هل تقدم الملابس الذكية شيئاً مفيداً للبشرية ؟
ما الملابس الذكية؟ وكيف يمكن أن يكون شكل الحياة بها؟ وهل تقدم شيئًا جديدًا مفيدًا للبشرية أو أنها مجرد “موضة” جديدة؟
كانت هذه الأسئلة وغيرها محور التقرير الذي نشرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية للكاتبة باسكال غروندميزون.
وسلط التقرير الضوء على تجربة ارتداء ملابس ولواحق متصلة بالإنترنت لمدة 8 أيام، حيث تقول الكاتبة إن “الاعتقاد أنهم يهتمون بصحة أجسامنا ويهدفون لتحقيق ذلك هو رهان ليس ناجحًا دائمًا”.
وتنقل الكاتبة عن أحد الذين عايشوا التجربة قوله إنه نفس الروتين اليومي، حيث ارتدينا ملابسنا الذكية المتصلة بالإنترنت وخرجنا في رحلة، كان هذا الثوب ومن خلال اتصاله بهاتف ذكي يسجل بيانات القلب ويتابع تخطيط نبضه بكفاءة مماثلة لتلك المطبقة في أجهزة التخطيط الكهربائي للقلب.
أنسجة تقنية
وأضاف “من أول حصة بدأت هذه الأنظمة تقدم بياناتها عن القلب، والتي أشارت إلى أن ذلك الشخص منهك تمامًا، لكن ذلك غير صحيح أبدًا فقد تخللت مسيرتنا فترات من الاستراحة للقيام ببعض التسوق، ويبدو أن الأنظمة تعاملت معها على أنها لحظات استرداد للجهد، لذلك عقدنا العزم على اتباع تعليمات النشرة المرفقة بحذافيرها في المرة المقبلة”.
ويتابع “لقد استخدمنا في تجربتنا كليك شيرت (clicshirt) سعره 359 يوروا، وهو ملابس ذات أنسجة تقنية ذكية موصولة بهاتف وشريحة بلوتوث بالإضافة إلى العديد من الأقطاب الكهربائية، كما أنها مزودة بأنظمة تقيس معدل ضربات القلب وتسارعه عن طريق مستشعرات، ثم يقوم الهاتف الذكي بتسجيل جميع القياسات والتقارير عن أنشطتنا وحفظها في سجلات تمتد لأكثر من 30 يومًا”.
وعن تلك التجربة، يقول أحد المشاركين: “إن كليك شيرت (clicshirt) أثبت دقة في النتائج أفضل من الأجهزة الأخرى مثل السوار المتصل وحزام القلب، لكن من المستحيل أن ترتدي هذه المنسوجات لمدة 8 أيام، ومع ذلك ينصح به لهواة اللياقة البدنية من الرياضيين الذين يبحثون عن الرشاقة كما هو الحال في رياضة الدراجات ومنافسات الجري، وأيضًا الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية لمراقبة صحتهم”.
عصر الساعات
ويذكر أن الملابس والإكسسوارات المتصلة بالإنترنت ظهرت بشكل خجول في السنوات الأخيرة، وهي تبشر بالخير لتلبية الاحتياجات المختلفة في مجالات الرياضة والصحة، وتبلغ قيمة هذا السوق أكثر من 93 مليار دولار عام 2022.
وبحسب موقع “لبنان 24″، رغم ذلك لا تستعمل الملابس الذكية على نطاق واسع، وذلك لصالح الأساور الرقمية والساعات المتصلة بالإنترنت، وتعد ساعة آبل الأكثر شهرة على الإطلاق إذ تعتبر ثورة حقيقية في هذا المجال وتتمتع بخصائص أمان مميزة مثل تحذيرات السقوط وتنبيهات الطوارئ، بحسب الصحيفة.
وتشير الكاتبة إلى أن الشركة الفرنسية (withings) أطلقت مؤخرًا نسخة مطورة من الساعات المتصلة بالإنترنت، تحت اسم “سكان ووتش” بلغ سعرها 500 يورو، وهي نموذج أنيق مستوحى من صناعة الساعات الفاخرة، مزودة بمخطط كهربائي طبي لقياس الأكسجين في الدم وبإمكانه حتى تقديم بيان مفصل عن النشاط البدني والنوم.
كما أن هناك نسخة أخرى من تلك الساعات الذكية وهي “هواوي ووتش” التي بلغ سعرها 300 يورو، والمصممة خصيصًا للاعبي كرة القدم المحترفين أو الهواة على حد سواء، وتعتمد على قياس نسبة الأكسجين في الدم بالإضافة إلى قياس نبض القلب بدقة مماثلة لتلك الخاصة بأحزمة قياس القلب، وهو الأمر الذي يجعلها تتحول إلى مدرب شخصي لضبط الأداء والحفاظ على ديناميكية اللياقة، وتعمل عن طريق مستشعر صغير جدا بحجم 9 غرامات، يتم وصله بساق اللاعب باستخدام حزام مرن ويتم من خلاله تقييم الأداء أثناء المباراة.
في السياق نفسه، تعتبر سماعات الرأس اللاسلكية “أمازفيت” مشابهة لعمل الساعات الذكية، حيث اعتمدت تقنية المراقبة التلقائية لمعدل ضربات القلب أثناء ممارسة الرياضة غير أنها تميزت عنها بخاصية تحليل موضع العمود الفقري، مع إصدار تنبيهات في حالة الوضعيات السيئة.
وميض الضوء
وتستكمل الكاتبة استعراض بعض الأدوات الشخصية التي صارت مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والإنترنت، مثل الخاتم الذكي “وميض الضوء” الموجه خصيصًا للاهتمام بالصحة، والذي وصل سعره لحوالي 260 يوروا ويستخدم مستشعرات دقيقة قادرة على إجراء 140 قياسًا فيما يتعلق بضربات القلب وأكسجين الدم ومعدل التنفس ودرجة حرارة الجسم، كما يتم نقل البيانات في هذا النظام طوال ساعات النهار عن طريق البلوتوث إلى نظامي الـ”آي أو إس” (ios) والأندرويد من أجل إنشاء توصيات لتنظيم فترات النوم وعمليات الراحة البدنية من أجل الحفاظ على صحة القلب وحمايته من الأمراض.
نظارات العلاج بالضوء
واختتمت الكاتبة تقريرها بالتطرق لأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال وهي نظارات العلاج بالضوء، وهو جهاز خفيف يعمل فوق مجال الرؤية ودون تدخل من أي أجهزة أخرى، ويقدم علاجًا بالضوء الطبيعي، حيث تكفي جلسات من 20 إلى 40 دقيقة لمعالجة الملل والاكتئاب، مبينة أن نقص الضوء الطبيعي في بلدان الشمال الأوروبي خاصة حيث تقل فترات ضوء الشمس في السنة، يجعل الاستفادة من هذا الجهاز الذي يحاكي طاقة شمسية محمولة أمرًا مهمًّا للغاية.[ads3]