مواجهة العدوان الروسي. (DPA)[ads3]