صحيفة : النصرة تشن حملة اعتقالات شملت قيادات جهادية في إدلب

شنت «هيئة تحرير الشام» خلال الأسبوعين الماضيين حملة اعتقالات واسعة ضد شخصيات جهادية في إدلب، مرتبطة بتنظيم «حراس الدين» و «شام الاسلام»، أحد المعتقلين كان قيادياً في تنظيم «حراس الدين» وهو أبو البراء التونسي، إثر عمليات دهم غربي محافظة إدلب، بالإضافة إلى إقامة حواجز مؤقتة من قبل عناصر الهيئة، والتي اعتقلت من خلالها بعض المقاتلين من «شام الاسلام» و من تنظيم «حراس الدين».

وكشفت المصادر، بحسب ما نقلت صحيفة “القدس العربي”، أن مجموعتين أمنيتين تتبعان لـ»هيئة تحرير الشام» (قاطع إدلب)، داهمت عدة منازل لمقاتلين أجانب، مقربين من تنظيم «حراس الدين» و «شام الإسلام» في مدينة إدلب، وحصلت «القدس العربي « على معلومات من مصادر مقربة من الهيئة تفيد بأن الجهازالأمني في الهيئة اعتقل مهاجرين من المغرب، من جماعة شام الإسلام، وأضافت المصادر، أن من بينهم «أبو أسامة المغربي».

وقال مصدر خاص من تنظيم «شام الإسلام» في تصريح لـ«القدس العربي» إن دوائر الاعتقال تتوسع من قبل «تحرير الشام» بهدف تضييق مساحة تحرك حراس الدين والفصائل الجهادية والمستقلين الذين لهم ميول جهادية. ومنذ أيام يواصل عناصر الهيئة توقيف ويتهم أعضاء تلك الجماعات بأن هدف الهيئة من تلك الاعتقالات هو تليين موقف المجتمع الدولي ضد تحرير الشام، بينما يشير سياق الأحداث إلى أن الاعتقالات لا تعدو كونها حلقة من سلسلة خلافات داخلية بين الفصائل الجهادية في إدلب، حيث عمدت «تحرير الشام» لطرد او إبعاد أو تهميش الفصائل المناوئة لها.

وفرضت «تحرير الشام» قوانينها بالقوة في مناطق نفوذها في إدلب على الفصائل الجهادية وقيدت حركتهم وحملهم للسلاح دون التنسيق المسبق مع غرف عملياتها المنتشرة في المحافظة. مصدر عسكري من حراس الدين قال لـ«القدس العربي» بدأ الجهاديون يتحسسون الخطر ويخشون أن تواصل تحرير الشام حملتها ضد ما تبقى من جماعات وشخصيات سلفية وجهادية مناهضة، ومن بينهم فصيل جنود القوقاز وتنظيم حراس الدين صاحب العلاقة المتوترة مع تحرير الشام وأنصارها، وأدت هذه الخلافات الداخلية إلى حل العديد من التشكيلات، إذ اعتـقلت الهيـئة أعـدادًا كثيرة من مقاتلي هذه الفصائل الجهادية وصادرت أسلحـتهم، لتحــكم سيطرتها على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في إدلب وريفها ومناطق أخرى من أرياف حــلب وحــماة واللاذقــية.

وسبق للهيئة أن تصادمت مع هذه الفصائل حيث هاجمت في وقت سابق مقرات «جند الله» و»جنود الشام» في قرى الساحل ، ومقرات تنظيم «حراس الدين» في ريف إدلب الشمالي قرب الحدود السورية – التركية، لتنتهي المعركة بسيطرة «هيئة تحرير الشام» على مناطق هذه الفصائل. وكانت الخلافات بين الجانبين قد احتدمت في وقت تزايدت فيه جهود روسيا وتركيا لتحييد الجماعات التي تصنفانها بأنها «إرهابية» في المنطقة، وتأمين «اتفاق موسكو» الذي أُقر منذ 5 من آذار 2020، وينص على وقف إطلاق النار، وتشكيل حزام آمن على جانبي الطريق الدولي حلب – اللاذقية (M4) .

وكانت «تحرير الشام» قد أطلقت سراح قادة جماعة «أنصار الإسلام» السلفية بعد اعتقالهم لأكثر من 17 يوماً، وهما أبو مغيرة الكردي وعبد المتين الكردي وأبو علي القلموني، وجميعهم اعتقلتهم الهيئة خلال حملة أمنية نفذتها على مواقع الجماعة في ريف جسر الشغور جنوب غربي إدلب. وقال مصدر عسكري من أنصار الإسلام في حديث مع«القدس العربي» إن هيئة تحرير الشام ألقت القبض على أحد مسؤولي «أنصار الإسلام»، أبو عبد الرحمن، وهو مسؤول عسكري، واتهم الأمن العام التابع للهيئة «أبو عبد الرحمن « بزرع عبوات ناسفة على أوتوستراد إدلب- سرمدا بالإضافة إلى استهداف الجيش التركي.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها