موضوعه الحرب في سوريا .. ألمانيا : وسائل إعلام تسلط الضوء على سوري افتتح معرضاً للصور و أخرج فيلماً وثائقياً
سلطت وسائل إعلام ألمانية الضوء على مراسل إعلامي سوري، افتتح معرض صور عن الحرب في سوريا في مدينة نورنبيرغ، بولاية بافاريا الألمانية.
وقالت شبكة “بايريشر روندفونك” الإعلامية، بحسب ما ترجم عكس السير، إن بديع خليف (32 عاماً)، الذي عايش الحرب في سوريا، افتتح معرضاً لصور التقطها في عمله كمراسل إعلامي في سوريا، وكذلك أخرج فيلماً وثائقياً عن الحرب في بلاده.
وتُظهر الصور منازل مدمرةً وشوارع دكتها بصواريخ، وكذلك أطفال يلعبون والسعادة بادية في وجوههم.
وتعبر صور بديع خليف عن التناقضات والفظائع في الحرب في سوريا، والصور التقطها بكاميرته في الفترة بين تاني 2011 و2015، حين كان مراسلاً لتغطية الحرب في سوريا.
ويمكن حاليًا مشاهدة مجموعة من صوره في معرض بـ”المركز المجتمعي Gemeinschaftshaus” في حي “لانغفاسر” بمدينة نورنبيرغ.
وينصب التركيز في صور خليف على 2013 و2014، العامان اللذان استخدم فيهما “نظام” الديكتاتور بشار الأسد أسلحةً كيماويةً ضد الشعب السوري.
وعندما يرى الصور في المعرض، يفكر بديع خليف في الوقت الذي أمضاه في سوريا خلال الحرب، ويقول إنها ذكريات أليمة، ويضيف: “كلما رأيت الصور، أشعر بالحزن، لكنني أحاول تجنب ألمي لمواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان”.
وكان عمل خليف شوكةً في خاصرة “نظام بشار”، وبسببه، تم اعتقاله عدة مرات، وتعرض للتعذيب في السجن، كما هدده تنظيم “الدولة الإسلامية”، بل وضع مكافأةً لمن يغتاله.
وكان خليف يعد تقاريراً في سوريا لصالح عدة وكالات أنباء عالمية، مثل وكالة الأنباء الفرنسية ووكالة “رويترز”.
وذكر خليف أنه تعرض لعدة محاولات قتل، وتابع: “لقد حاولوا التأثير علي للعمل معهم.. لقد قاومت ذلك”.
وعندما هرب بديع خليف إلى تركيا في عام 2015، تلقى تحذيرات من أنه لن يكون آمناً هناك أيضاً، ولذلك واصل طريق هروبه إلى أوروبا، لتتعرض حياته للخطر مرةً أخرى عند فراره إلى ألمانيا، لكنه تمكن أخيرًا من الوصول إلى بلد يتمتع بالسلام والديمقراطية.
وعند وصوله إلى ألمانيا، أصبح لديه وقت لأول مرة لمشاهدة المواد الإعلامية التي جمعها، ولذلك بزغت في باله فكرة إخراج فيلم وثائقي من تلك المواد.
ولعدة سنوات، كان السوري يعمل على إنتاج فيلم وثائقي من جميع المقاطع المصورة التي التقطها، والفيلم مهم بالنسبة له، ويعرض فيه ليس فقط وجهة نظره بشأن الحرب في سوريا، بل أيضاً وجهات نظر أشخاص آخرين فروا من سوريا.
وفي مدينة بامبيرغ، وجد خليف عائلةً سوريةً سردت له قصة هروبهم من بلادهم، وأعاد المخرج إنتاج أجزاء من رحلة هروب العائلة في غابة بمنطقة “فرانكونيا” في ولاية بافاريا، وصور وحرر كل شيء بنفسه.
وقال خليف: “لقد صنعت هذا الفيلم أيضاً لمنح الأشخاص الذين أتوا إلى هنا هوية”.
وبعد سنوات عديدة من العمل، أنجز خليف العام الماضي فيلمه الوثائقي، الذي وضع له عنوان “بين الحياة والموت”، وتم عرضه في العديد من المهرجانات السينمائية، وفاز أيضًا بجوائز، على سبيل المثال، جائزة “برلين للأفلام القصيرة” وجائزة “براتيسلافا السينمائية الدولية”، كما سيعرض فيلمه في افتتاح المعرض في المركز المجتمعي في نورنبيرغ.
ويفكر خليف الآن في الحرب في أوكرانيا لوقت طويل، وقال: “لقد بكيت حقاً خلال أول ساعتين من الهجوم على أوكرانيا.. أرى الصور من أوكرانيا وأشعر وكأنها في سوريا”.
وأضاف خليف أن الحرية أكثر من مجرد كلمة، “إنها شيء ذو قيمة كبيرة للناس”، وتابع: “يجب على الأشخاص الذين يعيشون في سلام وديمقراطية، كما هو الحال هنا في ألمانيا، أن يعملوا لضمان عدم وجود فرص للعنصرية والديكتاتوريين”.
ويعمل المخرج السوري الآن على إنتاج فيلم آخر، يريد فيه أيضاً سرد قصص لأشخاص فروا من سوريا إلى أوروبا، وبنوا حياة جديدةً فيها.[ads3]