روسيا : مداهمات و اعتقالات بالآلاف للمعارضين و رافضي غزو أوكرانيا ( فيديو )

أعلنت منظمة “ميموريال” غير الحكومية عن عمليات تفتيش الجمعة في مكاتبها في موسكو. وقالت على حسابها على تطبيق تلغرام إن “عمليات تفتيش ميموريال جارية في مكتبيها في شارعي كاريتني رياد 5/10 ومالي كاريتني 12” في العاصمة الروسية.

وأضافت المنظمة العريقة لمساعدة المهاجرين “لجنة المساعدة المدنية” الجمعة إن عمليات تفتيش استهدفتها. وقالت على مواقع التواصل الاجتماعي “عمليات تفتيش تجري في مكتبنا في موسكو” و”السبب غير معروف”.

وكانت منظمة “أو في دي-إنفو” غير الحكومية قد أعلنت توقيف أكثر من ثمانية آلاف شخص في روسيا لتظاهرهم لا سيما في موسكو وسانت بطرسبرغ، ضد غزو أوكرانيا منذ 24 شباط/فبراير يوم بدء الهجوم.

ويؤثر هذا القمع على الروس أولا، لكن أصواتا بدأت تهاجم المنظمات الأجنبية أيضا.

فقد حمل رئيس الدوما فياتشيسلاف فولودين بعنف الجمعة على شبكات التواصل الاجتماعي الأميركية معتبرا أنها “استخدمت أسلحة” لنشر “الكراهية والأكاذيب”. وقال “يجب أن نعارض ذلك”.

كما اتهم فاليري فاديف رئيس مجلس الكرملين لحقوق الإنسان وسائل الإعلام الأجنبية التي اتهمها بنشر معلومات كاذبة حول النزاع في أوكرانيا. وقال “أطلقنا مشروعًا (…) لمواجهة الكم الهائل من الأخبار الكاذبة القادمة من أوكرانيا والدول الغربية”.

تضييق الخناق بالداخل الروسي
ووقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا ينصّ على أحكام بالسجن تصل إلى 15 عامًا لنشر أخبار كاذبة عن الجيش الروسي، في الوقت الذي تتابع فيه موسكو غزوها لأوكرانيا.

ووقّع بوتين أيضًا مشروع قانون تُفرض بموجبه غرامات أو عقوبة بالسجن للمطالبة بفرض عقوبات على روسيا، فيما تواجه موسكو عقوبات اقتصادية غير مسبوقة من العواصم الغربية بسبب الغزو.

وأقرت روسيا الجمعة مبدأ فرض عقوبات جزائية قاسية في حال نشر “معلومات كاذبة” عن الجيش، في آخر خطوة تعكس تشدد موسكو في الداخل بالتزامن مع غزو أوكرانيا.

فقد اعتمد النواب الروس (الدوما) في قراءة ثالثة الجمعة نصا يتضمن عقوبات بالسجن وغرامات شديدة لكل من ينشر “معلومات كاذبة” عن الجيش. وينص هذا التعديل على عقوبات مختلفة بالسجن لمدة يمكن أن تصل الى 15 عاما إذا أدت “معلومات كاذبة” إلى “عواقب خطيرة” على القوات المسلحة.

وينص تعديل منفصل أقر الجمعة أيضا على معاقبة مطلقي “الدعوات إلى فرض عقوبات على روسيا” التي تواجه إجراءات انتقامية غربية قاسية لغزوها أوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس عن رئيس لجنة السياسة الإعلامية في الدوما ، ألكسندر خينشتين قوله إن “القانون يشمل جميع المواطنين وليس فقط مواطني روسيا”.

من أجل السيطرة على الرواية التي تقدمها عن هذا النزاع إلى الشعب الروسي، عززت السلطات الضغط على وسائل الإعلام المستقلة القليلة التي تمكنت من العمل في السنوات الأخيرة على الرغم من المناخ العدائي.

فقد أعلنت هيئة تنظيم وسائل الإعلام (روسكومنادزور) الجمعة أنها فرضت قيودا على الوصول إلى أربع وسائل إعلام مستقلة، بما فيها النسخة الروسية من ال”بي بي سي” بطلب من النيابة.

وقالت سلطة تنظيم وسائل الإعلام أن الاطلاع على المواقع الالكترونية لخدمة اللغة الروسية التابعة للبي بي سي و”دويتشه فيلي” و”ميدوزا” و”راديو سفوبودا”، الفرع الروسي لإذاعة أوروبا الحرة، اصبح “محدودا”.

وأوضحت أن هذه القرارات اتخذت بطلب من النيابة صدر في 24 شباط/فبراير اليوم الذي بدأ فيه غزو أوكرانيا.

وفتحت الصفحات الرئيسية للبي بي سي و”دويتشه فيلي” بشكل متقطع لكن تعذر الاطلاع على بعض المقالات حول الحرب في أوكرانيا، حسب صحافيين من وكالة فرانس برس في موسكو.

وتعذر الوصول إلى الصفحتين الرئيسيتين ل”ميدوزا” و”سفوبودا”.

وكانت خدمة رصد الرقابة على الانترنت “غلوبال تشيك” لاحظت ليل الخميس الجمعة وجود مشاكل في الوصول إلى هذه المواقع وكذلك “فيسبوك” التي تشهد تباطؤا منذ أيام في روسيا.

وتمول خدمة اللغة الروسية في “بي بي سي” وأوروبا الحرة و”دويتشه فيلي” من قبل لندن وواشنطن وبرلين على التوالي.

وفي روسيا ينشر صحافيو هذه الخدمات باستمرار تحقيقات تنتقد الكرملين.

وكانت “دويتشه فيلي” منعت الشهر الماضي في روسيا وأجبر مراسلوها على التوقف عن العمل. لكن موقعها الالكتروني واصل عمله.

وتصف المنظمات غير الحكومية روسيا باستمرار بأنها واحدة من الدول الأكثر تقييدا لحرية الصحافة. لكن الوضع تفاقم منذ بدء غزو أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، منعت السلطات الروسية وسائل الإعلام من استخدام معلومات غير البيانات الرسمية حول غزو أوكرانيا. كما حظرت استخدام كلمات مثل “الحرب” و “الغزو”.

ويقدم الكرملين ووسائل الإعلام الرئيسية التي يخضع معظمها لسيطرته غزو أوكرانيا على أنه “عملية خاصة” محدودة تهدف إلى “حماية” السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا من “إبادة جماعية”.

وكانت إذاعة “صدى موسكو” أعلنت الخميس حل نفسها بينما علقت قناة “دوجد” بثها بعد تعطيل موقعيهما الالكترونيين.

وحذا موقع “زناك” الإخباري حذوهما وأعلن الجمعة توقفه عن العمل “بسبب كثرة القيود التي فرضت مؤخرا على عمل وسائل الإعلام في روسيا”.

أما موقع “ذي فيليدج” الذي يشكل مرجعا للحياة الثقافية في موسكو فقد قرر إغلاق مكتبه في العاصمة الروسية للانتقال إلى وارسو ببولندا.

قمع واسع
تكشف هذه الإجراءات حجم القمع الواسع في روسيا فلاديمير بوتين منذ 2020. وقد اتخذ منحى جديدا مع غزو أوكرانيا وتبني النواب قوانين قمعية حيال حرية التعبير.

وصنف عدد كبير من المطبوعات والصحافيين ضمن فئة “عميل للخارج” مما يعرضهم خصوصا لإجراءات إدارية صارمة وملاحقات قضائية في حال حدوث انتهاكات بسيطة.

وسجن المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني بعد أن نجا بصعوبة من تسمم وفُككت منظمته التي أنشئت لمكافحة الفساد.

أعلن القضاء الروسي في كانون الأول/ديسمبر حل المنظمة غير الحكومية “ميموريال” التي تشكل رمزا في الدفاع عن حقوق الإنسان وحارسا لذكرى الملايين من ضحايا جرائم الاتحاد السوفياتي. وثبت القضاء الحكم الإثنين الماضي. (EURONEWS)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها