وزير خارجية ألمانيا الأسبق : أوكرانيا تستخدم نظريات المؤامرة لتشويه سمعة رئيس ألمانيا
اتهم وزير الخارجية الألماني الأسبق سيغمار غابرييل (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) أوكرانيا وسفيرها لدى برلين أندريه ميلنيك باستخدام “نظريات المؤامرة” لتشويه سمعة الرئيس الاتحادي فرانك-فالتر شتاينماير. وقال إن أدعاء ميلنيك بأن شتاينماير أنشأ خلال عمله كوزير للخارجية “شبكة عنكبوتية” من الاتصالات مع روسيا، ما هي إلا تحريفات يجب مناقضتها.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد رفض استقبال شتاينماير الذي أراد الذهاب إلى كييف مع وفود من بولندا ودول البلطيق، وهو ما اعتبر “إهانة” لألمانيا وتسبب باستياء في ألمانيا . وكان من المخطط القيام بزيارة تضامنية مشتركة مع رؤساء دول بولندا ودول البلطيق الثلاث ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. وسافر رؤساء الدول الأربعة في النهاية إلى أوكرانيا بدون الرئيس الألماني. وعقب رفض زيارة شتاينماير، دعت أوكرانيا المستشار الألماني أولاف شولتس لزيارة كييف.
وكتب غابرييل في مقال له بمجلة “شبيغل”: “من المعروف أن شبكات العنكبوت تستخدم للقبض على الفريسة ثم التهامها”. وأضاف في مقاله: “باختصار، تشير هذه المقارنة إلى أن وزير الخارجية الأسبق (شتاينماير) ساعد في تنظيم تمثيل مصالح روسيا في ألمانيا. هذا ادعاء مناف للحقيقة وخبيث”.
ودافع غابرييل في مقاله عن إرث شتاينماير بشدة، منتقداً الخطوة الأوكرانية مؤخراً بإلغاء الموافقة على زيارة كان يعتزم الرئيس الألماني القيام بها إلى كييف، واصفاً الخطوة بـ “غير المسبوقة”.
وأوضح غابرييل أن شتاينماير فعل كوزير للخارجية أكثر من أي شخص آخر في أوروبا لدعم أوكرانيا. وبالعودة إلى الوراء، كان من “العبث تماماً” توجيه “نقد شامل” للجهود الدبلوماسية الألمانية السابقة.
وتابع غابرييل أن وزير الخارجية الألماني في ذلك الوقت “حشد المزيد من الأموال من الميزانية الاتحادية الألمانية لدعم أوكرانيا أكثر من أي دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. على الرغم من أن أوكرانيا كانت تتسم بالفساد الشديد حتى الحرب العدوانية من قبل روسيا”.
وأوضح أن الضغوط الألمانية في ذلك الوقت ضمنت أيضاً عدم حل هيئة مكافحة الفساد الأوكرانية. وكتب غابرييل: “كل من يحتاج إلى شاهد ملك، فعليه أن يسأل الرئيس الأوكراني الحالي زيلينسكي نفسه عن ذلك”.
ويعتبر غابرييل أن فلسفة شتاينماير صحيحة حتى في الوضع الحالي. وبحسب زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي السابق، فإن الحقيقة هي أن “السياسة الخارجية والدبلوماسية لا يمكن استبدالهما بالدبابات والصواريخ على المدى الطويل”.
ودافع غابرييل عن السياسة المتحفظة للحكومة الألمانية الحالية برئاسة شولتس في توريد الأسلحة إلى أوكرانيا ” فالقيادة في أوروبا تعني أيضاً أن
تكون على دراية بعواقب توسيع نطاق هذه الحرب”. ورأى غابرييل أن من الصواب ألا ترسل الحكومة الألمانية أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا إلا بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وقال إن الولايات المتحدة تدرس بشكل واع وباستخدام نفس الحجج التي استخدمها المستشار الألماني نوعية الدعم العسكري الممكن والمعقول، وعند أي موضع يمكن تجاوز الحدود نحو مشاركة نشطة في الحرب ضد روسيا.
كما انتقد الرئيس الأسبق للحزب الاشتراكي الديمقراطي الرئيس الأوكراني زيلينسكي قائلاً: “إن عدم الالتزام حقاً باتفاقيات مينسك هذه لا تعود بالتأكيد إلى فرانك فالتر شتاينماير أو الدول الراعية وهما ألمانيا وفرنسا. […] الممثلون السياسيون لأوكرانيا لم يطوروا نوعاً من الشعور بتوافق اتفاقيات مينسك مع الصالح الوطني، وهو ما استغلته القيادة الروسية لصالحها للتنصل من مسؤوليتها عن تنفيذ الاتفاقات “.
وسرعان ما جاء الرد من السفير الأوكراني لدى برلين أندريه ميلينك على مقال جابرييل قائلاً على تويتر:” الخبيث في المقام الأول هو سياستك الودية وسياسة رفاقك في الحزب الاشتراكي مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على مدار سنوات والتي أدت إلى حرب الإبادة الوحشية على الدولة والأمة والثقافة والنساء والأطفال”. (DW)[ads3]