أسوشييتد برس : سوريون ممن هم في حاجة ماسة إلى المساعدة يتضررون من تداعيات الحرب على أوكرانيا
نادرا ما تغادر أم خالد النازحة السورية خيمتها في محافظة أدلب شمال غرب سوريا، حيث لجأت منذ ست سنوات هربا من هجوم لقوات نظام دمشق، واليوم تقول إنها لا تعير اهتماما للأخبار، ولكنها تعرف أن أحد الأسباب التي جعل حياتها أصعب أكثر من ذي قبل، كي توفر قوتها وقوت أبنائها، هو الحرب في أوكرانيا.
لقد ارتفعت الأسعار منذ بدء الحرب في أوكرانيا تقول أم خالد، وشمل غلاء الأسعار المواد الغذائية مختلف أنحاء العالم، ولكن الحرب في أوكرانيا سرعت من ذلك، وانعكس على نحو أربعة ملايين سوري من النازحين الذين تزداد أوضاعهم سوءا في أدلب، منذ أن غادروا منازلهم بسبب الحرب الأهلية التي أعقب ثورة سلمية قبل إحدى عشرة سنة. ويعتمد معظم النازحين في العيش على المساعدات الدولية، بدءا من الغذاء والإيواء إلى الرعاية الصحية والتعليم.
وبسبب ارتفاع الأسعار قلصت وكالات للإغاثة مساعداتها الغذائية، إذ أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بدأ هذا الأسبوع بتقليص حجم حصصه الشهرية من المساعدات إلى نحو مليون وثلاثمائة وخمسين ألف شخص في أدلب.
كما خلقت الأزمة الأوكرانية مجموعة جديدة من اللاجئين، وهبت الدول الأوروبية والولايات المتحدة لمساعدة أكثر من خمسة ملايين لاجئ أوكراني، هربوا نحو البلدان المجاورة، إضافة إلى وجود سبعة ملايين نازح داخل أوكرانيا.
وتأمل وكالات الإغاثة لفت انتباه العالم إلى سوريا من خلال مؤتمر للمانحين يعقد ليومين في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتستضيفه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وسيخصص تمويل لمساعدة أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري يعيشون في بلدان الجوار، خاصة منها تركيا ولبنان والأردن.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تعهدا بتوفير 6.4 مليار دولار لمساعدة السوريين والدول المجاورة المضيفة للاجئين، ولكن ذلك كان أقل بكثير من المبلغ الذي كانت تطمح إليه الأمم المتحدة وهو عشرة مليارات دولار، ما أدى إلى فقدان ما بين 10 و50 مركزا طبيا التمويل، وفق منظمة العفو الدولية.
لقد أصبح الناس عبر سوريا يأكلون أقل وفق المجلس النرويجي للاجئين، و87% منهم يتغاضون عن اخذ وجبات حتى يستطيعوا تغطية كلفة أغراض حياتية أخرى.
وتقول أم خالد إن عائلتها تتناول وجبتين يوميا: فطور قليل ووجبة رئيسية عصرا تكون بمثابة العشاء، أما دخلها الرئيسي فمصدره التقاط حبات الزيتون لأسابيع قليلة من السنة، ما يوفر لها دولارا واحدا و35 سنتا، وهو ما يعادل 20 ليرة تركية.
لقد ارتفع سعر المواد الغذائية الأساسية شمال غرب سوريا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا بين 22% و67%، وفق مجموعة “ميرس موربس”، كما كان هناك نقص لزيت عباد الشمس والسكر والدقيق.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة إن العالم مقبل على سنة مجاعة كارثية، مع وجود فجوة هائلة، بين الموارد وحاجيات ملايين الناس في العالم. وتتكون سلة برنامج الغذاء العالمي الغذائية مختلطة، من الدقيق القمح والأرز والحمص والعدس والبرغل والحبوب والسكر والزيت.
وفي الوقت الذي تتحول فيه أنظار العالم إلى نزاعات أخرى، حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا من أن سوريا على وشك أن تصبح أزمة منسية أخرى.
ويخشى كثيرون من أن يزدان الوضع سوءا بين النازحين في أدلب، لأن روسيا قد تجبر المساعدات الدولية الخاصة بشمال غرب سوريا أن تمر عبر أنحاء من سوريا، الواقعة تحت سيطرة حليفها بشار الأسد. حاليا، تمر المساعدات نحو أدلب عبر معبر باب الهواء الحدودي مع تركيا، بتفويض من الأمم المتحدة.
ولكن أي حق للنقض تلجأ إليه روسيا قد يرفض تجديد التفويض ويمنح الأسد سيطرة على تدفق المساعدات إلى أدلب معقل للمعارضة، وقد حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أنهما سيوقفان التمويل في تلك الحالة، وهو ما ينذر بأزمة إنسانية حادة، ما قد يؤدي إلى تدفق جديد من المهاجرين السوريين إلى تركيا و أوروبا. (AP – EURONEWS)[ads3]