الحرب الأوكرانية تهدد إمدادات الغذاء العالمية و هذه الدول العربية من الأكثر تضررا
الدبابات والصواريخ الروسية التي تحاصر كييف لا تهدد العاصمة الأوكرانية فقط، بل تهدد أيضا إمدادات الغذاء العالمية وحياة الناس في أوروبا وإفريقيا وآسيا، الذين يعتمدون على مزارع منطقة البحر الأسود الشاسعة والخصبة، والمعروفة باسم “بسلة خبز العالم”.
لقد اضطر المزارعون الأوكرانيون إلى إهمال حقولهم، في وقت هرب الملايين، أو توجهوا للقتال أو هم يحاولون البقاء على قيد الحياة. أما الموانئ التي ترسل الحبوب ومواد غذائية أخرى فقد أغلقت، وهناك حالة قلق، مردها أن روسيا القوة الزراعية الأخرى قد ينقلب حال صادرتها رأسا على عقب، بسبب العقوبات الغربية ضدها.
وفيما لم يطرأ اضطراب عالمي بشأن إمدادات القمح حتى الآن، فإن الأسعار سجلت ارتفاعا قياسيا وسط حالة من القلق بشأن ما قد يحدث. فالحرب إذا استمرت فإن البلدان التي تعتمد على صادرات القمح الأوكراني المقدور عليه، يمكن أن تواجه نقصا في الإمدادات ابتداء من شهر تموز/يوليو.
فقر يزيد تهديده
ومن شأن ذلك أن يخلق انعدام الأمن الغذائي ويدفع مزيدا من الناس إلى حياة الفقر، في بلدان مثل مصر ولبنان، حيث يهيمن دعم الحكومة لرغيف الخبز على الغذاء. وفي أوروبا فإن ارتفاع علف الحيوانات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع كلفة اللحوم والألبان.
وتشكل روسيا وأوكرانيا مجتمعتين ثلث صادرات القمح والشعير في العالم. وتعد أوكرانيا خامس أكبر مصدر للقمح عالميا، ياستحواذها على حصة 10% من السوق العالمية، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. كما أن أوكرانيا تعد مصدرا مهما للذرة، ورئدا عالميا في إنتاج زيت عباد اللشمس. وستخفض الحرب من إمدادات الغذاء، عندما ترتفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 2011.
تأثير يمتد من إندونيسيا إلى مصر ولبنان
وسيكون لنزاع طويل الأمد تأثير كبير، في مصر البعيدة عن أوكرانيا حوالي 2400، والتي تعد أكبر مورد للقمح في العالم. ويعتمد ملايين المصريين على الخبز المدعم، والمشتق من الحبوب الأوكرانية، مع وجود ثلث السكان يعيشون في حالة فقر.
لقد ألغت لمؤسسة الحكومية المصرية المكلفة بإمداد الحبوب مناقصة أخيرة بسبب نقص العروض، علما أن مصر تشتري كميات وفيرة من روسيا وأوكرانيا. ويمكن لأسعار القمح إذا ارتفعت بحدة على مستوى العالم أن تؤثر في قدرة مصر، بشأن المحافظة على أسعار الخبز في مستواها الحالي المدعم.
وغير بعيد عن مصر فإن لبنان يسعى جاهدا إلى تعويض النقص المتوقع للقمح، إذ أن أوكرانيا توفر 60% من وارداته من القمح، ويجري لبنان حاليا محادثات مع الولايات المتحدة والهند وكندا لإيجاد مصادر أخرى.
وحتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، فإن التأثير المحتمل لإمداد بلدان بالقمح، لوحظ في بلدان إفريقيا ماوراء الصحراء والأكثر اكتظاظا بالسكان. وقد استوردت البلدان الإفريقية منتوجات فلاحية بقيمة 4 مليار دولار من روسيا سنة 2020، وحوالي 90% كان قمحا.
ويمكن الشعور بحالة الاضطراب حتى في أماكن بعيدة مثل إندونيسيا، حيث يستعمل القمح لإعداد المكرونة والخبز والأطعمة المقلية والوجبات الخفيفة المتنوعة.
وكانت أوكرانيا ثاني أكبر مزود لإندونيسيا بالقمح العام الماضي، موفرة 26% من القمح المستهلك. في المقابل فإن ارتفاع أسعار المكرونة يمكن أن يضر بأصحاب الدخل الضعيف. (EURONEWS)[ads3]