نوفاراسيا : ما هو مشروع ” روسيا الجديدة ” التوسعي الذي يُتهم بوتين بالعمل على تحقيقه؟

إحياء مشروع “نوفاراسيا” أو “روسيا الجديدة” التوسعي، الذي تم تعليقه في العام 2015، ربما يكون أحد أهداف الجيش الروسي مع تقدم الصراع بين كييف وموسكو.

أين يريد فلاديمير بوتين التوقف؟

بعد مرور أكثر من 40 يوماً على الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال نوايا زعيم الكرملين غير واضحة. فبعد محاولته الفاشلة للسيطرة على كييف، قرر الجيش الروسي مؤخراً التركيز على شرق وجنوب البلاد، مع الاستمرار في قصف المدن الأوكرانية الرئيسية.

من وجهة نظر جغرافية بحتة، إن إعادة التموضع العسكري الاستراتيجي هذه تتبع مسار “روسيا الجديدة” بشكل أو بآخر.

فمشروع “نوفاراسيا” التوسعي، وصفته صحيفة “لومانيتيه” الفرنسية بأنه “مزيج من الهوية السلافية والحمائية الاقتصادية والديانة الأرثوذكسية”، وقد سالت دماء جديدة من أجله مؤخراً بعد الانفصال الأحادي الجانب لجمهوريات دونيتسك الشعبية ولوغانسك.

تاريخيا، يعود مفهوم روسيا الجديدة إلى القرن الثامن عشر، زمن القياصرة حيث كانت هذه المنطقة تقسيماً فرعياً للإمبراطورية الروسية وكانت تقع على طول البحر الأسود، وشملت بحر آزوف وامتدت إلى الحدود الحالية لمولدوفا. بتعبير أدق تتوافق مع المناطق الحالية في ميكولايف وأوديسا وخيرسون وكيروفوغراد بالإضافة إلى جزء من مقاطعة دونيتسك.

“أوكرانيا هي روسيا الجديدة”
في عام 2014 عاد مشروع روسيا الجديدة إلى جدول الأعمال. في ذلك العام، قررت شبه جزيرة القرم، خلال استفتاء لم يعترف به المجتمع الدولي، ارتباطها بروسيا، بينما قررت جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك الانفصال.

وفي الـ 17 أبريل-نيسان من نفس العام، شكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سيادة كييف على أراضيها وذلك خلال خلال خطاب ألقاه ببرنامج تلفزيوني استمر لعدة ساعات حيث قال إنه يشكك بالفعل في السيادة الأوكرانية على أراضيها.

تجميد المشروع في العام 2015
لقد أسس بافيل غوباريف، حاكم جمهورية دونيتسك الشعبية حالياً ومؤسس حزب “روسيا الجديدة” نظرية دولة “روسيا الجديدة”، وأشار إلى أن عاصمتها يجب أن تكون دونيتسك والمذهب المسيحي الأرثوذكسي يجب أن يكون ديناً رسمياً للدولة.

وسياسياً، كان الهدف هو تأميم الصناعات الكبرى لتثبيت الحمائية الاقتصادية بدقة.

مع ذلك، فسرعان ما أخذ المشروع منعطفاً نحو الأسوأ إلى غاية “تجميده” عام 2015 بعد مرور عام على وجوده، بناءً على إعلان ألكسندر كوفمان، وزير خارجية جمهورية دونيتسك الشعبية.

والأسوأ من ذلك، أن موسكو لم تعد تدعم الفكرة ورأى البعض في توقيع موسكو على اتفاقيات “مينسك 2″ أنها لم تعترف بـ”روسيا الجديدة” هذه، بينما طلبت أن تظل الأراضي الشرقية أوكرانية.

“خيال إمبراطوري قومي”
يرى كيفين ليمونير، الباحث في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية، والمتخصص في الشأن الروسي إن “الحديث عن نوفاراسيا هو التلاعب بخيال إمبراطوري وطني، لروسيا تجسد هوية تتجاوز حدودها.. هذا التمثيل المزدوج للعالم، وبعبارات سوفياتية للغاية، يساعد فلاديمير بوتين على تقوية نفسه خصوصاً في مواجهة الصعوبات، التي يواجهها في بلاده”.

أما أرنو دوبين، مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو فأوضح أن المشروع فشل فشلاً ذريعاً في عام 2014 “.

ومع ذلك، لا يزال القلق قوياً. في أحد خطاباته الأخيرة، أكد له الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن “أوكرانيا ليست الهدف الأخير للعدوان الروسي”، وأن وموسكو “تريد احتلال أوديسا ومن ثم لا توجد إلا خطوة أخرى قبل وصولها إلى مولدوفا”. (EURONEWS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها