وزير الخارجية الفرنسي: بوتين أيقظ أوكرانيا وأوروبا والناتو
في مقابلة خص بها صحيفة “لوفيغارو”، رأى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن هدف الرئيس الروسي هو “احتلال كامل” أوكرانيا التي ينفي “وجودها” كدولة.
وشدد لودريان، وفقاً لجريدة “القدس العربي” على أن فرنسا تريد إنهاء الحرب، وتنفيذ وقف إطلاق نار عالمي في أسرع وقت ممكن، وأن تقوم سيادة أوكرانيا على أسس القانون الدولي. موضحا أنه يجب مناقشة مسألة الضمانات بين روسيا وأوكرانيا، واعتبر أن الأمر المؤكد هو أن الحياد لا يمكن أن ينجح بدون ضمانات أمنية. وعليه، سيكون على الطرفين تحديد الخطوط العريضة.
كما اعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أنه من المهم أن يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإظهار العناد التام والتصميم الدائم. كما أنه من الضروري أيضا إنشاء روابط من شأنها أن تؤدي يوما ما إلى اتصال بين الرئيس الروسي بوتين والأوكراني زيلينسكي.
فالمناقشات ليست دافئة بالضرورة -يؤكد لودريان- لكن من المهم أن تحدث. وينخرط إيمانويل ماكرون في هذا الجهد الدبلوماسي دون سذاجة. وهو يفعل ذلك لتحمل المسؤوليات الخاصة التي تقع على عاتق فرنسا، يوضح وزير الخارجية الفرنسي.
وعن السيناريوهات المتوقعة بشأن هذا الصراع في أوكرانيا، توقع جان إيف لودريان أن يستغرق الأمر بعض المفاوضات، موضحا أن ذلك هو سبب رغبة الرئيس الفرنسي في الحفاظ على قناة حوار “عنيدة ومنتظمة” مع نظيره الروسي.
لكن هذه الحرب كان لها ثلاثة تأثيرات ربما لم يتوقعها بوتين، وأيقظت ثلاث جهات:
أولا، ساعدت على تقوية الأمة الأوكرانية بتعزيز صلابتها واعتزازها ووحدتها.
ثانيا، تسببت في إيقاظ الاتحاد الأوروبي، في وقت كان فلاديمير بوتين يأمل في أن تنقسم الدول الأوروبية. لكن أوروبا، على العكس من ذلك، أكدت نفسها كقوة، وظلت موحدة وأظهرت قدرتها على اتخاذ القرارات الكبرى بسرعة. لم تعد أوروبا كما كانت قبل الحرب. قرر الاتحاد الأوروبي إنهاء اعتماده في مجال الطاقة على روسيا، وعزز وضعه الأمني من خلال اعتماد البوصلة الاستراتيجية والالتزام بزيادة قدراته، يقول لودريان.
وثالثا، أيقظت الحرب حلف الناتو، الذي كان يتساءل قبلها ببضعة أشهر عن مستقبله. وها هو اليوم يعود إلى أساسه، وهو الدفاع الجماعي عن المنطقة الأوروبية الأطلسية.
ففي شهر واحد، شهدنا شكلاً من أشكال التغيير في التاريخ، كانت الأزمة الأوكرانية هي المحرك له، يقول وزير الخارجية الفرنسي. (REUTERS)
[ads3]