لهذه الأسباب يفضل العرب والأجانب ألمانيا كوجهة للسياحة العلاجية

يعتبر نظام الرعاية الصحية في جمهورية ألمانيا الاتحادية أحد أكثر الأنظمة تطورا وتقدما في العالم، ويُعد المستوى العام للرعاية الصحية ذا جودة عالية في مختلف القطاعات عالميا، لذلك نجد أن المواطنين الألمان يتمتعون بحياة صحية مميزة ومتوسط العمر العام لديهم أعلى من غيرهم بشكل ملحوظ.

ويستطيع المرضى الأجانب والعرب من خارج ألمانيا أيضا الاستفادة من هذا النظام الصحي المُتقدم والمُتطور. وهذا ما يجعل أكثر من 250 ألف مريض أجنبي يأتون من أكثر من 177 دولة ليختاروا ألمانيا كوجهة للعلاج الطبي. ويشير الباحثون إلى أن عدد المرضى الأجانب في تزايد مستمر سنويا.

علاجات يقصدها العرب
وتشمل أهم العلاجات التي يقصدها المرضى العرب في ألمانيا جراحة العمود الفقري، وعلاج الأورام السرطانية، وعمليات تبديل المفاصل مثل الركب الصناعية، وإعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، أمراض وجراحة القلب، أمراض السكري، أمراض الكلى، وكذلك التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب، وأمراض الأعصاب وجراحة الدماغ، وعلاج الصرع، وارتفاع ضغط الدم.

وتضم عيادات ومستشفيات المكتب الفدرالي للإحصاء حاليا 1914 عيادة، وتحتل ألمانيا المرتبة الخامسة عالميا، ووفقًا للتقديرات يتدفق نحو 1.2 مليار يورو إلى خزائن المستشفيات والأطباء في ألمانيا كل عام. ونسبة المرضى الأجانب في ألمانيا 11.7% أغلبهم عرب يأتون للعلاج من الخليج العربي، وبلغت نسبتهم 17% من إجمالي المرضى الأجانب، واحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى بنسبة 34%، والكويت بنسبة 19%.

قوانين تمنع استغلال المرضى
وفي رده على سؤال الجزيرة نت عن الأسباب التي تدفع المرضى من مختلف دول العالم لاختيار ألمانيا للعلاج، قال البروفيسور هلموت مان اختصاصي باطنية وأمراض كلى إن “تكلفة العلاج في ألمانيا ليست الأرخص، ولكنها أقل بكثير مُقارنة بدول مثل أميركا وبريطانيا، كما أن الأطباء الألمان يمتثلون بدقة للسياسات الطبية وقائمة التكاليف حيث تتم محاسبة المرضى الخاصين والمرضى غير المؤمن عليهم قانونًا وفقًا لجدول الرسوم للأطباء بناء على الخدمات المقدمة بالفعل”.

ويضيف أن “الأطباء لا يصِفون فحوصات طبية أو أدوية غير ضرورية (أي نوع من الاستغلال للمريض يُعرض الطبيب لعقوبة بالغة)، وبالتالي فإن الفرق في التكاليف ليس كبيرا بين ما يدفعُه المرضى الألمان وما يدفعه المرضى الأجانب مقابل العلاج أو التشخيص الطبي. وفي كثير من الحالات، يتم علاج المرضى الأجانب ومُعاملتهم كحال المرضى الألمان ذوي التأمين الصحي في القطاع الخاص مع زيادة بسيطة حسب الجداول القانونية”.

تطور طب العظام
ويقول الدكتور عماد أبو ريان اختصاصي جراحة العظام والكسور (عضو جمعية جراحة العظام الألمانية) للجزيرة نت “بسبب التطور التقني في المعدات الجراحية تعد ألمانيا من الدول الرائدة في علاج تشوهات العظام والمفاصل والعمود الفقري. وهناك أطباء متخصصون في جراحات دقيقة للمفصل الواحد. مثلا جراحات مفصل الورك تعتبر من الجراحات دائمة التطور، حيث إن حالات تنظير الفخذ (Hip arthroscopy)، وحالات تصحيح الحُق (Periacetabular osteotomy) في ازدياد، وتحتاج إلى خبرة عالية لدى الجراح وممارسة متواصلة، وهي من العلاجات التحفظية التي تزيد عمر المفصل الطبيعي وتؤجل حل زراعة المفصل الصناعي. ومما أثبت نجاعة عالية ونسبة نجاح عالية، زراعة الغضروف الطبيعي في مفصل الفخذ عن طريق الجراحة بالمنظار”.

ويؤكد ذلك سام أبو علي من الكويت، والذي تلقى العلاج في ألمانيا، أنه إلى جانب نجاعة العلاج هناك دقة في التعامل والتزام بالمواعيد وقال للجزيرة نت “كنت أشكو من آلام في منطقة الركبة، حيث أرسلت التقارير الطبية عن طريق إحدى المؤسسات وتم عرضها على اختصاصيين في مستشفى (سانت بيتروس) في مدينة بون، وتم ترتيب جميع الأمور الإدارية واللوجستية وحجز المواعيد اللازمة، وفي يوم وصولي بدأت رحلة العلاج بعمل بعض الفحوصات الطبية وصور الأشعة، وتقرر إجراء عملية في ركبتي اليمنى، تلاها عدد من جلسات العلاج الطبيعي وبعدها رجعت إلى الكويت، وبدأت أشعر بلذة السير دون ألم في ركبتي، والحمد لله”.

وقال سليم العتيبي من المملكة العربية السعودية للجزيرة نت إنه منذ 4 سنوات يزور ألمانيا لإجراء فحوصات دورية، والطب في ألمانيا -حسب وصفه- ليس متميزًا فحسب بل هناك دقة في المواعيد واهتمام بالإنسان ولا توجد تعقيدات روتينية وكذلك التكلفة ليست مرهقة.

ويضيف “بدأت رحلة العلاج مباشرة بعد يومين من وصولي أول مرة، وبقيت ما يقارب الأسبوع في مدينة آخن، وذلك بسبب انتظار بعض التحاليل، والنتائج الطبية ونتائج صور الأشعة، حيث قمت بعمل تحاليل شاملة وفحوصات عامة للجسم. وبحمد الله كل شيء على أحسن حال”.(aljazeera)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها