شفاء أول امرأة من الفيروس المسبب للإيدز !
وفق تصريحاتهم الخاصة، تمكن أطباء أمريكيون من علاج امرأة كانت تعاني من فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز وسرطان الدم. حالتها هي واحدة من ثلاث حالات كان فيها علاج مرض نقص المناعة المكتسبة ناجحاً.
قاد العلاج الدكتورة، إيفون برايسون، أخصائية الأمراض المعدية للأطفال في كلية ديفيد جيفين للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وزملائها، وفق الدراسة التي نقلت نتائجها عدد من وسائل الإعلام، منها صحيفة “واشنطن بوست”.
تعد هذه هي الحالة الأولى التي يتم فيها علاج امرأة من أمريكا اللاتينية، يطلق عليها اسم “مريضة نيويورك”، للتخلص من إصابتها بفيروس نقص المناعة المكتسب. تم استخدام طريقة جديدة أيضاً لأول مرة. وشارك في دراسة الحالة ما مجموعه عشرة معاهد وجامعات بحثية من الولايات المتحدة الأمريكية.
على عكس المحاولات السابقة، تم الإستعانة بدم” الحبل السري”، الذي يتكون من خلايا جذعية من أحد الأقارب وخلايا جذعية من الحبل السري للرضيع، الميزة في هذه التقنية هي أن الخلايا الجذعية للرضع تحتوي على خاصية وراثية تحدث بشكل طبيعي ولكنها نادرة تجعل المرضى يقاومون فيروس نقص المناعة المكتسبة. على وجه التحديد، يتعلق الأمر بوظيفة في ما يسمى بجين CCR5 تجعل من الصعب على فيروس نقص المناعة المكتسبة إصابة الخلايا. تحدث هذه الخصوصية في الغالب في الأشخاص من أصل شمال أوروبا أو القوقاز.
منذ تلقيها دم الحبل السري لعلاجها من اللوكيميا النخاعية الحادة، وهو سرطان يبدأ في الخلايا المكونة للدم في نخاع العظم، كانت أعراض الإيدز خامدة لدى المرأة وشفيت من الفيروس طوال 14 شهرا، دون الحاجة إلى العلاجات القوية لفيروس نقص المناعة المكتسبة، والمعروفة باسم العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية.
أما الحالتان السابقتان للشفاء، فقد حدثت بين الذكور، أحدهما أبيض والآخر لاتيني، بعد تلقيهما خلايا جذعية بالغة وهو أسلوب أكثر استخداما في عمليات زرع نخاع العظام. وقالت شارون ليوين، الرئيسة المنتخبة لجمعية الإيدز الدولية في بيان ”هذا هو ثالث إعلان عن تعاف لحالة مصابة وفقا لهذه الطريقة، والأول الذي يخص امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة”.
تهدف الدراسة لمتابعة 25 مصابا بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة، خضعوا لعملية زرع خلايا جذعية مأخوذة من دم الحبل السري لعلاج السرطان وحالات مرضية خطيرة أخرى.
يخضع المرضى في التجربة للعلاج الكيميائي أولا لقتل الخلايا السرطانية. ويقوم الأطباء بعد ذلك بزرع خلايا جذعية مأخوذة من أفراد لديهم طفرة جينية معينة ولا توجد لديهم المستقبلات التي يستخدمها الفيروس لإصابة الخلايا. ويعتقد العلماء أن هؤلاء يطورون بعد ذلك جهازا مناعيا يقاوم الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة.
في عام 2009، أعلن العلماء لأول مرة عن شفاء رجل مصاب بسرطان الدم يُعرف باسم “مريض برلين”، من فيروس نقص المناعة المكتسبة من خلال زرع خلايا جذعية مقاومة للفيروس. غير أن الرجل توفي في وقت لاحق بسبب اللوكيميا.
بعد عقد من الزمان، تم تطبيق هذا النهج على “مريض لندن” ، وهو رجل من أمريكا الجنوبية مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية. كما أعلن عن تراجع أعراض المرض لدى رجل من دوسلدورف كان مصاباً بفيروس نقص المناعة المكتسبة منذ عملية الزرع في عام 2019، ولكن لم يتم اعتباره قد شفي بشكل كلي.
من جانبها، قالت شارون ليوين، الرئيسة المنتخبة لجمعية الإيدز الدولية إن عمليات زرع نخاع العظم ليست استراتيجية قابلة للتطبيق لعلاج أغلبية المصابين بالفيروس. لكنها قالت إن التقرير “يؤكد أن علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة ممكن ويتعزز بشكل أكبر باستخدام العلاج الجيني كاستراتيجية قابلة للتطبيق لعلاج هذا الفيروس”. وتشير الدراسة إلى أن أحد العناصر المهمة للنجاح هو زرع الخلايا المقاومة لفيروس نقص المناعة المكتسبة. (Reuters)[ads3]