جنرال روسي : موسكو تهدف للسيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل

قال جنرال روسي اليوم الجمعة إن موسكو تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل، في تصريح وصفته أوكرانيا بأنه تكذيب لتأكيدات روسيا السابقة بأن ليس لديها طموحات في التوسع على الأرض.

ونقلت وكالات أنباء حكومية روسية عن رستم مينيكاييف، نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، قوله إن السيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا ستمهد سبيلاً للوصول إلى الجزء الانفصالي الذي تحتله روسيا في مولدوفا في الغرب.

وسيؤدي ذلك إلى عزل الساحل الأوكراني بالكامل وسيترتب عليه الاندفاع لمئات الأميال غرباً وراء الخطوط الحالية، فيما وراء المدينتين الكبريين ميكولايف وأوديسا في أوكرانيا.

وتقول موسكو إنها تنفذ “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وتحرير سكانها من قبضة من تصفهم بأنهم قوميون خطرون. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الغزو الروسي بأنه عدوان غير مبرر.

وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر “لقد توقفوا عن إخفاء ذلك.. اعترفت (روسيا) بأن هدف” المرحلة الثانية “من الحرب ليس الانتصار على نازيين خياليين، بل احتلال شرق وجنوب أوكرانيا. الإمبريالية في (أوضح) صورة”.

ورفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الرد على سؤال حول ما إذا كانت روسيا قد وسعت أهداف عمليتها، وكيف ترى موسكو المستقبل السياسي لجنوب أوكرانيا.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي إن الأسبوعين المقبلين سيكونان حاسمين على الأرجح.

وقال المسؤول للصحفيين “هذه ليست قصة خيالية اقتربت من نهايتها السعيدة. أعتقد أن من المحتمل أن نشهد زيادة كبيرة جدا في الهجمات العسكرية الروسية في الشرق، وأعتقد أننا سنشهد على الأرجح تكثيفا للهجمات العسكرية الروسية بطول الساحل”.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الروسية كثفت هجماتها على خط المواجهة في الشرق، وتحاول شن هجوم في خاركيف إلى الشمال من هدفها الرئيسي المتمثل في منطقة دونباس.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استولت على مستودع أسلحة كبير في منطقة خاركيف. كما أفادت بقصف عشرات الأهداف في منطقتي دونيتسك وخاركيف اليوم الجمعة.

وفي مدينة خاركيف، أصابت قذيفة روسية سوق باراباشوفو الرئيسية. وقالت خدمات الإسعاف إن هناك إصابات لكن لم تتوفر تفاصيل بعد. كما تعرضت قاعة زفاف ومبنى سكني للقصف.

جرائم حرب
في جنيف، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن هناك أدلة متزايدة على ارتكاب روسيا جرائم حرب في أوكرانيا، بما في ذلك مؤشرات على قصف عشوائي وعمليات إعدام دون محاكمة، في حين أشار إلى أن أوكرانيا استخدمت على ما يبدو أسلحة ذات آثار عشوائية.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول، بدون دليل، إن الأدلة على الفظائع التي ارتكبها جنودها مزيفة. وقالت أوكرانيا في وقت سابق إنها ستعاقب أي جندي يتبين أنه ارتكب جرائم حرب. ولم ترد الحكومة على الفور على تصريحات مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقالت روسيا يوم الخميس إنها انتصرت في أكبر معركة في الحرب وهي معركة ماريوبول، الميناء الرئيسي في دونباس، بعد حصار استمر قرابة شهرين.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الجيش لن يحاول القضاء على آلاف الجنود الأوكرانيين الذين ما زالوا يتحصنون في مصنع الصلب الضخم هناك لكنه سيحاصرهم داخلها. وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إنهم ما زالوا “تحت الحصار في أمان”.

ورفضت واشنطن إعلان روسيا.

وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية “ما زال تقييمنا هو أن ماريوبول محل نزاع، وأن الروس لم يأخذوها، وأنه لا تزال هناك مقاومة أوكرانية نشطة”.

وفي منطقة تسيطر عليها روسيا من المدينة ، هدأت المدافع إلى حد بعيد وخاطر السكان الذين بدا عليهم الذهول بالنزول إلى الشوارع يوم الخميس وسط مبان سكنية مدمرة وسيارات محطمة. وحمل البعض حقائب.

وقام متطوعون يرتدون سترات بيضاء وأقنعة بالبحث بين الأنقاض ، وجمع الجثث من داخل الشقق ، وحملها في شاحنة تحمل الحرف “زد” ، رمز الغزو الروسي.

وقالت شركة ماكسار للأقمار الصناعية التجارية إن صوراً التقطت من الفضاء أظهرت مقابر جماعية محفورة حديثاً في ضواحي المدينة.

وتقدر أوكرانيا أن عشرات الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم في المدينة خلال القصف والحصار الروسي وتقول إن 100 ألف مدني لا يزالون هناك ويحتاجون إلى الإجلاء الكامل.

تدمير كل شيء
في زابوريجييا ، حيث وصل 79 من سكان ماريوبول، في أول قافلة من الحافلات سمحت لها روسيا بالمغادرة إلى أجزاء أخرى من أوكرانيا ، كانت فالنتينا أندروشينكو تبكي وهي تتذكر محنة الحصار.

وقالت عن المدينة “كانوا (الروس) يقصفوننا منذ اليوم الأول. إنهم يدمرون كل شيء”.

وتقول موسكو إنها نقلت 140 ألفاً من سكان ماريوبول إلى روسيا. وتقول كييف إن العديد من هؤلاء رُحلوا قسراً فيما يمكن اعتباره جريمة حرب.

وفي كلمة ألقاها في وقت متأخر من الليل ، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تبذل كل ما في وسعها “للحديث عن بعض الانتصارات على الأقل” بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف.

وقال زيلينسكي “يمكنهم فقط تأجيل ما لا مفر منه – الوقت الذي سيضطر فيه الغزاة إلى مغادرة أراضينا ، بما في ذلك من ماريوبول ، المدينة التي تواصل مقاومة روسيا بغض النظر عما يقوله المحتلون”.

وقال الجنرال الروسي مينيكايف إن المتحدثين بالروسية يتعرضون للقمع في ترانسدنيستريا، الجزء الانفصالي الذي تحتله روسيا في مولدوفا على الحدود الجنوبية الغربية لأوكرانيا. وتقول مولدوفا والزعماء الغربيون إن هذا غير صحيح.

وقدمت موسكو نفس التبرير لضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014 ودعم الانفصاليين في دونباس. وتقول أوكرانيا إنها تخشى أن تحاول موسكو تنظيم تصويت وهمي على الاستقلال في المناطق الجنوبية كما فعلت في الشرق وشبه جزيرة القرم.

وقالت متحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه سيزور موسكو يوم الثلاثاء لمناقشة إحلال السلام بشكل عاجل في أوكرانيا ، مضيفة أن جوتيريش قد يزور كييف أيضاً.

(REUTERS)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها