صحيفة إسرائيلية : إسرائيل خسرت بالفعل بقضية أبو عاقلة أمام الرأي العام

اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية الجمعة أن إسرائيل “خسرت بالفعل معركة الرأي العام”، في قضية مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وأشار المحلل عاموس هارئيل في تحليل نشرته الصحيفة بعنوان: “في محكمة الرأي العام خسرت إسرائيل بالفعل” إلى أن تل أبيب اضطرت إلى التخفيف والتراجع التدريجي عن روايتها الخاصة بأن أبو عاقلة قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين.

ولفت هارئيل إلى أن الرأي العام الدولي مال إلى التعاطف مع الفلسطينيين.

وقال هارئيل: “مباشرة بعد وفاة أبو عاقلة صباح الأربعاء خلال عملية للجيش الإسرائيلي في جنين ذهب القادة والمتحدثون الإسرائيليون إلى الروتين التقليدي (..)، فقد سارع كبار الشخصيات وأهل الدعاية وبعض الصحفيين المتطوعين، إلى توزيع الاتهامات والتلميحات حول مسؤولية الفلسطينيين عن الحادث المأساوي”.

وأشار هارئيل في تحليل مطول ترجمته وكالة الأناضول إلى أن البعض ذهب إلى حد إلقاء اللوم على أبو عاقلة نفسها بوفاتها”.

وأضاف: “جرى تداول روايات، إذ زُعم أن الفلسطينيين سارعوا إلى دفن الجثة فور وقوع الحادث من أجل تجنب تشريح الجثة، وزُعم أيضاً أن إسرائيل اقترحت على السلطة الفلسطينية أن يجري الطرفان تحقيقاً مشتركاً، وقد رفضت من الناحية العملية، جرى نقل الاقتراح الإسرائيلي إلى السلطة الفلسطينية بعد عدة ساعات من تداوله في وسائل الإعلام”.

وتابع: “لقد كانت سلسلة مذهلة من المراوغة التي تغذت على نفسها وسُمع صداها بحماس في الساحة السياسية”.

ولكن هارئيل أشار إلى أنه “جرى تخفيف هجوم الدعاية المضادة في النهاية”.

وقال: “في فترة ما بعد الظهر (الأربعاء) بدأت إسرائيل التراجع التكتيكي، إذ وافق الجيش على الاعتراف بأن من الممكن بعد كل شيء أن نيران إسرائيلية قتلت الصحفية المخضرمة. نشرت وحدة الناطق بلسان الجيش مقطع فيديو وعد فيه رئيس الأركان أفيف كوخافي بإجراء فحص شامل وأعرب عن أسفه لوفاة أبو عاقلة”.

وأضاف: “بحلول المساء كان رئيس القيادة الوسطى للجيش يهودا فوكس يجري مقابلات تلفزيونية قال فيها بطريقة جديرة بالثناء ما كان يجب أن يقال في الصباح: أنا بصفتي ممثلاً للجيش الإسرائيلي مسؤول عن كل شيء يحدث على الأرض. هذه ليست النتيجة التي أردناها. سنفحص أنفسنا لنكتشف إن كان المراسلة قتلت خطأً على يد أحد أفرادنا”.

ولكنه أشار إلى أن “العامل المساهم بلا شك (في التراجع الإسرائيلي) كان الكشف المفاجئ عن أن أبو عاقلة تحمل الجنسية الأمريكية”.

وقال: “في الوقت نفسه بدأت تفاصيل تتدفق من الميدان، أظهرت أن جنوداً من وحدة دوفديفان الخاصة الذين جاؤوا لاعتقال رجل مطلوب من الجهاد الإسلامي كانوا على بعد 100 إلى 150 متراً من مكان إطلاق النار على الصحفية.

ولفت هارئيل إلى أنه “دولياً لا توجد طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها أن تخرج بيد عليا في حدث مثل هذا”.

وأضاف: “يميل التعاطف العالمي تلقائياً إلى جانب الضعيف، وبالتأكيد عندما يكون الضحية صحفياً معروفاً لا علاقة له بالنشاط المسلح”.

ولكنه لم يستبعد أن تصل القضية في نهاية الأمر إلى “طريق مسدود”.

وكانت السلطة الفلسطينية رفضت تسليم الرصاصة التي أصابت “أبو عاقلة” لإسرائيل، كما رفضت إجراء تحقيق مشترك. (ANADOLU)

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها