وكالة تركية : بذكراها الرابعة.. مجزرة الكيماوي في دوما لا تفارق أذهان السوريين
رغم مرور 4 سنوات على مجزرة الهجوم الكيماوي التي ارتكبها النظام السوري برئاسة بشار الأسد في مدينة دوما، إلاّ أن ذكراها المؤلمة ما تزال حاضرة في أذهان ذوي الضحايا ومن شهدوها.
ففي السابع من أبريل/ نيسان 2018 وقع الهجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما أثناء عمليات الإجلاء القسري من الغوطة الشرقية التي كانت محاصرة من قبل قوات النظام وداعميه على مدار 5 سنوات.
وراح ضحية المجزرة 78 مدنيا إضافة لتضرر المئات أغلبهم من الأطفال والنساء الذين اضطروا للنزوح عقب تلقيهم العلاج، وبعد 5 أيام أعلنت روسيا أن النظام فرض سيطرته على دوما والغوطة الشرقية بالكامل.
وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مطلع مارس/ آذار 2019 استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية في دوما، غير أن المحاكم الدولية لا تزال غير قادرة على محاكمة النظام الذي ارتكب جرائم حرب.
ولأن سوريا ليست عضوا بالمحكمة الجنائية الدولية وبسبب حماية روسيا والصين لنظام الأسد واستخدامهما حق النقض في أي قرار ضده في مجلس الأمن يتمكن النظام من الإفلات من المحاسبة أمام القانون.
واستخدمت روسيا والصين حق الفيتو (الفيتو) لصالح الأسد 16 مرة خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي منها 6 مرات في جلسات مخصصة لمناقشة هجمات الأسلحة الكيماوية.
وفي الذكرى الرابعة للهجمات تحدث مراسل الأناضول مع عدد من المدنيين الناجين من المجزرة الذين نزحوا من دوما إلى مدينة الباب قرب الحدود التركية.
** النظام هددنا بهجمات أشد
الطفل إبراهيم حبية (12 عامًا) قال: “كنا في المخابئ مع قرابة 70 أسرة للاحتماء من هجمات طيران النظام التي كانت قد اشتدت قبل يوم من المجزرة”.
وفي اليوم التالي بدأ السكان يستنشقون موادًا كيماوية مع شعور بضيق في التنفس واختناق، ثم سارعوا لتغطية وجوههم بقطع من القماش المبلل بالماء وحاولوا الخروج من المخبأ، وفق حبية.
وأضاف: “خرجنا من المخبأ فرأينا الدماء والجثث في كل مكان، وبعد الهجوم قال لنا الجيش إما أن تتركوا دوما وترحلوا وإما أن نضربكم بأسلحة كيماوية أشد فتكاً فقررنا ترك مدينتنا والرحيل”.
ولفت حبية إلى أن قوات النظام قتلت 17 مدنيا من أقربائه بينهم شقيقاه، فيما أعرب عن أمله في “أن يعود يوما إلى مدينته ويعيش في سلام مع أقربائه عقب رحيل الأسد”.
** استهدفونا بغاز السارين
أما والده إبراهيم، أبو عزت حبية فقال إن نظام الأسد قتل اثنين من أولاده، مؤكدا أنه لا ينسى يوم المجزرة أبدًا.
وبحسبه، تعمدت قوات النظام استهداف مدخل مخبأ يحتمي به المدنيون بالأسلحة الكيماوية، موضحا أنه كان قريبا من المنطقة وقت الهجوم وذهب إلى النقطة الطبية ورأى بعينيه جثث المدنيين.
وأضاف حبية: “لا أستطيع إلى اليوم أن أنسى فظاعة الموقف وحال المدنيين الذي أحضروا إلى النقطة الطبية متأثرين بالهجوم الكيماوي”.
وأشار إلى أن “الأعراض التي كانت تظهر على المدنيين تشير إلى أن نظام الأسد استهدفهم بغاز السارين”.
ولفت حبية إلى أن الكثير من أقربائه وأصدقائه تضرروا من الهجوم الكيماوي وأن النظام كان يقصف دوما بشدة قبل تنفيذ الهجوم.
واستطرد: “دفنت أولادي وإخوتي وكل عائلتي في دوما، استشهدوا هناك وأنا هنا في مدينة الباب لم أستطع أن أزور قبر أبنائي في دوما منذ 4 أعوام، هذا هو الوضع الذي وضعنا فيه نظام الأسد وروسيا وإيران”.
** مجازر كيماوية نفذها نظام الأسد
وكانت أول مذبحة كبرى نفذها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية في 21 أغسطس/ آب عام 2013 عندما استهدف الغوطة الشرقية بأسلحة كيماوية وراح ضحية المذبحة أكثر من 1400 مدني.
وفي 4 أبريل 2017 استهدف نظام الأسد بلدة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وقتل في الهجوم 100 مدني على الأقل وأصيب أكثر من 500 آخرين.
ووفقا لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان” فقد شن نظام الأسد 217 هجوماً بالأسلحة الكيماوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منذ بدء الحرب الداخلية في سوريا عام 2011. (ANADOLU)
[ads3]