بارزاني يدعو حزب العمال الكردستاني لمغادرة كردستان العراق .. ” 800 قرية لا يمكن لسكانها العودة إليها بسبب هذا الصراع “

وجّه رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، أمس الأربعاء، دعوة لحزب العمال الكردستاني (P.K.K) المناهض لأنقرة لمغادرة أراضي الإقليم، مشيراً الى ان هناك 800 قرية لا يمكن لسكانها العودة إليها بسبب الصراع الدائر بين حزب العمال وتركيا.

وقال خلال استضافته في معهد تشاتام هاوس في بريطانيا، بحسب ما ذكرت جريدة “القدس العربي”:، “نحن منذ بداية تسعينيات القرن المنصرم لدينا مؤسسات رسمية من حكومة وبرلمان، وإن حزب العمال جاء الى مناطقنا ولا يحترم الكيان الدستوري للإقليم”.

وأضاف: “بدلا من ان يقاتلوا على أراضيهم جاءوا إلينا”، مردفا القول: “نحن بذلنا قصارى جهدنا لحل هذا المسألة، ولكن استمرار هجمات الحزب وتركيا انعكس تأثيره علينا”.

وأكد أن “أفضل خيار هو ان يغادر الحزب أراضينا وليمارس نشاطه في مناطقه وان يحل مشاكله هناك بعيدا عنا”، قائلا: “نحن لا نعتقد ان العنف سيفضي لحل للمشاكل بل نؤمن ان الحوار هو السبيل الوحيد لذلك”.

يأتي ذلك في وقتٍ أكد الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، ان قوات بلاده تقوم بالعمليات العسكرية داخل أراضي العراق “بالتعاون مع الحكومة العراقية”، مشيرا الى ان بلاده تهدف الى تطهير أراضي العراق من “التنظيمات الإرهابية” وضمان أمن حدود تركيا.

وقال اردوغان في خطاب له في البرلمان التركي، أمس، “جددت القوات المسلحة التركية عمليتها لتطهير المنطقة التي احتلها التنظيم الإرهابي شمال العراق، حيث شن عملية شاملة ضد هجمات التنظيم الإرهابي”.

وأوضح أن “هدفنا هو تطهير أراضي العراق من التنظيمات الإرهابية وضمان أمن حدود بلادنا، وأتمنى النجاح لجنودنا في هذه العملية التي نقوم بها بالتعاون مع الحكومة العراقية”.

وأضاف: “أود أن أعبر عن أن تركيا ليست لديها أعين على أراضي أحد، وهدفها الوحيد هو تأمين حدودها وضمان الاستقرار في دول الجوار”، مبينا انه “خلال 40 عاماً من الحرب ضد الإرهاب، توقعنا أن يحارب جيراننا المنظمات الإرهابية داخل حدودهم، وبغض النظر عما فعلناه، لم نتمكن من اجتثاث الإرهابيين الذين تم تدريبهم في الخارج وإرسالهم إلى بلادنا، حيث ازدادت أعدادهم مع تضاعف المستنقع، ونحن لا نتجاهل نصيب مراكز الوصاية التي لها حسابات مع منطقتنا في هذا المسار السيئ”.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال أيضا: “لقد غيرنا مفهومنا لمكافحة الإرهاب منذ فترة، ووسعنا معركتنا ضد المنظمات الإرهابية إلى مصادرها ومخابئها”، منوها: “بدأنا صراعاً شديداً في الداخل أيضاً، ولقد جعلنا المنظمات الإرهابية غير قادرة على العمل داخل بلدنا بعد الآن”، مقدما الشكر للحكومة المركزية وإدارة إقليم كردستان لـ”دعمهما في حربنا ضد الإرهاب في العراق”.

لكن في العاصمة الاتحادية بغداد، استدعت وزارة الخارجيّة العراقية، سفير الجُمهوريَّة التركيَّة لدى العراق، علي رضا كوناي، وسلّمته مُذكّرة احتجاج “شديدة اللهجة”، على العمليات العسكرية الأخيرة للجيش التركيّ داخل الأراضي العراقية.

وقالت الوزارة في بيان مساء أول أمس، إنها “استدعت سفير الجُمهوريَّة التركيَّة لدى العراق علي رضا كوناي، على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركيّ، ومنها العمليّة العسكريّة الأخيرة واسعة النطاق، إذ طالَت مناطقَ متينا، الزاب، أفاشين، وباسيان في شمال العراق، وسلّمت الوزارة السفير التركيّ مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة، داعيةً إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة”.

وأضافت: “تُجَدِّدُ الحكومةُ العراقيّة مطالبتها بانسحابِ كامل القوّات التركيَّة من الأراضيّ العراقيَّة بنحوٍ يعكسُ احتراماً مُلزِمَاً للسيادة الوطنيَّة”، مؤكدة أن “العراقَ يمتلكُ الحَقَّ القانونيّ لاتخاذ الإجراءات الضروريّة والمناسبة وفقاً لأحكام ميثاقِ الأُمم المُتحدة، وقواعد القانون الدوليّ إزاءَ أعمالٍ عدائيّة وأُحادية الجانب كهذه، إذ تجري دون التنسيق مع الحكومةِ العراقيَّة”.

وتابعت أنه “وبالاستنادِ لكلِّ ما تقدَّم نُشيرُ إلى أنَّ توظيف المادة (51) من ميثاق الأُمم المتحدة في حالات الاعتداء التي تقوم بها القوات التركيَّة، لا يستند إلى أُسسٍ قانونيَّة، فالمادةُ المذكورة لا تُجيز انتهاك سيادة بلدٍ مستقل”.

وأكملت: “وهنا نُذَكِّر بأنَّ تواجد معظم عناصر حزب العمال الكردستانيّ (pkk) في شمال العراق قد جاء نتيجةً لاتفاقٍ بين الحكومة التركيَّة والحزب المذكور، بالتزامنِ مع رفضِ واحتجاجِ العراق لما نراه من تصدير لتحدٍّ داخليٍّ تُركيّ إلى أراضيَ العراق”.

وأوضحت: “ولكلِّ ما تَقَدَّم فإنَّ انتهاك سيادة العراق لن يكونَ أرضيّةً مناسبة لإيجاد حلولٍ تشاركيّةٍ ومستدامة للتحديات الأمنيّة، التي تضع أولويّة زيادةِ التعاون الأمنيّ بين الجانبين، سبيلاً ناجعاً لتحقيق المصالح المرجوّة ومواجهة التحديّات”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها