سبعة أسئلة مهمة قد توضح مستقبل الأزمة الأوكرانية
في خطابٍ حماسيٍ مطوّل، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين مساء يوم الإثنين اعترافَ بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين في شرق أوكرانيا كجمهوريتين مستقلتين، مؤكداً على أن من واجب بلاده حماية المتحدثين باللغة الروسية فوق الأراضي الأوكرانية من التهديدات التي الموجّهة بحقهم من السلطات في كييف.
بوتين وعقب اعترافه بـ”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” أمر فيهما وزير الدفاع بأن “تتولّى القوات المسلحة الروسية مهمة حفظ السلام على أراضي الجمهوريتين الشعبيتين”، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية مندّدة وصفت القرار الروسي بأنه انتهاكٌ لميثاق الأمم المتجدة وذريعة لشنّ حرب عدوانية على أوكرانيا.
التحركُ الروسي شرّع الأبواب أمام احتمالات كثيرة يصعب حالياً التكهنّ بأرجحية أحدها، إلا أن ثمّة أسئلة تشكّل بحد ذاتها منطلقاً لتقدير واقع ومآلات الأزمة الأوكرانية على المدى المنظور، وفيما يلي بعضٌ من تلك الأسئلة:
أولاً: هل سنتنشر “قوة حفظ السلام” الروسية في الأراضي التي يسيطر عليها الإنفصاليون في إقليمي دونيتسك ولوغانسك، في حوض دونباس الشرقية التي مزقتها النزاعات، أم أن تلك القوة العسكرية ستتمدد لتأمين كافة المناطق التي يطالب الانفصاليون بها، علماً أن بوتين اعترف بسيادة الانفصاليين على كامل أراضي المنطقتين المذكورتين. لا شكّ أن كلا الاحتمالين يعززان احتال نشوب صراع أوسع، إلا أن الاحتمال الاخير، سيكون بمثابة إعلان حرب صريح.
ثانياً: هل ستصدق توقعات حلف شمال الأطلسي التي تتحدث عن هجوم روسي واسع النطاق على أوكرانيا؟ علماً أن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ قال “كل الدلائل تشير إلى أن روسيا تواصل التخطيط لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا” وأوضح “نرى أن المزيد من القوات تتحرك (…) في تشكيلات قتالية وهم مستعدون للهجوم”.
ثالثاً: هل ستقتصر المناورات العسكرية المشتركة لروسيا وبيلاروس على أراضي الأخيرة، أم أن تلك المناوارات ستؤكد ما ذهب إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنها تحضير لغزو أوكرانيا؟ علماً أن الكثير من المحللين والمتابعين يعتبرون أن هذه المناورات هي ذورة تصعيد بوتين في وجه الغرب.
رابعاً: هل سيكون ثمّة تنسيق محكم بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يختص بالعقوبات المعلنة بحق روسيا على خلفية تحركها الأخير؟ وما هي الآثار الفعلية المترتبة على حزمة العقوبات التي توعدت بها واشنطن وبروكسل ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى روسيا في حال غزوها أوكرانيا؟ وهل ستعتمد الدول الغربية خيار العقوبات كإجراء انتقامي أم كإجراء رادع لتجنّب الأسوأ؟
خامساً: ما هي الخيارات المتاحة أمام أوكرانيا تجاه التصعيد الروسي، بخلاف المحاولات الحثيثة التي تقوم بها كييف لحشد الدعم الدولي؟ في خطاب متلفز ألقاه رداً على قرار بوتين، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده أن ملتزمة بتسوية سياسية دبلوماسية ولا تستسلم للاستفزازات، لكنّه أيضاً شدد على أن بلاده لن تتنازل عن منطقة دونباس شرق البلاد. وطالبت أوكرانيا الحلفاء الغربيين اليوم بدعمها بالسلاح لمواجهة روسيا.
سادساً: في حال اقتربت القوات الروسية أو تجاوزت “خط السيطرة” في شرق أوكرانيا ، فسيكون على القوات الأوكرانية لازاماً أن تقرر ما إذا كانت ستنسحب أو أنها ستصمد وتقاتل قوة عسكرية عظمى.
سابعاً: كيف سيكون الموقف الصيني تجاه تطورات ملف الأزمة الأوكرانية إذا ما اتخذت طابعاً كارثياً؟ علماً أنه لطالما أكدت بكين وموسكو على متانة العلاقة التي تجمعهما. (EURONEWS)[ads3]