ألمانيا : وزير المالية يستبعد وقفاً فورياً لاستيراد النفط الروسي

قال وزير المالية الألماني إن برلين تتحرك “بأسرع ما يمكن” لإنهاء اعتمادها على الطاقة الروسية، لكن الأمر سيستغرق “بعض الوقت”.

وقال كريستيان ليندنر لبي بي سي: “علينا التحلي بالصبر”.

من ناحية أخرى، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: “سنخفض واردات النفط الروسي إلى النصف بحلول الصيف، وسنلغيها تماما مع نهاية العام، وسيأتي الدور على الغاز بعد ذلك”.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألمانيا لفشلها في الحد من واردات الطاقة الروسية.

وتصل عائدات بيع النفط والغاز الروسي إلى حوالي مليار دولار في اليوم، ما يقوض الجهود الدولية للضغط الاقتصادي على الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب.

وقد حظرت الولايات المتحدة بالفعل واردات النفط الروسية وتخطط المملكة المتحدة للتخلص التدريجي منها بحلول نهاية العام.

لكن دول الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل أكبر على الطاقة الروسية، حيث تشتري ألمانيا حاليا حوالي 25 في المئة من احتياجاتها النفطية و40 في المئة الغاز الذي تستهلكه من روسيا.

وقال ليندنر لبي بي سي إن بلاده تعمل على فرض حظر على الطاقة الروسية، لكنه يفضل استخدام العقوبات التي “تضر [بوتين] أكثر منا”.

وقال إن الوقف المفاجئ لواردات الطاقة الروسية قد يشهد الإغلاق الفعلي للمنتجين الألمان مثل المصنعين وشركات صناعة السيارات.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت المعاهد الاقتصادية الألمانية من أن الوقف الفوري للواردات الروسية سيؤدي إلى ركود حاد في أكبر اقتصاد في أوروبا بحلول عام 2023.

وقال ليندنر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر، أحد مكونات الحكومة الائتلافية الألمانية: “نحن نرغب في وقف جميع واردات الطاقة من روسيا، إنها مجرد مسألة وقت”.

وأصر على أن أي حساب من جانب فلاديمير بوتين بأن ألمانيا ستستمر في الاعتماد على الطاقة الروسية “خاطئ”.

وقال “في النهاية، لا نريد أن يكون لدينا أي عمل آخر مع بوتين”.

لكن موقفه يتعارض مع تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا، بيربوك، الزعيمة المشاركة لحزب الخضر.

وقالت بيربوك إن ألمانيا ستخفض وارداتها من النفط الروسي إلى النصف بحلول الصيف، وستقضي عليها تماماً بحلول نهاية العام، على أن يتبعها سريعاً انخفاض في واردات الغاز الروسي.

وألغت ألمانيا بالفعل افتتاح خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الروسي ردا على الحرب، وهو مشروع تابعته الحكومات السابقة من مختلف الأطياف السياسية.

لكن ليندنر قال إنه يشعر بالقلق من الآثار الاقتصادية الكلية التي قد يتسبب فيها إغلاق الطاقة الروسية بين ليلة وضحاها.

وقال ليندنر لبي بي سي: “لا أخشى التكاليف الاقتصادية (الناجمة عن شراء كميات أقل من الطاقة الروسية). إنما أخشى السيناريو الفعلي الناجم عن اتخاذ قرار بوقف الشراء تماما على الفور، لأن آثار ذلك تتعدى التكلفة الاقتصادية”.

وقال “أعتقد أنه من الأفضل أن تكون هناك عقوبات يمكن أن نتحملها لأشهر ولسنوات”.

وقال ليندنر إن الغزو الروسي لأوكرانيا كان السبب الجذري لتزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، بما في ذلك التضخم ونقص الغذاء وأزمة الديون في البلدان منخفضة الدخل.

لكنه انتقد أيضا نهج حكومات برلين السابقة بالاعتماد على روسيا في النفط والغاز.

وقال “لقد كان سوء تقدير استراتيجي من الحكومات الألمانية على مدى العقدين الماضيين، والآن علينا العمل على تنويع مصادر الطاقة”.

كان وزير المالية الألماني حريصا على أن يبدو متشددا تجاه روسيا، وهو يبدو مدركا تماما للانتقاد الموجه إلى بلده بسبب عدم فرض حظر كامل على الطاقة الروسية.

كانت رسالته الأساسية – إن ذلك آت، لكن ليس بعد، لأنه من المستحيل تفعيله على الفور وربما يؤدي إلى إغلاق قطاعات كبيرة من الاقتصاد الألماني.

وكان الرئيس زيلينسكي قد طالب في مقابلة مع بي بي سي الأسبوع الماضي بفرض حظر فوري على تجارة النفط الروسية المربحة، واتهم أولئك الذين يرسلون اليورو والدولار إلى عمالقة النفط الذين يسيطر عليهم الكرملين بـ”المتاجرة بالدم”. وخص بالذكر ألمانيا إلى جانب المجر لعرقلة عمل الاتحاد الأوروبي.

وقال ليندنر إن ألمانيا ستتحرك بأسرع ما يمكن، لكنه لم يؤكد أن ذلك سيكون في غضون عام.

وفي برلين، يبدو أن هذه القضية تضع بعض الضغط على الائتلاف الحاكم المكون من ثلاثة أحزاب.

وفي غضون ذلك، قالت زعيمة حزب الخضر، أنالينا بيربوك، ووزيرة الخارجية أيضا، إن الاعتماد على النفط الروسي سينتهي بالتأكيد بحلول نهاية العام. يبدو أن المستشارية تحت قيادة أولاف شولتز هي الأكثر حذرا بشأن هذه المسألة. (BBC)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها